استنفار لفرض “البرنامج الرمضاني”

منذ 2 سنوات

تتضاعف أنشطة جماعة الحوثي الثقافية خلال شهر رمضان في صنعاء والمحافظات الشمالية في اليمن، وتستخدم الجماعة الجوامع والبيوت والمؤسسات الحكومية لتكريس أفكارها، و حشد أنصارها

في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان الماضي، حشدت قيادات الحوثي أنصارها في مسجد الصالح بالعاصمة صنعاء، لحضور محاضرة لزعيم الحوثيين تحت مسمى التهيئة لـ”البرنامج الرمضاني”

في تلك المحاضرة، طلب عبدالملك الحوثي من أنصاره تنظيف المساجد والمشاركة في حملات تنظيف الشوارع، والاستعداد لشهر رمضان

لم يتحدث الحوثي أمام عدسات الإعلام، ولم يعرف العامة عن التوجيهات الخاصة التي تلقاها المشرفون الحوثيون

فما هي تلك التوجيهات؟ وما هو البرنامج الرمضاني؟أحد الشخصيات الاجتماعية  المقربة من جماعة الحوثي يقول  لـ”المشاهد” إن المشرفين الحوثيين طلبوا من أتباعهم في أحياء صنعاء، بمن في ذلك العقال والزعماء القبليين، أن ينشطوا في جمع التبرعات المالية والعينية لصالح مقاتلي الجماعة، وأقارب قتلى  وجرحى الجماعة

”“البرنامج يتضمن فتح آيات من القرآن الكريم بصوت أي قارئ مصري على مقام النهاوند، وهذا الأمر مهم بالنسبة للحوثيين، حيث يمنع فتح القرآن الكريم  بصوت أي قارئ آخر من غير مقام النهاوند، وهو المقام الخاص بأهل فارس، وسُمي مقام النهاوند بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نهاوند الإيرانية”

التوجيهات الحوثية للمشرفين ركّزت أيضًا على جمع الزكاة، وإلزام كافة فئات المجتمع بالبرنامج الرمضاني في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، بحسب الشخصية الاجتماعية

منذ أن سيطرت جماعة الحوثي على صنعاء عام 2014، بدأت بتمكين قياداتها، وأنصارها، ونفذّت برامج طائفية، وأحدثت تغيرات عدة في المناهج المدرسية بدوافع سياسية وطائفية

الشيخ عبدالله، خطيب جامع بصنعاء، يوضح المقصود بـ”البرنامج الرمضاني”  لجماعة الحوثي

يقول عبدالله لـ”المشاهد”: “إن البرنامج يتضمن فتح آيات من القرآن الكريم بصوت أي قارئ مصري على مقام النهاوند، وهذا الأمر مهم بالنسبة للحوثيين، حيث يمنع فتح القرآن الكريم  بصوت أي قارئ آخر من غير مقام النهاوند، وهو المقام الخاص بأهل فارس، وسُمي مقام النهاوند بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نهاوند الإيرانية”

وجهت قيادات جماعة الحوثي مدراء أقسام الشرطة والمناطق الأمنية، بطلب الضباط والعسكر لحضور البرنامج داخل مقار تلك الأقسام، وفي مقار المؤسسات الحكومية التي يتم فيها دوام الموظفين في الفترة المسائية

عقب الانتهاء من البرنامج الرمضاني، يبدأ الموظفون بممارسة مهامهم

بعد الانتهاء من تلاوة آيات من القرآن الكريم، تُقرأ صفحات معينة من ملازم مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، ويشرح تلك الصفحات شخص يُسمى “الثقافي”، بعد ذلك يتم فتح أدعية خاصة، تليهما محاضرة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي

ألزمت القيادات الحوثية أيضًا عقال الحارات بفتح منازلهم، ودعوة الناس لها لحضور البرنامج الرمضاني

عمار، أحد الحاضرين في تلك المجالس، يقول لـ”المشاهد” إن مندوب المكتب الإشرافي لجماعة الحوثي يقوم بمتابعة الحضور من خلال الاتصال بمراقب الحي، ويسأل عن عدد الذين حضروا البرنامج، ومدى الاستفادة

كما وجهت القيادات الحوثية مدراء أقسام الشرطة والمناطق الأمنية، بطلب الضباط والعسكر لحضور البرنامج داخل مقار تلك الأقسام، وفي مقار المؤسسات الحكومية التي يتم فيها دوام الموظفين في الفترة المسائية

عقب الانتهاء من البرنامج الرمضاني، يبدأ الموظفون بممارسة مهامهم

وأصدرت الجماعة توجيهات للجوامع بفتح مكبرات الصوت فيها لبث محاضرات زعيم الحوثيين، بالإضافة إلى نشر سيارات تحمل مكبرات صوت لبث المحاضرات في الشوارع والأسواق والميادين العامة

تقوم الإذاعات والقنوات المحلية الحكومية أيضًا ببث تلك المحاضرات يوميًا

يقول الباحث أحمد زين لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي منذ  تأسيسها، مرورًا بفترة سيطرتها على العاصمة صنعاء قبل ثمانية أعوام، تسعى إلى فرض الخطاب الطائفي الذي تنتهجه على كافة اليمنيين بالقوة، كما تسعى الجماعة إلى وضع هالة من التقديس والتبجيل لزعيمها، الأمر الذي يعني مطالبة الناس بالتسليم لكل ما يقوله في خطاباته، وعدم النقد

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير