احمد عبدالملك المقرمي : عزاؤنا للشعب الكويتي الشقيق

منذ 5 أشهر

احمد عبدالملك المقرمي    تودع دولة الكويت الشقيق حكومة و شعبا، و معها أشقاؤها عربا و مسلمين أميرها الراحل/نواف الأحمد الجابر الصباح

    للكــويت الشقيق مكانة خاصة في قلوب اليمنيين أجمعين، و أحسب أن لها هذه المكانة الطـــــــيبة لدى كافة العــــــــرب و المسلمين

    أما الصورة الذهنية للكويت الشقيق في اليمن ؛ فإنها صورة منيرة مشرقة؛ لمواقفها الأخوية الصادقة، منذ صبيحة ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962م

و حتى اليوم

    كانت دولة الكويت من الدول المبادرة و المبكرة في الاعتراف باليمن الجمهوري الذي طوت ثورته ظلام الحكم الإمامي البائد

    لم تكتف الكويت بمجرد إعلان الاعتراف بالدولة الجمهورية الوليدة في اليمن، و إنما كانت مدركة للوضع المأساوي الذي تعيشه اليمن و التي كسرت ثورته أبواب العزلة؛ ليطلع العالم على حجم المأساة للشعب اليمني و التي تفوق كل تصور

    يحدث أن تقف بعض الدول،مع دولة أو دول أخرى تبدي ألمها و إظهار مشاعرها المتعاطفة تجاه مثل هذه المأساة أو تلك، و قد تساهم ماديا بمستويات، أو بما تسمح لها ظروفها، أو تُقدّره سياستها، و تقف بعضها عند حدود الدعم المعنوي؛ إلا الكويت فإنها راحت تعمل في اليمن بصمت، في مجالات تنموية شتى، و دون ضجيج و لا مَنًّ في أي وقت

    لم تكن سياسة الدعم الكويتي هذه لسنوات، او لفترة، أو مجاراة تتماشى بها وفق المزاج السياسي؛ و إنما كانت سياسة ثابتة رغم مرور السنون، و تعاقب أمــــــراء، و حكومات هذه الدولة الكويتية الفتية

    ليس من شأننا في الـــيمن أن نتنكر لأية دولة شقيقة، وقفت و تقف مع الشعب اليمني، سواء اليوم، أو فيما مضى، و ما تربط الشعب اليمني بأشقائه من روابط الإخاء، و ما قدمته، أو وقفته هذه الدولة العربية، أو تلك مقدر و محفوظ

    و للإنصاف فإن للكويت ميزة في دعم اليمن و التعاون معها في مجالات تنموية كثيرة و كبيرة

سواء في مجالات التربية و التعليم،أو الصحة أو التعليم الجامعي، أو المواقف السياسية الداعمة للتحول الكبير الذي قادته ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962م

و الاستمرار في هذا الدعم التنموي أو تلك المواقف السياسية جنبا إلى جنب مع الشعب اليمني دون مَنٍّ أو أذى

    لو أردنا أن نمضي في الحديث عن الكويت و مساهماتها في مجالات التعليم، او الصحة لبرزت أمامنا الكثير من صروح التعليم كالكليات و المعاهد الفنية و المدارس، ومثلها في المستشفيات

  و غير ذلك؛ لكننا الآن في معرض تقديم العزاء في رحيل الأمير/نواف الأحمد الجابر الصباح رحمه الله تعالى رحمة الأبرار، و خلف على أسرته، و أهله كل خير، و كل الكويت أهله، و خلف للشعب الكويتي الشقيق الخير، و كل الشعب العربي شعبه، و العزاء للجميع برحيل علم من أعلام  دولة الكويت و الأمة العربيةو الإسلامية

لقد كان-رحمه الله- شخصية عروبية مؤيدة و مساندة للقضية الفلسطينية بصدق و وضوح في كل المواقف و المحافل الدولية

   و نثق بأن الأمير /مشعل الأحمد الجابر الصباح سيكون خير خلف لخير سلف؛ للكويت خاصة، و لقضية فلسطين و قضايا الأمة العربيةو الإسلامية عامة