أطفال اليمن في جحيم العنف

منذ 4 أشهر

تعز- ماريا البتولتعرض خالد، البالغ من العمر 12 عامًا، للعنف المتكرر من والده، ولم يكن قادرًا على فعل شيء لإيقاف تلك المعاناة

أمام هذا الوضع، لم يجد خيارًا سوى الهروب، فقرر مغادرة قريته في منطقة شرعب بمحافظة تعز متوجهًا إلى المدينة

كان حلمه أن يجد فرصة عمل تمكنه من الاعتماد على نفسه ماديًا ودعم أسرته التي تتكون من ثمانية أفراد

يقول خالد في حديثه لـ”المشاهد”: “تعرضت للعنف المستمر من والدي، مما دفعني إلى الهروب إلى مدينة تعز وترك التعليم بعد إتمام الصف السادس الأساسي

”بعد أن استقر خالد في مدنية تعز لعدة أشهر، قرر السفر إلى خارج الوطن، تحديدًا إلى المملكة العربية السعودية، بطريقة غير شرعية مع بعض الأشخاص الذين تعرف بهم في مدينة تعز

يضيف: “كان حلمي أن أحصل على دخل يمكنني من إعالة أسرتي وتغيير نظرة والدي تجاهي

لقد أدركت أن الفقر هو السبب الرئيس للضرب الذي كنت أتعرض له من قبل والدي

”يشير خالد إلى أنه توجه إلى محافظة صعدة اليمنية التي تقع على الحدود السعودية، وتمكن مع آخرين من الدخول إلى الأراضي السعودية عن طريق التهريب، حتى وصل إلى جيزان في السعودية

يتذكر معاناته، ويقول: “مررت بمعاناة شديدة، وكان الموت يلاحقني من كل اتجاه، إلى أن وصلت إلى جيزان

تم احتجازي هناك لمدة أسبوعين، وتمت إعادتي إلى الوطن”

يؤكد خالد أنه ليس الطفل الوحيد الذي مر بهذه التجربة، حيث يوجد الكثير من أقرانه الذين لجؤوا إلى الهجرة بمساعدة المهربين من أجل تأمين احتياجات أسرهم والهروب من العنف الأسري

وفقًا للمختصين النفسيين، إن تصاعد أعمال العنف ضد الأطفال يعد إحدى أكبر المشكلات التي تواجه المجتمع اليمني، لأن هذه الشريحة العمرية لا تزال في طور البناء من الناحية العقلية والنفسية والاجتماعية، وهي بحاجة ماسة في هذه المرحلة لتوفير متطلباتها الأساسية، وليس إلى التعنيف الذي يمنع نموها على النحو الصحيح

يقول خالد، 12 عامًا، لـ “المشاهد”: “كان حلمي أن أحصل على دخل يمكنني من إعالة أسرتي وتغيير نظرة والدي تجاهي

لقد أدركت أن الفقر هو السبب الرئيس للضرب الذي كنت أتعرض له من قبل والدي

”تداعيات العنف الأسري على الطفلإدريس العبسي، المسؤول الإعلامي لمركز القانون الدولي وحقوق الإنسان، يقول لـ “المشاهد”: “للعنف الأسري تأثيرات سلبية خطيرة على الأطفال، إذ يشوه جوانب نمو الشخصية، خاصة من الناحية الفسيولوجية، والنفسية، والعقلية”

ويوضح العبسي أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل تلزم جميع الدول باتخاذ تدابير قانونية وتربوية لمنع كافة أشكال العنف التي قد يتعرض لها الأطفال

ويشير إلى أن “القانون اليمني لحقوق الطفل، الصادر في عام 2002، لا يجرم العقاب البدني أو العنف الأسري، ويعتبره وسيلة تربوية، وهذا يتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها اليمن”

صادقت اليمن عام 1991 على اتفاقية حقوق الطفل، مما جعلها من أوائل الدول في العالم التي تلتزم بتحسين حقوق الأطفال في البلاد ورفع تقارير بشأن التقدم المحرز

أشارت تقارير «اليونيسيف» إلى أن عشرات الأطفال اليمنيين يموتون يومياً لأسباب يمكن تجنبها

ووفقًا للأمم المتحدة، إن من بين نحو 29 مليون يمني يحتاج 22 مليوناً إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، و18 مليونا تقريبا منهم يعانون من الجوع، بينما يعاني 8

4 مليون من الجوع الشديد، وغالبية هؤلاء الضحايا من الأطفال والنساء

جمهور الحميدي، أستاذ علم النفس في جامعة تعز، يقول: “إهمال الجانب النفسي قد يقود إلى كوارث ليس فقط على مستوى العنف الأسري والاجتماعي، بل قد يتصاعد ليؤدي إلى العنف الوطني والحروب

”حلول ومقترحاتجمهور الحميدي، أستاذ علم النفس في جامعة تعز، يرى أن العنف الأسري عامل مؤثر على الجوانب النفسية للطفل، ويسبب العديد من الاضطرابات والمشاكل الأسرية سواء بين الزوجين أو مع الأبناء

يؤكد الحميدي على أن ضبط العوامل النفسية هو الخطوة الأولى للقضاء على العنف الأسري

يوضح: “نحن بحاجة إلى وعي مجتمعي واستراتيجية وطنية تتضافر فيها جهود المؤسسات الوطنية والمتخصصة لنشر الوعي بأهمية العوامل النفسية وتأثيرها على حياتنا

إهمال الجانب النفسي قد يقود إلى كوارث ليس فقط على مستوى العنف الأسري والاجتماعي، بل قد يتصاعد ليؤدي إلى العنف الوطني والحروب

”يختم حديثه، ويقول: “العديد من المشكلات التي نعاني منها اليوم في اليمن ناتجة عن أزمات نفسية واجتماعية عميقة، وهذه الأزمات أسهمت في تدهور المجتمع بشكل عام

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير