أسباب الانهيار المتواصل للريال اليمني

منذ 2 أشهر

لحج – صلاح بن غالب ألقى الانهيار المتواصل للعملة المحلية في اليمن بآثاره على القطاع المعيشي، بعد ارتفاع أسعار الخبز والرغيف في عديد مدن البلاد

وتخطى سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز الـ 1700 ريال يمني في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا

هذا الوضع دفع مالكي المخابز والأفران باليمن إلى الإضراب عن العمل منذ أيام، وعدم قدرتهم على إنتاج الرغيف و”الروتي”

تمامًا كما هو حاصل في مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج (جنوب اليمن)، التي تعيش المخابز فيها إضرابًا منذ يومين

وبرر ملاك المخابز في لحج إضرابهم بإرتفاع أسعار الدقيق والزيوت وغيرها من متطلبات صناعة وانتاج الرغيف والروتي

تراجع النمو الاقتصاديوأوضح الدكتور علي مهيوب العسلي لـ«المشاهد» أن الإنهيار الاقتصادي الحاصل ليس بغريب؛ في ظل تدني الإنتاج وتراجع مؤشر النمو الاقتصادي

وعزا العسلي هذا التراجع إلى توقف صادرات النفط الذي يمثل 70 % من موازنة الدولة

وأضاف أن كل محاولات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لترشيد النفقات، واجتماعتهم مع الهيئات الدولية بشأن الإصلاحات الاقتصادية لم تجد نفعًا

لافتًا إلى أن تلك المشاورات لم تكبح جماح الإنهيار الاقتصادي، ولم توقف نزيف الريال اليمني

وأشار العسلي إلى أن اعتماد الدولة على الوديعة السعودية لتغطية صرف المرتبات لا يفي بالغرض ولا يحقق تعافيًا اقتصاديًا

العسلي بيّن أن من أسباب الإنهيار أيضًا منع جماعة الحوثي نقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن

علاوةً على قيام الحوثيين مؤخرًا بسك عملة نقدية جديدة في مناطق سيطرتها، بحسب العسلي

توقف الصادرات والمضاربة بالدولار في ذات السياق، قال الباحث الاقتصادي فارس النجار لـ«المشاهد» إن المشكلة تكمن في شحة النقد الأجنبي لدى الحكومة اليمنية

وعلل النجار ذلك الشح إلى توقف صادرات النفط والغاز، وتزايد الطلب على الدولار لاستيراد المشتقات النفطية ووقود الكهرباء الحكومية

وأضاف أن من الأسباب أيضًا استغلال شركات الصرافة والمضاربين بالدولار، وتزايد الطلب على النقد الأجنبي بالسوق المصرفي

واعتبر النجار أن الكتلة الكبرى اليوم صارت بيد هؤلاء المضاربين بتقديرات وصلت إلى أكثر من 3 تريليون من النقد الأجنبي

وتابع: إن الهجمات الصاروخية الحوثية على السفن التجارية بالبحر الأحمر؛ “زادت الطين بلة”، وضاعفت الانهيار الاقتصادي في مناطق الحكومة اليمنية

وأوضح أن الحوثيين استغلوا فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة؛ لتحقيق حوالي 22,7 مليار دولار أمريكي من موارد الرسوم بميناء الحديدة

فضلًا عن الدعم المقدم لها من حليفهم إيران بمبلغ يصل إلى أكثر من 700 مليون دولار أمريكي، بحسب النجار

مسكنات

ليس إلا من اجل كبح جماح الانهيار الاقتصادي الحاصل وتعافي العملة الوطنية يطالب الدكتور علي مهيوب العسلي بوضع حلول جذرية وليست مسكنات

ويقترح العسلي من تلك الحلول؛ توحيد البنكين المركزيين في صنعاء وعدن بإشراف أممي لتوحيد سعر صرف العملة المحلية

بالإضافة لممارسة الضغط الدولي على الحوثيين لتمكين الحكومة اليمنية المعترف بها من تصدير النفط لتغطية العجز بالموازنة العامة للدولة

أما الاقتصادي فارس النجار فيقول إن بيع بنك عدن المركزي للعملات عبر المزادات العلنية مكنته خلال الفترة الماضية من كسب واحد ترليون دولار من يد الصرافين

ويستدرك: لكن العجز يظل قائمًا في ظل توقف صادرات الدولة من النفط والغاز، وتدني الإيرادات الحكومية لرفد خزينتها بالنقد الأجنبي

واختتم: اقتراح المجلس الرئاسي تحويل المساعدات عبر البنك المركزي بعدن لدعم العملة المحلية لم يحظَ بأي اهتمام من المانحين الدوليين

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير