أحلام القبيلي : «لو خلقتموهم لرحمتموهم»  لست أرحم من الرحمن الرحيم

منذ سنة

   طفل يغرقامرأة تُحرق او تحترقرجل يُعذب أو يتعذب فقراء بلا مأوىومرضى بلا علاجوأيتام بلا عائلودماء وجثث وغيرها من المشاهد والمواقف المؤلمة التي تجعل الشكوك تساور بعضنا في رحمة الله تعالى أين الله من هؤلاء؟  أولا: الله سبحانه وتعالى هو الخالق سبحانه، وليس أرحم بعباده منهوهو القائل في حديثه القدسي:«لو خلقتموهم لرحمتوهم»  ولما قُدِم رسول الله ﷺ بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذْ وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته،فقال رسول الله ﷺ: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟،قلنا: لا والله، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها

  ثانيا: يقول تعالى:«لا يكلف الله نفسا إلا وسعها» فلن يكلف الله سبحانه أحدا فوق طاقته وحوله وقوته فهناك أمور نجهلها، ولا نستطيع رؤيتها أو معرفتها، لان الدنيا دار ابتلاء واختبار وامتحان فقد ترى جسدا ممزقا او مضرجا بالدماء، ولكن روحه تطير في الجنة{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وقال الله سبحانه وتعالى عن المسيح عليه السلام:(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)  وقد ترى شخصا يُعذب أو يُحرق أو يُسلخ أو يتألم او يعيش، أوضاعا صعبةوقاسيةولكن الله منحه إيمانا ورضا ويقينا ليكون قادرا على تحمل ذلك، أو عدم الشعور بأي معاناة فهذه آسية بنت مزاحم رضي اللّه عنها، عذَّبها فرعون فشدَّ يديها ورجليها بالأوتاد ، فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها! إنا نعذّبها وهي تضحك، وكانت تضحك لانها رأت بيتها في الجنة

  وسحرة فرعون لما أمر بصلبهم، قالوا:(اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)  ولما ألقي إبراهيم الخليل في النار، لم تحرق النار سوى قيودهوجاء في بعض الاثار أنه قال: مَا كُنْتُ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ قَطُّ أَطْيَبَ عَيْشًا مِنِّي إِذْ كُنْتُ فِيهَا , وَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْشِي وَحَيَاتِي كُلَّهَا مِثْلَ عَيْشِي إِذْ كُنْتُ فِيهَا

 ولما سئل بلال رضي الله عنه، كيف تحملت العذاب يا بلال؟ قال: مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب، فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب؛ فصبرت

 وبلاء الله إذا نزل يصاحبه اللطف، وما أجمل إيمان العجائز وهن يعلقن على مصيبة الموت:«الله ما يقبض إلا وقد قبّض» يقصدن أن الله لا يقبض روح عبد إلا وقد قبض قلوب أهله وذويه بالصبر

  فالله ارحم الراحمينوما تراه عيناك قد لايكون الواقع والحقيقة، إنما هو ابتلاء، واختبار لقوة إيمانك أنت، وردة فعلك تجاه ما ترى

 قال تعالى: {وجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَة}ومعنى هذا: أن كل واحد مختبر بصاحبه، فالغنى ممتحن بالفقير، عليه أن يواسيه، ولا يسخر منه، والفقير ممتحن بالغنى عليه أن لا يحسده وعلى هذا قس باقي الحالات