أحمد الصباحي : صرخات يمانية في وجه الحوثي

منذ سنة

تتحدث الصور القادمة من العاصمة صنعاء وإب وصعدة وعمران عن حقيقة موقف الشعب اليمني من الانتهاكات الحوثية اليومية ومحاولة فرض حالة تمذهب واحدة على عموم الشعب اليمني المتعايش رغم حالة التنوع الكبيرة التي تشهدها الساحة اليمنية

 يفرض الحوثي خطيب مسجد حوثي يحمل بذور الطائفية على منبر الجامع الكبير في مدينة إب القديمة فيغادر الناس طوعاً للصلاة في مسجد آخر كنوع من الاستنكار والاعتراض وهروباً من سماع ما لا تقبله آذانهم وترفضه فطرتهم السوية

 يصرخ أحد المسنين من صرح الجامع الكبير في صنعاء القديمة معلناً عن صرخة جديدة ساخراً من الصرخات الحوثية التي مل الشعب اليمني منها قائلاً الله أكبر، الموت لليهودي البلدي، اللعنة على الأمريكي البلدي في رسالة مفادها: أن أعداء الشعب هم من يقتلهم وينهب رواتبهم ويسرق أقواتهم ويفرض عليهم القيود ويحتكر الثروات للمشرفين والسلالة التي تعيش في القصور المنهوبة وممتلكات الدولة المسلوبة

 حتى الأصوات العالية التي برزت مؤخراً من داخل جماعة الحوثي وإن كان البعض يرى أنها تأتي في سياق صراع العصابات، إلا أنها تعبر عن حالة احتقان داخلية ونقمة شعبية من الحوثي الذي تحول إلى ثقب أسود يأخذ من الشعب ولا يقدم له شيء رغم مزاعمه بأنه صاحب سلطة أمر واقع

 من الحديدة إلى صعدة ومن ريمة إلى ماوية صرخات يمانية ترتفع يوماً وراء آخر ضد العدوان الحوثي على الشعب اليمني، صرخات جوعى لم يعد لديهم ما يخسروه، ولن تستطيع جولات محمد علي الحوثي ولا تهديدات أبو علي الحاكم إسكات صرخة شعب وصحوة أمة

 ماذا قدم الحوثي للمواطن وهو يزعم أنه سلطة حاكمة، لا ماء، لا كهرباء، لا طرقات، لا تنمية، لا مرتبات، لا علاج، وفوق ذلك ينهب المرتبات، والجمارك، والضرائب، والزكاة، والمجهود الحربي، والمساهمة المجتمعية، وأصبح المواطن يشق طريقه بنفسه، ويشتري الكهرباء بماله الخاص من الشركات التجارية، والماء من الصهاريج الخاصة، فعن أي دولة يتحدث الحوثي؟!استخدام القبضة الأمنية وحملات الاعتقالات والاختطافات ضد المواطنين والناشطين لن تجدي نفعاً، فمن يتضور جوعاً بشكل يومي، ويبات عرياناً وهو لا يملك قطعة قماش يغطي بها أجساد أولاده من البرد لن تخيفه السجون ولا رصاص البنادق

سيبقى الشعب وتذهب العصابة عاجلاً غير آجل، فهذه المليشيات تحمل بذور فنائها

يحيا الشعب اليمني