أحداث سوريا تلقي بظلالها على الوضع في اليمن
منذ 2 أشهر
يتحرك المشهد السياسي والعسكري دراماتيكيا في المنطقة العربية منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، وزادت وتيرتها أكثر مع تطورات سوريا التي انتهت بسيطرة المعارضة السورية المسلحة عل كامل سوريا وهروب الرئيس السوري بشار الأسد خارج البلاد
تخيم الأحداث المتسارعة في سوريا على الوضع في اليمن بحكم التحالف المعلن بين الأسد وجماعة الحوثي (أنصار الله) وإيران ضمن ما يسمى “محور المقاومة”
في اليمن بدأت جماعة الحوثي في نوفمبر من العام الماضي سلسلة هجمات بالصواريخ والطيران المسير على أهداف لإسرائيل في فلسطين المحتلة وهجمات أخرى مستمرة في البحر الأحمر والبحر العربي على سفن مرتبطة بإسرائيل، فشل حتى الآن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر
وتسيطر جماعة الحوثي على الجزء الشمالي الأكثر كثافة سكانية في اليمن منذ نهاية 2014 عقب فشل تطبيق نتائج حوار وطني كان قد تم الاتفاق فيه على شكل النظام السياسي في اليمن وصياغة دستور جديد للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، التي تلت خروج الرئيس الأسبق على عبد الله صالح من السلطة نتيجة احتجاجات واسعة شهدتها اليمن
وكانت قد بدأت أثار التطورات في المنطقة تظهر على الوضع في اليمن عقب بدء إسرائيل حرب واسعة على حزب الله اللبناني أدت إلى مقتل قيادات الحزب وانتهت باتفاق يفضي إلى انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع فلسطين المحتلة مقابل إخلاء حزب الله لقواته هناك وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب
ظهرت فعليا الآثار لهذه الأحداث في اليمن على شكل استعدادات لجولة جديدة من القتال في الحديدة، المدينة الساحلية على البحر الأحمر التي توقف فيها القتال في نهاية 2018 عقب اتفاق استوكهولم في السويد، الذي يتم تطبيقه حتى الآن
وكان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد حذر نهاية الأسبوع الماضي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية من فقدان الزخم للعملية السياسية في اليمن
وقال إن اليمنيين لا يمكنهم انتظار خارطة الطريق إلى ما لا نهاية قبل انزلاق البلاد مرة أخرى إلى الحرب
وبالرغم أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، الذي يمثل الطرف المناوئ لجماعة الحوثي قد هنأ الشعب السوري بما أسماه “إسقاط نظام الوصاية الإيرانية”، إلا أن أعضاء في جماعة الحوثي عبروا عن استيائهم من صمت القيادة الجديدة في سوريا (المعارضة المسلحة) تجاه القصف الإسرائيلي الواسع على الأراضي السورية
ووصف زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز ما حدث في سوريا بـ”الفتنة”، وقال: “من المؤسف أن البعض يساهم في إثارة الفتن الداخلية ويغفل عن القضية الفلسطينية”
معتبرا “أن ما حدث يعد خدمة لأمريكا وإسرائيل
”وقال العليمي أنه “قد حان الوقت ليرفع النظام الإيراني يده عن اليمن واحترام سيادته وهويته وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع المستقبل الأفضل الذي يستحقونه جميعاً”
سفير حكومة اليمن المعترف بها دوليا، لدى لندن، ياسين سعيد نعمان قال في حديث مع “المشاهد” “أنه وبعد فشل تحرك الإيرانيين دبلوماسياً لإنقاذ استثمارهم العسكري والسياسي في سوريا، الحلقة الرابطة بين كل حلقات المشروع الإيراني الذي يطلقون عليه “محور المقاومة”، واقتصرت حركتهم كما شهد العالم على اتصالات ولقاءات روتينية مع أطراف مختلفة، مما يدل على أن كل ما كان يسوق من علاقات استراتيجية إنما كان لتغطية الوظيفة الحقيقية لهذا المشروع الذي يعمل في اتجاه واحد وهو خدمة المصالح الإيرانية، وحينما يتعذر على أي طرف فيه القيام بمهمته في هذا المشروع يتم خلعه والتخلي عنه، ثم يطرح نعمان تساؤلات ” هل وصلت الرسالة إلى الحوثي؟، وهل آن له أن يفكر في تجنيب اليمن المزيد من جولات الدم والدمار؟”
من جهته قال نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في محور تعز (قوات حكومية)، العقيد عبد الباسط البحر، للمشاهد “أن جماعة الحوثي باتت تدرك وتتخوف مما حدث مؤخرا من أحداث دراماتيكية لها صداها ووقعها عليها، وهي الآن تحاول الإصلاح من سياستها وخلق نوع من التواضع
” كما قال عضو الرقابة والتفتيش في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية- فرع تعز الشيخ وضاح الوجيه للمشاهد أن جماعة الحوثي فهمت الدرس جيدا مما حدث في سوريا ولبنان لكنها تقامر وتعاند مع أنها باتت تعيش بتخوف
”ويختم حديثه نعمان “أن استقرار أي بلد لا يمكن أن يُبنى على الغلبة التي يحققها الأجنبي
” مشيرا إلى أن حسابات الأجانب دائما ما تكون مبنية على مصالحهم الذاتية
”سفير اليمن في لندن، ياسين سعيد نعمان: “أن استقرار أي بلد لا يمكن أن يُبنى على الغلبة التي يحققها الأجنبي
” مشيرا إلى أن حسابات الأجانب دائما ما تكون مبنية على مصالحهم الذاتية
”القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، منصور صالح قال في حديث للمشاهد “ما أخشاه أن التغيير المتسارع في سوريا، وهو دون شك نتيجة لتفاهمات دولية قائم على عملية مقايضة تمنح إيران متنفسا بديلا عن لبنان وسوريا في اليمن وهذا أمر ينبغي التنبه له ومواجهته”وقال صالح “إن ما حدث في لبنان وسوريا من تراجع وانكسار لأذرع إيران فرصة لعملية شاملة تنهي هذا الدور في المنطقة
”ويرى البحر “أن ما حصل لأذرع إيران في لبنان وسوريا أثر بشكل كبير على المستوى المعنوي والمادي والعسكري والميداني والاستراتيجي لجماعة الحوثي
”من جانبه قال رئيس التجمع الوطني لأحرار اليمن، حلمي القدسي للمشاهد “إن كل القراءات تؤكد أن الجماعات الإيرانية في سوريا ولبنان واليمن تعيش خريفا عجزت معه إيران عن إنقاذ الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان وستفشل كذلك في اليمن
”وقال صالح “على مكونات الشرعية المناهضة لجماعة الحوثي انتهاز هذه الفرصة وحشد القدرات باتجاه القضاء على هذه الجماعة فهي في أضعف حالاتها عسكريا ومعنويا”
وأضاف “أن أحداث المنطقة الأخيرة منحت الشرعية ومكوناتها جرعة تفاؤل وزادت من توحدهم…
”وأمام هذا التفاؤل من الطرف المناهض لجماعة الحوثي، هدد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي في منشور له على منصة إكس، استهداف السعودية والإمارات في حال تجدد القتال
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير