أمل: الانتقال من الانكسار إلى الانتصار

منذ 5 أشهر

أبين- أياد حمود سعيدفي مجتمع يُعتبر الطلاق عارًا، تعرّضت العديد من النساء اليمنيات للظلم والعنف

أمل محمد، 35 عامًا، إحدى النساء اللاتي اخترن إعادة بناء حياتهن بعد تجربة مؤلمة

تمكنت أمل من الخروج من أزمتها والاعتماد على نفسها من خلال عملها الذي قادها إلى الاستقلال المادي

عندما تزوجت أمل، كانت تعتقد أنها بدأت حياة مختلفة محفوفة بالاهتمام والسعادة

لكن زواجها لم يدم طويلًا، إذ طلقها زوجها وعادت إلى العيش مع أمها الأرملة التي تعمل في خياطة الملابس

تقول أمل: “مع مرور الأيام، اكتشفت أني كنت أسيرة في سجن لا يرحم

وكنت أتعرض للضرب والمعاملة القاسية، وكنت أسعى في البحث عن شعاع من الأمل يعيد البسمة إلى حياتي

”تضيف: “لقد تم منعي من زيارة أهلي، ولم يكن زوجي يتكفل بي ماديًا، مما جعلني أشعر بالضياع والفشل

لقد حاولت الانتحار أكثر من مرة

كنت أشعر بأني محاصرة في كهف مظلم، محاطة بالخسارة والألم

”جاء اليوم الذي طلقها فيه زوجها بعد أن اعتدى عليها بشدة، عادت إلى منزل والدتها في حالة من اليأس والحزن، ولكن والدتها كانت دائمًا بجانبها

كانت أمل تخشى نظرة المجتمع السلبية تجاه المطلقات

 ولكن في لحظة تحول، علمت أمل عن “اتحاد نساء اليمن”، المساحة الآمنة لأمثالها في أبين، وبدأت الفرصة تلوح في الأفق لتجد الدعم والتوجيه الذي كانت بحاجة إليه

تعبر أمل عن مشاعرها قائلة: “كنت أشعر بحزن عميق، وكنت أحتاج إلى شخص يستمع إليّ، وكانت زيارتي إلى اتحاد نساء اليمن بمثابة نقطة تحول فارقة في حياتي

” النهوض والتمكينبعد حضور عدة جلسات دعم نفسي، بدأت أمل تستعيد ثقتها بنفسها من جديد

تم تقديم خيارات تدريبية لها، فقررت أن تتخصص في مجال الكوافير

أثناء تدريبها، حصلت على معلومات مهمة تتعلق بحقوق المرأة، الصحة النفسية، والصحة الإنجابية

تقول أمل: “أصبحت هذه المعلومات بالنسبة لي كالنور الذي ينير حياتي”، تضيف أمل بابتسامة

حصلت على فرصة لإطلاق مشروع صغير خاص بها، حيث بدأت في فتح صالون خاص بها في منزلها

وتقول بفخر: “لقد عدت إلى الحياة، وأشعر بأنني قادرة على الاعتماد على نفسي”

تحولت أحلام أمل إلى واقع، واستثمرت طاقتها بشكل إيجابي

تقول أمل لـ “المشاهد”: “لا أعتبر الطلاق نهاية، بل هو بداية جديدة لي

أصبحت مدربة في مجال الكوافير وفتحت جمعية صغيرة لتدريب النساء، مما أثر في العديد من النساء الأخريات وأكد لهن أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة للنجاح

”تضيف: “أشعر بأنني امرأة مهمة وذات قيمة، لأنني وجدت ملاذًا آمنًا يخرجني من حزني

اتحاد نساء اليمن في أبين كان مفتاح سعادتي وقوتي

” تحديات النساء والفتيات في أبين  أكّدت عديلة أحمد خضر، الأمين العام لاتحاد نساء اليمن في أبين، في تصريحها لـ “المشاهد”، أن العديد من النساء والفتيات في المحافظة تواجه تحديات كثيرة

ومن أبرز هذه التحديات، صعوبة الوصول إلى مركز التدريب والتمكين بسبب بعد بعض المناطق عن المركز

كما أن هناك نقصًا في الموارد اللازمة لدعم المشاريع التي تعنى بالاتحاد، مما يعيق قدرة النساء على الاستفادة من الفرص المتاحة

تقول أمل لـ “المشاهد”: “لا أعتبر الطلاق نهاية، بل هو بداية جديدة لي

أصبحت مدربة في مجال الكوافير وفتحت جمعية صغيرة لتدريب النساء، مما أثر في العديد من النساء الأخريات وأكد لهن أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة للنجاح

”وعلى الرغم من وجود مشاريع تدعم الأطفال، إلا أن نقص المساحات الصديقة للأطفال يؤثر سلبًا على البيئة الآمنة التي يحتاجونها، مما يزيد من معاناة العائلات في المنطقة

وأشارت خضر إلى أن اتحاد نساء أبين يواجه أيضًا مشكلات تتعلق بحالة المباني، حيث تضررت البنية التحتية جزئيًا، خصوصًا قاعة الاجتماعات، ومثل هذه الأعطال تعرقل تنظيم الأنشطة الخاصة بالنساء

ويعد نقص الميزانية التشغيلية عقبة كبيرة تمنع تنفيذ الأنشطة بشكل فعال

كما يعاني الاتحاد نقص دور الإيواء، مما يستدعي نقل النساء المحتاجات إلى عدن

وتشير خضر إلى أن العديد من النساء والفتيات يتعرضن لحالات التحرش والعنف، مما يؤدي إلى عدم الإفصاح عن المشكلات التي يعانين منها

تنوه خضر إلى ضعف دور الأمن النسائي أثناء التحقيقات، مما يؤثر على حصول النساء على العدالة

كما أن هناك نقص في مشاركة النساء في مواقع صنع القرار، مما يحد من تأثيرهن في المجتمع

ورغم كل هذه التحديات، يعمل الاتحاد على معالجة العديد من القضايا من خلال إدخال النساء في مشاريع داعمة تهدف إلى توفير التدريب والتمكين

تسعى الجمعية لمتابعة المنح لدعم النساء بمشاريع مدرة للدخل، مما يساعد في تحسين مستوياتهن المعيشية، وتقدم الجمعية برامج توعية للنساء حول حقوقهن، مما يسهل الإجراءات القانونية

 دعم النساء لتحقيق النجاح  تؤكد خضر أن الجمعية تدعم النساء اللاتي فقدن مصادر دخلهن بسبب الحروب، وذلك من خلال توفير التدريب والمشاريع الصغيرة

ويتم أيضًا إعادة الفتيات اللاتي تركن المدرسة، وتعليمهن مهارات القراءة والكتابة، بالإضافة إلى مهارات حياتية أساسية

كما يعزز الاتحاد من التمكين السياسي للنساء، مما يمكّنهم من الوصول إلى مواقع صنع القرار

ومنذ تأسيسه عام 1967، يظل الاتحاد ملتزمًا بتمكين النساء اقتصاديًا عبر مشاريع مدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان

تهدف هذه المبادرات إلى تدريب وتمكين النساء والفتيات، مع تركيز خاص على النساء المعيلات مثل المطلقات والأرامل

تقدم الجمعية أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لتحسين وضع النساء المعيشي وزيادة قدرتهن على الاعتماد على النفس

توضح خضر أن العديد من النساء قد تمكنت من تحقيق نجاحات بعد تلقي الدعم من الجمعية، حيث افتتحت بعضهن مشاريع خاصة مثل الكوافير ومشاغل الخياطة

يلعب الاتحاد دورًا كبيرًا في تحسين المستوى المعيشي للنساء والفتيات وتعزيز الوعي الصحي والاجتماعي، مما يساعدهن على التغلب على تحدياتهن

وفيما يتعلق بالصحة النفسية، يوفر اتحاد نساء أبين خدمات صحية علاجية تتضمن وجود طبيب متخصص ودعم نفسي أولي، يتضمن جلسات فردية وجماعية لمساعدة النساء على تجاوز الضغوط النفسية

تشمل الأنشطة الرياضية وتبادل الخبرات، وتنظيم أيام مفتوحة تتضمن مسابقات وعرض للمواهب

تشير خضر إلى أن التقدم التكنولوجي يلعب دورًا محوريًا في تمكين النساء، حيث تتوافر دورات تدريبية متخصصة في هندسة وصيانة الجوالات والكمبيوترات، ما يساعد على تعزيز مشاركتهن في الأعمال الاجتماعية وتمكينهن في المجتمع

يسعى الاتحاد لتوسيع نشاطاته لتصل إلى العديد من المحافظات اليمنية، حيث يتمتع بعلاقات قوية مع العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة

يعمل الاتحاد كجزء من الشبكة اليمنية لإنهاء العنف ضد المرأة، ويعتبر عضوًا في المجلس التنفيذي للمنظمات غير الحكومية العربية والأفريقية، مما يعكس التزامه العميق بدعم حقوق النساءليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير