ابراهيم ناصر الجرافي : التحدي الاسرائيلي .. والتردد الايراني ..!!
منذ 5 أشهر
منذ أكثر من 40 عام والنظام الإيراني يرفع شعار الموت والزوال لإسرائيل ، ويتوعد بمسحها من الخارطة وقذفها في البحر ، منذ أكثر من 40 عام والنظام الإيراني يستغل عداوته لإسرائيل للتدخل السلبي في شئون الدول العربية ، منذ أكثر من 40 عام والخطاب الاعلامي والسياسي للنظام الإيراني يحرض ضد اسرائيل ويتهم كل الأنظمة العربية والإسلامية بالعمالة والخيانة والتطبيع مع اسرائيل ، منذ أكثر من 40 عام والعرب والمسلمون ينتظرون ذلك اليوم الذي تتهور فيه اسرائيل بعمل عدائي ضد النظام الايراني يعطيه المبرر لمحوها من الخارطة ، وبعد طول انتظار ها هي اسرائيل تتكرم على النظام الإيراني ليس بعمل واحد بل بالمئات من الأعمال والهجمات العدائية لمواقع قواته وقوات حلفائه في سوريا والعراق ولبنان ، هجمات متنوعة واغتيالات كثيرة لقيادات عسكرية وسياسية وعلمية كبيرة ، وفي كل مرة يكون رد النظام الايراني مخيب للأمال لا يتجاوز التهديد بالانتقام والرد في الزمان والمكان المناسبين ، ما جعل اسرائيل تزيد من عربدتها وبطشها بقوات النظام الايراني وحلفائه في سوريا والعراق ولبنان ، حتى وصل الحال بها إلى ممارسة القصف والقتل والتدمير الممنهج بشكل يومي ، بعد أن شاهدت خوار وخوف ذلك النظام ، وبعد أن أدركت بأن تهديداته مجرد استهلاك إعلامي وظاهرة صوتية
!! ويبدو بأن حالة اليأس عند قادة اسرائيل قد بلغت مبلغها ، وهم يشاهدوا رد الفعل السلبي للنظام الايراني تجاه هجماتهم المتواصلة ، ما جعلهم يقدموا يوم أمس على قصف القنصلية الايرانية في وسط العاصمة السورية دمشق ، ليسفر عن ذلك قتل وإصابة كل من كان متواجد بداخلها من قيادات وجنرالات بالحرس الثوري الإيراني ، وقادة اسرائيل بذلك الهجوم لا يكتفون بتحدي النظام الايراني تحدي واضح وصريح بل وسافر ، بل إنهم بذلك يسعون إلى كسر وتحطيم هيبته بشكل نهائي ، جاعلين خياره الوحيد للمحافظة على هيبته المسفوحة هو الدخول في معركة مباشرة معهم ، إذا أراد قادة هذا النظام أن يبقى لهم شيء من الهيبة والسيادة والكرامة ، فالاعتداء على سفارة الدولة هو بمثابة إعلان حرب وتحدي سافر لها بل وإهانة وانتقاص من سيادتها وكرامتها ، وكأن لسان حال قادة اسرائيل يقول لقادة النظام الايراني خلوا عندكم شوية دم ودافعوا عن انفسكم وسيادتكم وقياداتكم وسفاراتكم وحلفاؤكم ، وكأنهم يصرخون بأعلى صوت هل من مبارز
!! نعم عبر التاريخ السياسي والعسكري مثل هذه المواقف السلبية للأنظمة السياسية كفيلة بكسر وتحطيم هيبتها على كل المستويات ، وسقوط هيبة النظام السياسي هو الإعلان عن سقوطه سياسيا وعسكريا ومعنويا ، وما بعد انكسار وتحطيم هيبة النظام السياسي هو الفشل والانهيار ، وكل ذلك يجعل النظام الإيراني في أسوأ مراحله التاريخية على الإطلاق ، فهو أمام خيارين لا ثالث لهما فإما الرد عن طريق الهجوم المباشر على اسرائيل للحفاظ على ما تبقى من ماء وجهه ، أو العيش ما تبقى له من وقت قبل السقوط كنظام فاقد لهيبته وسيادته وكرامته ، كنظام موصوف بالجبن والخوار والعجز عن الدفاع عن نفسه ، كنظام يخاف من المواجهة المباشرة مع أعدائه ، ويلجأ إلى حلفائه للدفاع عنه ، لن نبالغ إذا قلنا بأن النظام الإيراني إذا لم يقم بالهجوم المضاد ضد اسرائيل انتقاما لما حدث يوم أمس لسفارته وقياداته وجنرالاته في دمشق فلن تقوم له قائمه بعد اليوم ، وعلى قادته الاستعداد لتلقي المزيد من الانكسارات والضربات على كل المستويات ، والاستعداد للأسوأ ، فما بعد تحطيم وكسر هيبة النظام السياسي إلا النهاية
!! نعم كان الكثير يلتمس للنظام الايراني الاعذار خلال الهجمات الاسرائيلية المتواصلة على مواقعه ومعسكراته وقياداته وحلفائه في سوريا والعراق ولبنان ، كون تلك الهجمات لم تكن مباشرة على الأراضي الايرانية ، والبعض كان يعتقد بأن النظام الايراني يتحرك في نطاق تكتيك عسكري محدد ، والبعض كان يعتقد بأن هناك قواعد اشتباك بين الطرفين يلتزم الطرفان بها ، لكن بعد قيام اسرائيل بقصف السفارة الايرانية في دمشق وقتل كل من كان بداخلها ، قد اسقطت كل الاعذار والمبررات ، فالهجوم على سفارة الدولة هو هجوم على سيادتها وهيبتها واراضيها ، كما أن اسرائيل بذلك الهجوم تكون قد تجاوزت كل قواعد الاشتباك وتجاوزت كل الخطوط الحمراء ، وحتى تجاوزت كل الاعراف الدبلوماسية ، ولم يعد هناك أي عذر أو مبرر يشفع للنظام الايراني عدم القيام بالرد والانتقام من اسرائيل ، وعدم قيامه بذلك سوف يرسم عنه صوره سلبية حتى عند حلفائه ومناصريه ، وسوف يتحتم على قياداته وحلفائه ومناصريه التوقف فورا عن كيل الاتهامات للآخرين والمزايدة عليهم ، نقطة آخر السطر
!!