أطفال التوحد في اليمن وتحديات الدمج والتعليم
منذ سنة
تعز – وداد ناصر :من أهم الصعوبات التي يواجهها أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد هو قلة توفر المرافق أو المؤسسات التعليمية المتخصصة والتي تمكن هؤلاء الأطفال من التعلم والإدماج في المجتمع
كما أن تشخيص حالة الطفل من البداية يساعد الطفل على تجاوز مختلف الصعوبات التي يعاني منها على المستوى اللفظي والحركي والسلوكي
معاناة أم سارةأم سارة إحدى الأمهات من مدينة صنعاء، وهي أم لطفلة تعاني من التوحد تقول إن طفلتها سارة كانت تعاني من مشكلة بالأعصاب منذ طفولتها وتم التعامل معها كمريضة تحتاج للعناية النفسية وكذلك الحركية ودمجها مع الآخرين من خلال تعليمها وفق خطوات من قبل مختصين في هذا الجانب
وتضيف أن ابنتها ومثلها الكثير من أطفال التوحد عنيدون ويحتاجون إلى تعامل مرن حسب تعبيرها
“وإذا لم يتم التعامل مع طفل التوحد بشكل مرن وتلبية احتياجاته والوقوف معه ودمجه في المجتمع فإنه يصبح أكثر عدوانية ويتحول الجميع لديه في الأسرة إلى أشخاص أعداء” حسب تعبيرها
المشكلة التي واجهت أم سارة في جعل طفلتها تتعلم وتصبح قادرة على الكتابة هي أنها واجهت في بداية تعليمها تنمرًا من زملائها وهذا سبب لها أزمة نفسية في البداية وتم تجاوزها في تعزيز الثقة بنفسها من خلال وقوف الجميع معها وتحفيزها
وتصف أن تجاوز ابنتها سارة الصعوبات التي كما تقول إنها تفوق التصور لم يكن سهلًا واحتاج إلى وقت وجهد ووعي
عملية الدمج“عملية دمج أطفال التوحد وتعليمهم وإكسابهم المهارات تحتاج إلى كوادر تعليمية متخصصة في هذا المجال ومناهج تعليمية خاصة بهذه الفئة، كما أن الدمج لايكون من خلال تدريس هؤلاء الأطفال مع أقرانهم من أطفال التوحد في مدارس خاصة بهم إنما تدريسهم في مدارس يكون فيها أطفال طبيعيين وفي أقسام خاصة بهم ومنهج خاص بهم أيضًا” كما يقول عبدالرحمن الحكيمي وهو خبير ومختص في مجال عسر القراءه وذوي الاحتياجات ويمكنهم ذلك من الاندماج في المجتمع وهذا مايقوم به في المدرسة التي يديرها والتي فيها قسم صعوبات التعليم “وأطفال التوحد”
وفي ذات السياق تقول عائدا زهير متخصصة في مجال دمج أطفال التوحد في التعليم في حديثها لـ”المشاهد” إن من التحديات التي تواجههم أن أطفال التوحد لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بسهولة ففهم مشاعر الأطفال من هذه الفئة يسهل عملية دمجهم مع الآخرين
من جانبها تقول إسراء مهيب وهي أخصائية تربية خاصة وعاملة في مجال التدريب السلوكي للأطفال) في حديثها لـ “المشاهد” إن من الأشياء المهمة من أجل تعليم أطفال التوحد ودمجهم في المجتمع هو حسب تعبيرها تكييف المناهج أو إنشاء برامج خاصة تعتمد على المنهج التعليمي الموجود بما يتوافق مع قدرة المتوحد
وتضيف لا توجد مدارس مؤهلة، كل الموجود مراكز أو عيادات متخصصة بالجلسات (جلسات التخاطب/ تعديل السلوك/ التدريب على الانتباه/ التركيز)
وتتابع في حديثها “أنه وإن وجدت مدارس خاصة بدمج أطفال التوحد وتعليمهم إلا أن التعليم فيها لا يتم بالطريقة الممنهجه التي يطرحها أصحاب التربية الخاصة لوجود فروق فردية بين كل طفل متوحد، وقد يكون الدمج عشوائيًا يفتقر للبرامج العلاجية الصحيحة وحينها قد لا تكون نتائجه واضحة”
وتعتبر أن “ماهو موجود اليوم من مؤسسات أو مراكز خاصة بأطفال التوحد ليس بيئات ملائمة لاستقبال أطفال التوحد ولا تلبي كافة احتياجاتهم من كل النواحي سواء كانت جسمية، حركية، نفسية، تربوية أو أكاديمية للأسف ما زال الضعف موجود وجلي للجميع”
وتضيف أن الخبرات المتخصصة في مجال دمج وتعليم أطفال التوحد بحاجة إلى أن يكونوا صناع قرار وليدهم إمكانيات تمكنهم من تصميم برامج علاجية للتوحد والقدره على القياس والتدريب والتشخيص
توافقها الرأي عائدا زهير أن كثيرًا من المدارس تواجه صعوبة في توفير المرونة اللازمة فيما يخص المنهج التعليمي لأطفال التوحد وأساليب الامتحانات والجداول وعدد الطلاب في الفصول بالإضافة لعدم توافر الخبرات الكافية من المعلمات وعدم التهيئة الكاملة للطلاب وأسرهم، دون تحليل الأسباب والعمل على حلها
الحلولمن أجل معالجة مشكلة تعليم ودمج أطفال التوحد ترى الأخصائية التربوية أسرار “أن يتم النظر بواقعية على أن الفئات المصابة باضطراب التوحد والعمل بشكل جاد من خلال إيجاد بيئات تعليمية متكاملة من حيث الوسائل والكادر التعليمي وتكثيف التوعية للمجتمع بطرق وأساليب التعامل مع أطفال التوحد وإيجاد الطرق المناسبة من وجهة نظر الأخصائيين في هذا المجال، سيساعد في إرساء التعامل الجيد لهذه الفئة وإعطائها حقها”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير