استهداف بـ "القتل والاختطاف".. لماذا تخشى مليشيا الحوثي "نشطاء" حقوق الإنسان؟

منذ 6 أشهر

بات ناشطو حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي في خطر، لتصاعد أعمال العنف عليهم، والتي وصلت إلى سلبهم حياتهم بعد حريتهم جراء اختطافهم والزج بهم في السجون

 وفي جريمتين، حوثيتين بحق اثنين من العاملين في منظمات دولية خاصة بحقوق الإنسان تؤكد أن الجماعة المدعومة من إيران باتت تخشى من ملفات الجرائم التي ترتكبها بشكل يومي ضد المواطنين، لذا تسعى إلى القضاء على أي عمل حقوقي في المناطق الخاضعة لسيطرتها الإرهابية

 وقامت خلال الشهرين الأخيرين باختطاف وإخفاء عدد من العاملين في مجال حقوق الإنسان، خاصة في المنظمات الدولية التي تعنى بالرصد والتوثيق، ظهر من هؤلاء المختطفين، اثنان، أحدهما يعمل في منظمة سيف ذا شيلدرن، بينما الآخر، فيعمل لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء

 والثلاثاء 24 أكتوبر تشرين الجاري، كشفت مصادر حقوقية، ملابسات جريمة اختطاف وتعذيب وصلت إلى الوفاة تعرض لها الموظف في منظمة سيف ذا شيلدرن، الشاب هشام الحكيمي بعد 50 يوماً من اختطافه من أحد شوارع صنعاء

 وأكدت مصادر مقربة من أسرة الضحية الحكيمي أنه توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي، وأن أسرته ترفض حتى اللحظة استلام جثمانه، مطالبة بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محام للدفاع عنه منذ اعتقاله

 وأمس الأربعاء، تم الكشف عن اختطاف ناشط آخر، تصل فترة اختطافه إلى شهرين، وهي الفترة التي تقارب فترة الاحتجاز التي تعرض لها الحكيمي

 الموظف المختطف يدعى مبارك العنوة وينحدر إلى محافظة صعدة، ويعمل لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء

 وقالت مصادر محلية إن المليشيا بعد اختطافها للعنوة منذ شهرين أقدمت أمس الأربعاء على اقتحام منزله، وقامت بنهب جهاز كمبيوتر وتلفونات زوجته وأولاده كما عبثت بمحتويات المنزل وأفزعت الأطفال والنساء

 يشار إلى أن المليشيا اختطفت العنوة مطلع أغسطس الماضي في إحدى النقاط بمحافظة إب، أثناء طريقه إلى جمهورية مصر للسفر عبر مطار عدن الدولي

 ووفقا للمصادر فقد اختطفت الميليشيا العنوة دون سبب يذكر، وزجت به في سجن تابع لها بمحافظة إب لنحو شهر، قبل أن تنقله إلى أحد سجونها السرية في صنعاء

 وتؤكد الجريمتان أن المليشيا تنفذ سياسة انتقام وتحذير في الوقت نفسه بحق العاملين في مجالات حقوق الإنسان المختلفة وباتت تضعهم في خانة القتل والاختطاف، والأخير هذا عادة لدى الحوثي يفضي إلى الموت أو إلى العجز كلياً عن الحركة وممارسة الحياة

 وفي تفسير لما يجري من استهداف للعاملين في المنظمات الدولية، قال مصدر حقوقي، إن المليشيا تعد كل من يرصد جرائمها بالعدو، فهي تسعى إلى أن ترتكب الانتهاكات دون أي شهود للحقيقة، وذلك بعد أن أصبحت صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها خالية من الإعلام الحر، تريد أن يكون العمل في المنظمات الدولية من التابعين والموالين لها فقط

 وقال يضاف إلى ذلك ظهور تقارير دولية تدينها عن عديد جرائم سابقة، فوضعت أي ناشطين وموظفين في تلك المنظمات في محل الاتهام وهو ما يدفعها أكثر حالياً إلى اختطاف عدد منهم لإرهاب الآخرين