أحلام القبيلي : يوم فقدت رجلي

منذ سنة

   عندما سألتها: الا ترين أنك أفضل حالا من غيرك؟غيرك معاق لا يستطيع الحركة، وأنت تمارسين حياتك بشكل طبيعي وإن كان فيها بعض الصعوبة قالت: يا عزيزتي هناك من الفتيات من يعيقها حب الشباب إذا ظهر على وجهها،   وهناك من النساء من إذا ظهر كلف من أثر حملها تحولت حياتها إلى حزن وهم وشقاء فما بالك بشعور فتاة معاقةسواء خاضت معركة الحياة أو انتكست نفسيتها وانزوت واستسلمت للألم النفسي

 سماح امرأة فقدت رجلها في عمر الطفولة، إثر سقوط حجر تسبب في كسرها ثم بترها  تروي لنا بعضاً من فصول قصتها مع الإعاقة : عندما استيقظت من أثر تخدير عملية بتر الرجل واستعدت وعيي أردت الحركة فلم أستطع  وتفاجأت بأنهم بتروا رجلي ،أطلقت صرخة دوت في كل أرجاء المستشفى : أماااااااه ،أين رجلي؟ ولم أهدأ من نوبة البكاء والصراخ إلا بعد أن ضرب لي الطبيب إبرة مهدئة انتكست حالتي النفسية، وفقدت ابتسامتي وماتت فرحتي ثم أصبحت عدوانية أضرب كل شيء أمامي ،بشر، حجر ، شجر ، حيوانات وفي إحدى مستشفيات تعز راني طبيب سويدي تكفل بعلاجيوشراء رجل صناعية   وكلما كبر سني غير لي الرجل الصناعية لتناسب طوليوكان يشجعني ويزرع في الأمل   بعدها بدأت استعادة ثقتي بنفسي، ومدني الله بقوة تحمل غير طبيعية ولم يكن يصعب علي فعل شيء وحاولت تغطية النقص باستعراض النعم الاخرى التي منحني الله إياها لكن هناك كلمة كانت ومازالت تجرحني وتزهق روح سعادتي وتسفك دماء تتفاءلي وتسبب لي انتكاسة ؛عرجاء ،معاقة  يا لها من حروف حادة، وكلمة سامة، إضافة إلى نظرات الفضول الممزوجة بالشفقة؛سلامات ، ليش تعرجي؟ كانت هذه الكلمات وتلك النظرات جارحة وقاتلة أكثر من الإعاقة نفسها طبعاً في البداية ظننت الأمر عابراً ، وسيأتي يوم و تنتهي فيه مأساتي ولما عرفت أنه أمر قد قضي ، وقدر قد كتب علي، وليس أمامي سوى الرضا والتعايش معه ،مارست حياتي بشكل طبيعي ، خالطت الناس ودرست وتزوجت وانجبت فأنا أحسن حالا ممن فقد بصره ، ومن هو مقعد ، ومن هو معاق عقلياً

 رسالتي للانسان الصحيح السليم المعافى: ان لايتباها بصحته ولا بكماله، وأن يدرك أن السلامة والصحة بيد الله وحدهوأن الكمال لله وحدهوأن يغتنم صحته في طاعة الله وأوصي بالرفق بكل معاقوالتعامل معه بلطف، و الرفق مستحب في جميع الأمور ورسالتي لكل معاق أن يصبر ويحتسب وينظر إلى نعم الله التى أعطاهفالله لا يحرم أحدا كل شيءوأن يحب نفسه ويرضى عنهاويثق بنفسهويعزز ثقته بالله ولا يفكر في إعاقته ويعتبر إعاقته تكريم من الله له، وحب من الله لان الله إذا أحب مؤمنا ابتلاهولينظر المعاق إلى من هم دونه و أشد منه بلاء ، ليرضى بالقضاء والقدر ولا يجعل الناس يشعرون بإعاقته مطلقا ورسالتي للناس بشكل عام أن ينظروا لنعم الله عليهم ويشكروه يحمدوه ويمجدوه على ما أعطاهم ويعطوا مما أعطاهم الله من خير لكل محتاج، وبالتراحم والسخاء يغطى كل عيب