احمد عبدالملك المقرمي : سبتمبر: الثورة و التعليم

منذ 10 ساعات

احمد عبدالملك المقرمي   يهلّ على اليمن و اليمنيين شهر سبتمبر ، و يهلّ معه العام الدراسي الجديد

    إن العلاقة بين الثـورة و التعلــيم ؛ علاقة ميلاد أو استعادة حياة

فبالثــورة حطم اليمنيون أبواب السجون، و المعتقلات، و كسّروا القيود و الأغــــــلال، و دمروا تحصينات الجهل التي كانت تحرسها الإمامة

و بالثورة فتح اليمنيون أبواب التعليم الذي حرمتهم منه الإمامة ردحا من الزمن ، و فُتِحت السُّبل أمام اليمنيين ليرتادوا طريق العلم و آفاق المعرفة

     كان الحكم الإمامي يفاخر في نفسه أنه حصّن حكمه،و حماه بالجـــهل و التجهيل لليمنيين بحرمـــــانهم من التعليم، و كان يلاحق أي محاولة لإيجاد ما يشبه المدرسة

فعمّ الجهل اليمن بكل أدوائه و عِلله

    هل رأيتم حاكما يفاخر بمنع التعليم ؟ هل رأيتم إنسانا أوتي حظا من عقل يفتخر بتعطيل التعليم؟     تتفاخر الشعوب بالمعرفة، و تتباهى الأمم بمستوى الجودة التي وصلت إليه في مجال التعليــــــم، في حين تَجَنّد الحكم الإمـــامي لتدمـــير التعليم بتجفيف أي منبع يطل ، فيطلق جلاوزته لإغلاق أي (مِعلامة) تحاول أن تضيف و لو مادة دراسية فيها

     أي غباء مُرَكّب، و أي جهل فظيع أن يفاخر حاكم، أو تتباهى مجموعة، أو يفرح فرد بتعطيل التعليم في وطنه، أو إغلاق مرافق التعليم في حيه، أو قريته؟! فما بالك بنظام حكم يفاخر بمنع التعليم و يشن عليه الحرب باعتباره العدو الأول عنده

!!    لقد كان فضل الله على اليمن عظيما بإسقاط الحكم الإمامي المتخلف، و كان جهد الثوار ممنونا، و كبيرا عند اليمنيين، و لذلك خرج الشعب اليمني مؤيدا و مناصرا للثورة في كل عموم البلاد، و قدرالله أن تكون الثورة في سبتمبر الذي آذن الله فيه أن تُغلق أبواب الظلم و الجهل فيه، و أن تُفتح آفـاق الحــــرية و أبواب المعرفة بالتعليم

     و ها قد أطل شهر سبتمبر الثورة؛ فيتذكر اليمنيون ما منّ الله به عليهم في ثورة 26 سبتمبر 1962م

و ها هو سبتمبر قد أهل ليصحب معه بداية العـــــــام الدراسي الجديد مذكرا اليمنيين ــ أيضا ــ أن أبواب التعليم إنما استأنفت سيرها منذ تلك الثورة المجيدة لتعود تمضي بحرية في مسيرة أمة فاتحة أمرها إقرأ، و مفخرتها،و مضمون رسالتها: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

     تتسابق الأمم، و تتنافس للمعالي، و الإمساك بأزمّة الحضارة بجناحي العلم و المعرفة : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، و ترى أنظمة التخلف أن سِرّ بقائها يكمن في الجهل و التجهيل، كما تسعى لذلك مليشيا الحوثي بطرق مختلفة لتعطيل التعليم سواء بفرض تدريس خرافاتها، أو بحرمان المعلمين و المعلمات من مرتباتهم لينعكس سلبا على الأداء

     كان من أعظم اهتمامات المجتمعات الإسلامية حين تمزقت إلى دويلات، او تدخل في حروب، أن يتصدر المجتمع الحفاظ على التعليم، و كان لدور الوقف الإسلامي دور عظيم في هذا الشأن

    هذا هو دور المجتمعات الحية التي تتصدى لأي خلل فتسعى لسده، و القيام بالأمر المطلوب تجاهه، و كان التعليم يأخذ المكان الأول في الاهتمام لأن بصلاحه و جودته تصلح سائر أمور الحياة