أكرم توفيق القدمي : المفرقعات الضحلة وقواعد الاشتباك 

منذ 17 أيام

أكرم توفيق القدمي ‏نتذكر بالأمس القريب عملية الوعدُ الصَّادق التي اطلقتها ايران ، في  13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل 2024 في هجومها على إسرائيل ؛ والتي بالطبع لم يُجرح فيها اسرائيلي واحد

ها هي تعاود الكرة ، وتعلن الثأر لمقتل هنية وحسن نصر الله وتوجه الفرط صوتية نحو فلسطين المحتلة

فصل من فصول المسرحيات الإيرانية التي يشارك فيها عدد من الأقماء البالستية الفارغة

فصواريخ ايران وادواتها دقيقة عندما توجه لطرف عربي ؛ أما عند توجيهها لاسرائيل فهي مفرقعات  تسقط دون إحداث أي ضرر بشري او عسكري !تضخيم اعلامي في محاولة من ايران لرد الإعتبار الشعبوي وترميم صورة الخسارة والانتكاسة الكبرى التي مني بها حزب الله   ، انها ضحالة الرد تحت عنصر التحدي

يدرك الجميع بأن إيران تمارس التظليل الإستراتيجي وبسخافه ؛ لذا فهم يرونها دون مستوى المواجهة المباشرة ، على فرضية عدم إنخراطها في مؤامرة تفتيت الشعوب المنكوبة بكنتوناتها  التخريبية فيما يرى آخرون بأن السر في عدم فاعلية الصواريخ الإيرانية خلوها من الروؤس المتفجرة

وتشير المعلومات إلى تلقي ترامب معلومات ايرانية مسبقة حول الهجمة ومسبباتها بدوافع نفسية لا انتقامية

 وهنا سؤال يضع نفسه :كيف لضربات عسكرية محددة  أن تُعلن قبل انطلاقها أو وهي في طريقها إلى الهدف ؟اي هجوم هذا الذي يليه تأكيد  إيراني بعدم سعيها لحرب أوسع ، إذا لم يكن قد سبق ذلك تطمين وتنسيق وضوء اخضر ؟لقد حقق بالفعل اطلاق 400صاروخ فرط صوتي باليستي مقتل فلسطيني في أريحا واخر في الضفة ، فيما بعضها سقط في هضاب الأردن

إن حالة الإحباط التي يعيشها الشارع العربي من هذه النكسات جعلت من اي ردة فعل متوقعة مادة للسخرية ؛ لتأتي بعد ذلك الوقائع مترجمة للعبث الإيراني الذي افسح المجال أمام آلة الغطرسة والاستعلاء والبطش الصهيونية لتعربد في بلادنا العربية دون ردع او حساب

ندفع في اليمن وحتى اللحظة ثمن هذه الحماقات التي اضرت بمقدرات شعبنا ومصالحه

لقد ادى الاستهداف الإسرائيلي الغاشم بالأمس لإعطاب 90% من محطة توليد كهرباء الحالي وقصف محطة راس كثيب وأصاب بشكل مباشر كنترول الغلايات ، ونتج عنه خروج المحطة عن الخدمة

 عبئ ومعاناة جديدة يتجرعها ابناء  الحديدة تحت جنح  الظلام ، نتاج مقامرة وتهور غير مدروس وغير محسوب اضر باليمن وبسيادته ومصالحه ، خدمة لاجندة اقليمية

في الأخير  لن يتحقق مع هذا العبث سوا المزيد من الخراب والدمار ، وبخلاف ذلك ، فموازين الأمور لن تستقر ، والسحر قد ينقلب على الساحر