إجلال الكوماني.. أول مهندسة مدنية في ذمار
منذ 2 سنوات
ذمار – أسامة الكُربش:تنتقل إجلال الكوماني، 25 عامًا، من موقع إلى آخر للإشراف على أعمال هندسية ميدانية في محافظة ذمار، وتثبت للمجتمع اليمني قدرة المرأة على النجاح في المجال الهندسي، المجال الذي استحوذ عليه الرجال طويلًا في اليمن
تتذكر إجلال اللحظة الأولى من الدخول في هذا المجال، وتقول: “كان دخولي مجال الهندسة أشبه بمعركة، وكان عليَّ الانتصار”
اليوم، تعتبر إجلال أول مهندسة مدنية عملت ميدانيًا في محافظة ذمار
فكرة الانطلاقةبعد أن تخرجت إجلال من الثانوية العامة للعام عام 2015، أقترحت عليها والدتها الدراسة في قسم الهندسة المدنية، خصوصًا بعد تميزها في مادة الرياضيات
أُعجبت إجلال بالفكرة، والتحقت بكلية الهندسة القسم المدني، بعد تشجيع ومساندة من والدتها
بعد قبولها في الهندسة المدنية واجهت إجلال ضغوطًا عديدة من أجل ثنيها عن دراسة هذا التخصص، كونه حكرًا على الرجال، وقال لها البعض إنها لن تبدع في هذا المجال
تقول إجلال: “إن الكثير كان يشير لي بتبديل تخصصي الدراسي، إلا أني كنت مصرة على دراسته رغم كل الصعوبات”
وتضيف: “كانت دفعتنا تتكون من 300 طالب، كلهم ذكور، وأنا الوحيدة الفتاة بينهم، عانيت كثيرًا، وكنت أتعرض لنظرات مغايرة، وأسمع همزًا من هنا وهناك بأن نهايتي للمطبخ، لكني استطعت أن أثبت للجميع أن الفتاة تستطيع تحقيق النجاح”
المهندسة إجلال الكوماني : كانت دفعتنا تتكون من 300 طالب، كلهم ذكور، وأنا الوحيدة الفتاة بينهم، عانيت كثيرًا، وكنت أتعرض لنظرات مغايرة، وأسمع همزًا من هنا وهناك بأن نهايتي للمطبخالعمل الميدانيبعد التخرج من قسم الهندسة في الجامعة، قبل عام، بدأت إجلال الحياة العملية في محافظة ذمار
تقول: “كان الكثيرون من حولي يقولون لي بأنه من المستحيل أن أنزل للعمل في الموقع، وأن هذا الشيء منافٍ للعادات والتقاليد، وأن المجتمع غير متقبل لهذه الفكرة”
لكن إجلال لم تلتفت إلى كل هذه الإحباطات التي تتلقاها، وذهبت إلى مكتب الأشغال، وتقدمت للعمل عندهم من أجل التدرب واكتساب الخبرة وخدمة المجتمع
بعد أن حصلت على الموافقة، بدأت بالعمل على مشروع الدائري الشمالي في مدينة ذمار، ثم بعد ذلك قامت بالإشراف على العمل في مشروع رصف طريق شمال مستشفى ذمار العام، والإشراف على صيانة عدد من الشوارع الداخلية في ذمار
تواجه إجلال في الميدان عددًا من الصعوبات والمعوقات في أداء مهامها، لا سيما المضايقات والرفض سواءً من الأهل أو المجتمع، إذ يرى البعض عملها منافيًا لعادات المجتمع
تقول لـ”المشاهد”: “المجتمع يرفض وجودك، ويحاول الكثيرون كبح أحلامك وإحباطك والتقليل من همتك، هذه صعوبات كبيرة، ولها أثر سلبي”
رسالة للنساءتبدو قصة نجاح إجلال ملهمة لكل النساء، وتحثهن على الإصرار مهما كانت الصعوبات في طريق تحقيق الحلم
تقول: “على كل امرأة أن تتمسك بأحلامها، ولا تلتفت لشيء يوقف من همتها، وعليهن دعم بعضهن البعض”
تعتقد إجلال أن النساء على قدر المسؤولية والكفاءة والنزاهة لإدارة أي منصب، وتطالب بإتاحة الفرصة لهن في كل المجالات
وتختتم حديثها بالقول: “أحاول جاهدة أن أضع حدًا لفكرة أن النساء أعمالهن محدودة، وخلق نظرة جديدة في المجتمع أن النساء قادرات على العمل في الميدان بكل جدارة”
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير