إزالة العشوائيات بتعز.. بين الرفض والتأييد

منذ 3 ساعات

تعز– عبدالملك الأغبريشهدت مدينة تعز خلال الأيام الماضية، حملةً ميدانيةً لإزالة العشوائيات وفتح الشوارع المغلقة، نفذتها الجهات المختصة، بإشراف السلطات المحلية لمديريتي القاهرة والمظفر

الحملة أثارت جدلًا واسعًا داخل المدينة

ولاقت معارضةً ورفضًا من قبل بائعي البسطات الذين تم اتهامهم بتشويه مظهر المدينة والتسبب بالازدحام

بينما يراها البعضمدير عام مديرية المظفر بمحافظة تعز، محمد عبدالرحمن الكدهي، قال في حديثه لـ”المشاهد”: “حملة إزالة العشوائيات وفتح الشوارع تُنفّذ وفقًا لتوجيهات المحافظ، نبيل شمسان

وتأتي في إطار جهود تنظيم المدينة واستعادة انسيابية الحركة فيها

وبيّن أن الحملة شملت، في مرحلتها الحالية، إزالة البسطات وبائعي القات من شارع الوليد

بعد أن تسبب انتشارهم العشوائي في إغلاق الشارع بشكل كامل؛ مما انعكس سلبًا على المحال التجارية وسكان الأحياء المجاورة

ونوّه إلى أن الحملة ستستمر حتى استكمال فتح جميع الشوارع المستهدفة

والتخلص من المخالفات التي تعيق حركة السير وتشوه المظهر العام للمدينة

وفيما يخص بائعي القات، أفاد الكدهي أن السلطة المحلية خصصت لهم أسواقًا البديلة، منها: المجاهد، عبده سيف، الزغروري، المتحدون، والأشبط

مؤكدًا أن هذه المواقع مؤهلة لاستيعاب البائعين بشكل منظم

أما أصحاب البسطات، فتم توفير سوقٍ بديلٍ لهم في منطقة سائلة القَمِط

وذلك للحفاظ على مصادر رزقهم، وضمان انسيابية الحركة في الشوارع والأسواق العامة

خالد صالح، وهو أحد أصحاب البسطات، وبائع منظفات في سوق “المَخْلُولَة” في شارع الوليد، عبّر لـ”المشاهد” عن معاناته بعد حملة الإزالة

وقال: “ضاقت بنا السُبُل، لم نعد نعرف إلى أين نذهب

أصبحنا بدون مصدر رزق نعيل به أطفالنا، وكل ما نملكه كان هنا”

باعة وأصحاب البسطات: ضاقت بنا السبل، لم نعد نعرف إلى أين نذهب

أصبحنا بدون مصدر رزق نعيل به أطفالنا، وكل ما نملكه كان هنا، والأسواق البديلة صغيرة وغير مناسبة وإيجاراتها مرتفعةوأضاف أن السوق البديل الذي طُرح عليهم لا يرقى لأن يكون سوقًا حقيقيًا، فهو غير مهيأ

موضحًا: “نحن بحاجة إلى مظلات أو هناجر على الأقل تقي بضاعتنا من حرارة الشمس وتحافظ عليها”

وأشار خالد إلى أن الانتقال إلى المكان الجديد يتطلب وقتًا طويلًا وتضحيةً كبيرة من البائعين

بالإضافة إلى أن السوق البديل هو عبارة عن شارعٍ في سائلة القَمِط ولا يرتاده الناس المتسوقين

وهو ما يعني فقدان الزبائن والدخل اليومي الذي يعتمدون عليه

محمد الجرادي، أحد بائعي القات، شملته هو الآخر حملة الإزالة التي نفذت في سوق الوليد في سوق الوليد

يقول لـ”المشاهد”: إن ما حدث اليوم يمثل ضربةً قاسيةً لمعاشه اليومي ومصدر رزقه الوحيد

وأضاف: “نحن بسطاء، بالكاد نربح عشرة آلاف ريال في اليوم نعيل بها أسرنا، وما حدث اليوم هو خراب لبيوتنا

خاصةً أن لا أحد يشعر بالمسؤوليات التي نتحملها أو يعرف كيف نطعم أطفالنا”

وأشار الجرادي إلى أن الباعة كانوا يدفعون مبالغ رمزية بشكل يومي كضريبة

وتتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال يمني، بحسب كمية القات المباعة

معتبرًا أن ذلك كان أيسر من الحل البديل الذي طُرح عليهم

وأوضح أن السلطات تطالبهم حاليًا بالإنتقال إلى أسواقٍ أخرى بديلة، أو إلى سوق “الزغروري” القريب من سوق الوليد

حيث تتراوح إيجارات المواقع الصغيرة، لا تتجاوز مساحتها (60 × 70 سم)، ما بين 10 إلى 25 ألف ريال يوميًا

وأشار إلى أنه مبلغ يفوق أرباحهم اليومية؛ مما يجعل الوضع، بحسب تعبيره، غير قابل للاستمرار

من جانبه، تحدث نائب مدير عام مكتب الأشغال العامة لشؤون المرافق والأسواق، مسؤول متابعة إزالة العشوائيات، صادق الطويل، مع “المشاهد”

وقال إن الحملة المنفذة في شارع الوليد جاءت بتوجيهات من محافظ المحافظة

مسؤولون: الحملة مستمرة بوتيرة قوية؛ لمنع بعض الخارجين عن القانون من حجز الشوارع وتحويلها إلى أسواق خاصة ومحال تجارية غير قانونيةوأضاف: “تركزت الحملة على إزالة العشوائيات بشكل عام، وتنظيم الشارع بعد أن كان مغلقًا

وسنواصل الحملة بنفس الوتيرة والقوة؛ فهناك بعض الخارجين عن القانون يحجزون الشوارع ويحولونها إلى أسواقٍ ومحالٍ تجارية بشكل غير قانوني”

وحول توفير البدائل، أوضح الطويل أن البائعين الذين أُزيلت بسطاتهم من شارع الوليد، يمكنهم التوجه للسوق البديل بجوار مبنى السينما سابقًا

وقال إنه على بعد نحو 50 إلى 60 متر من الباب الكبير

لافتًا إلى أن هناك أيضًا مساحة واسعة مهيأة في منطقة التحرير الأسفل تضم “هنجرًا” لاستيعابهم

واختتم بالتأكيد على أن البدائل متاحة وجاهزة للجميع

داعيًا كل من لديه استفسار أو رغبة في الانتقال إلى المواقع الجديدة التواصل مع الجهات المختصة

وفي السياق، أكد مدير مديرية القاهرة، أحمد مرشد المشمر لـ”المشاهد” أنهم قاموا بإزالة كافة مخلفات البناء في وادي القاضي بهدف فتح الطرقات وتوسعتها

كما شملت الأعمال رفع العشوائيات من بسطات وصناديق القات في الشارع العام أمام سوق المجاهد

ونقلها إلى داخل السوق؛ تنفيذًا لقرار إزالة المخلفات والعشوائيات، وتسهيل حركة المرور

واختتم المشمر حديثه بالإشارة إلى أن العمل مستمر حاليًا في سفلتة شارع التحرير الأسفل بعد الانتهاء من إزالة العشوائيات منه

يذكر أن هذه الحملة ليست الأولى التي تنفذها السلطات المحلية في تعز؛ تحت مبرر تجميل المدينة وتحسينها

لكن العشوائيات كانت تعود مرةً أخرى إلى الشوارع بشكل أسوأ من ذوي قبل

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comاحصل على آخر أخبار المشاهد نت مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

الإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن