أطعمة مغلفة.. تفتك بالأطفال

منذ سنة

صنعاء – إبراهيم يحيى:أصيب يزن ابن الأربع سنوات، بتسمم غذائي حاد بصنعاء، بعد تناوله أحد أنواع التسالي (البفك)، إذ أصيب بإسهال وطرش شديدين، مما اضطر والده إلى إسعافه لأحد المستشفيات

يقول والد يزن، مفضل الحرازي، 35 عامًا، لـ”المشاهد”، إنه بعد ساعات قليلة من تناول ابنه للبفك، تعرض لتسمم ومغص، على الرغم من أن تاريخ البفك لم يمضِ عليه أكثر من شهر واحد، ومدة صلاحيته ستة أشهر، كما هو موضح على كيس المنتج

ويدعو مفضل الجهات ذات الاختصاص إلى القيام بدورها في الرقابة على أغذية الأطفال، وبشكل خاص الحلويات والعصائر والتسالي

يقول عبدالخالق الدعيس،25 عامًا، صاحب بقالة بصنعاء، إن هنالك إقبالًا شديدًا من قبل الأطفال على الحلويات والتسالي بشكل كبير، وبخاصة الأطفال الفقراء، بسبب رخص أسعارها، إذ إن مصروفهم اليومي لا يتجاوز 100 ريال

ولاحظ الدعيس، خلال قراءته لبعض التعليمات على هذه الحلويات، أنها تؤثر على التركيز والانتباه وزيادة الحركة لدى الأطفال

ويضيف أنه يتم تعريض منتجات التسالي إلى أشعة الشمس الحارقة، وبخاصة خلال فترة الظهيرة، أثناء نقلها بشاحنات مكشوفة لتوزيعها إلى البقالات والمناطق البعيدة، وبعضها يظل لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام تحت الشمس، دون أية رقابة من الجهات المختصة، وهذا يعرض حياة الأطفال للخطر والأمراض

أمراض خطيرةالدكتور أحمد الغيثي، طبيب أطفال، بمركز الأريج الطبي، بصنعاء، يقول لـ”المشاهد”: “تصل إلينا، وبشكل يومي، الكثير من حالات الأطفال، بسبب تناول التسالي وجعالة الأطفال، حيث يعاني العديد من الأطفال من تسمم غذائي وإسهال، مما يضطرنا إلى استخدام العلاجات والإبر والمضادات الحيوية لعلاج الأطفال”

ويضيف الغيثي أن هذه التسالي والحلويات تؤثر على صحة الأطفال، إذ تؤدي إلى العديد من الأمراض، منها ضعف الجهاز المناعي للأطفال”

ويتابع: “تؤدي زيادة تناولها إلى قصر القامة، وفقدان الشهية للأكل، والحساسية، وضعف الذاكرة، والتوحد، وزيادة الحركة، وأمراض الكبد والسرطانات، كما تتسبب زيادة الحلويات في تسوس الأسنان لاحتوائها على السكر”

ألوان وصبغاتمحمد غالب، مهندس تصنيع غذائي، يعمل بمصنع أغذية، بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن بعض مصانع حلويات الأطفال يقومون بخلط مواد كيميائية وألوان صناعية ضارة في أطعمة الأطفال، حيث يتم خلطها بشكل عشوائي لتؤثر على صحة الأطفال

تتسبب هذه المواد والألوان بضعف الانتباه والتركيز، وزيادة الحركة لدى الأطفال، وأكبر دليل على ذلك وجود تحذيرات على عبوات الحلويات والعصائر بأنها تؤثر على الانتباه والحركة، وبعضها يوجد بها تحذيرات بأنها لا تستخدم لمن هم دون سن الثالثة، حسب غالب

ويضيف المهندس غالب أنه تتم صناعة بعض أنواع التسالي من مواد منتهية، وبزيوت مهدرجة ومكررة، وأنه يتم تحمير البطاطس بدرجة حرارة عالية تؤدي إلى إنتاج مادة الأكريلاميد الخطيرة، والتي توجد في الصمغ والبلاستيك، والتي تؤدي إلى الإصابة بمختلف أنواع السرطانات

كما أن تعرضها لأشعة الشمس يؤدي إلى حصول تفاعلات كيميائية تؤدي إلى أن يصبح هذا المنتج سمًا قاتلًا للطفل

ويدعو غالب الآباء والأمهات إلى ضرورة تنبيه أبنائهم بخطورة هذه المواد على صحتهم، أو على الأقل التقليل منها، وقراءة التعليمات على المنتجات، وملاحظة تاريخ الإنتاج والانتهاء، فالأطفال أمانة في أعناقنا جميعًا، حسب تعبيره

وتحدث كامل السدح، مدير مكتب الصناعة والتجارة بمديرية الثورة، لـ”المشاهد” بأنه يتم النزول الميداني للبقالات والسوبر ماركت، للتأكد من سلامة الأغذية بشكل عام، وحلويات الأطفال بشكل خاص

حيث تم خلال الفترة الأخيرة مصادرة وإتلاف عشرات الأنواع من حلويات وعصائر الأطفال التي تحتوي على صبغات وألوان غير مطابقة للمواصفات والمقاييس اليمنية، حسب قوله

ويضيف السدح أنه يتم العمل على مراقبة المصانع والمعامل التي تقوم بصناعة الحلويات والعصائر المعلبة والتسالي، من خلال حملات مفاجئة لهذه المصانع للتأكد من سلامتها، ومدى التزامها بالاشتراطات والمعايير المقررة

ويختتم حديثه بأنه في حال حصول أية مخالفات من قبل التجار، تتم إحالتهم إلى نيابة الصناعة والتجارة، لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تصل إلى الإغلاق وسحب التراخيص والسجن

أشكال وألوان للإيقاع بالأطفالصادق الهمداني، مندوب مبيعات، 32 عامًا، يقول لـ”المشاهد” إن بعض أولياء الأمور يرسلون أبناءهم لشراء الحلويات والتسالي هروبًا من إزعاجهم، وهم بذلك يعرضون حياة فلذات أكبادهم للأمراض الخطيرة

ويضيف الهمداني أن بعض التجار يستوردون حلويات ذات ألوان وأشكال جذابة، مثل “الرضاعات، شرائط الأدوية، ألعاب أطفال، سجائر”، لإغراء الأطفال لشرائها دون أن يكون موضحًا عليها ما هي المواد التي صنعت منها، ولا يوجد بها مكان وتاريخ الإنتاج، حيث إن أغلب هذه الحلويات تصنع في الصين، ويتم تهريبها إلى اليمن

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير