برفيسور: أيوب الحمادي : الفشل جزء من الجينات في اليمن!!!!!

منذ 10 أيام

هذه القرية كان يمكن أن تكن أشهر مدينة واهم مدينة اقتصادية ليس في اليمن وأنما في المنطقة، كان يمكن أن تكن بها خدمات وسياحة ونقطة تبادل تجاري وثقافي بين افريقيا وآسيا والجزيرة العربية

هنا كان قبل حولي عقدين من الزمان حديث عن بناء مدينة النور وجسر يربط آسيا وافريقيا ولكن المشروع فشل برغم أنه رؤية قطاع خاص كان يجب أن تسعى اليمن بكل امكانيتها اليها

كان الحديث وقتها عن مشروع سوف يستثمر ٢٠٠ مليار دولار من القطاع الخاص بقيادة مؤسسة بن لادن وليس من الدولة في بناء مدينتين، احدها في هذه المنطقة في الصورة

قرية بموقعها الاستراتيجي تشبه العمارة التي على شارعين مهمين على قولتنا لكن اليمن جوهرة بيد فحام

فامامها هذه القرية تمر أكثر من ٢١ ألف سفينة سنويا أي بمعدل ٥٨ سفينة عملاقة يومياً من ناقلات البشر والنفط والبضائع والسياحة، غير السفن الصغيرة

بجانب ذلك هناك ١٥٢ جزيرة يمنية جملة منها تتمتع بمواقع إستراتيجية تجعل اليمن لها اليد العليا على مضيق باب المندب بما يتيح لنا الإشراف على الممر الملاحي والانطلاق لبناء مشاريع خدمية للاقتصاد العالمي ومنتجعات سياحة ومناطق تجارية بين افريقيا والمنطقة، وأشهرها ميون (بريم) وجبل الطير وزقر وحنيش وجزر الزبير

لكن لايمكن أن تقنع قيادات ادمنت الاستجداء والهدرة وليس لديهم أي مبادرة أو مشروع لاصلاح اليمن بشكل حقيقي غير الهدرة

فالصراع والعبث ثمرة لشجرة فساد وارتجال لعقود

ولكم تصور ان ٤٤ حكومة كانت في الشمال و الجنوب من بعد الثورة في ١٩٦٢ و ١٢ حكومة بعد الوحدة اي من ١٩٩٠ اي مرت في تاريخ اليمن الحديث ٥٧ حكومة

اغلب رؤساء الحكومات و الوزراء انتهى بهم المطاف الى النسيان واخرهم معين عبد الملك والذي حتى لم يذكره أحد بعد عزله بيومين، ولم نجد اعلامي واحد بعد عزله كتب سطر عنه وكأنه لم يوجد، المهم عنا كمجتمع لا نذكر احد منهم، كونهم لم يتركوا للاجيال اثر او مشروع استراتيجي مستمر

فعني اذكر حدث واحد وقرار واحد فقط بجانب قرار السياسة النقدية في بداية الثمانينات وهو منع استيراد الخضروات و الفواكه من الخارج ايام حكومة الارياني، وهو ماترك اثر الى اليوم برغم معارضة الكل وقتها للقرار

منع وفي نفس الوقت تشجيع للزراعة وفتح بنوك زراعية واليوم البلد معتمدة على اثر ذلك القرار

أما حكومة معين، وبن دغر، وبحاح انتهت ولم نجد اثر ولا نتذكرهم بشيء عملوه اليمن أو المجتمع، وقبلها حكومة باسندوة، و قبله حكومة مجور، وقبله حكومة باجمال، و غيرها

وعلى سبيل المثال حتى المشاريع البسيطة لم يكملوها برغم الفرص، مثل مطار صنعاء الدولي منذ حكومة باجمال، ومحطة المياة في المخاء، و مدينة حمد الطبية منذ ايام مجور، و مدينة الملك عبدالله ايام باسندوة، و مطار تعز، و توسيع ميناء المخاء و محطات الكهرباء وووو، و كل ما ذكرت رصدت لهم ميزانية، و كان المقرر الانتهاء منهم بسرعة، الان كلها اتنست واهدرت فرص و اموال لا تنتهي

ما الذي يمنع كل حكومة تكون معها رؤية او اقلها مشروع صغير أو مشاريع صغيرة تعمل لتحقيقها و تترك الامور الجانبية؟ ما الذي يمنع ان كل وزير يطمح ان يترك اثر في التاريخ اليمني بمجاله؟ لماذا لا يركز كل شخص منهم على هدف استراتيجي بمجاله يغير المجتمع؟ لماذا تتصرف الدولة امامنا كمنظومة كبيرة للارتجال في القرار والتخطيط دون هدف واقعي تصل اليه؟ لماذا تتصرف الدولة امامنا كمنظومة كبيرة للفساد في جميع مرافقها مرتبطة بمشاريع نهب المال العام و الوظيفة سواء التعليم او الصحة اوالكهرباء او النفط او من خلال مشاريع أخرى؟و اخيرا رئيسة كوريا اخذت ٣٢ سنة سجن بتهمة الفساد واصحابنا عيني عينك و من دون خجل يرددون سع الطقوس الدينية المقولة الفساد ملح التنمية

ومن يتم عزلة عندنا، يتم تعينه في منصب اخر ليعمم فشله على الباقين وكأن عمله مان انجازات لاتنتهي

فهذه قرية في الصورة توضح حالنا المخجل أمام العالم وامام انفسنا، كان يجب أن تحدث الحكومات المتعاقبة بها معجزة لاسيما وقد توفرت هنا فكرة ورؤية قبل ٢٥ عام لولا الفشل والفساد الذي جعلوه جينات نتوارثها في مفاصل الدولة

كان الحديث قبل عقدين حول بناء مدينة هنا وجسر افريقيا وأن المدينة سوف ننتهي منها بشكل كامل في عام ٢٠٢٠ وبعد أن يتم استثمار ٢٠٠ مليار دولار