استيراد القات الأثيوبي إلى اليمن… من يستفيد ومن يخسر؟

منذ 2 أشهر

عدن– علي ناصر:يتحسر محمد الرياشي، 30 عامًا، لعدم تحقيق أرباح مالية جيدة من بيع القات في سوق جولة الفل بمنطقة كريترفي عدن خلال إجازة عيد الأضحى الفائت

في السنوات الماضية، كان عيد الأضحى موسمًا لتحقيق مكاسب مادية كبيرة لبائعي القات، ولكن في العيد الفائت، لم يكن الأمر كذلك

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول محمد إن استيراد القات الأثيوبي إلى عدن في الأشهر الماضية تسبب بضربة كبيرة للعديد من بائعي القات، إذ تراجع سعر القات المحلي مع انتشار القات الأثيوبي في العديد من الأسواق بمدينة عدن

يوضح محمد، ويقول: “اليوم، أصبح القات الأثيوبي منافساً للقات اليمني الذي يأتي من المحافظات الشمالية، ولجأ العديد من المستهلكين لشراء القات المستورد بسعر أرخص من القات المحلي”

منذ نشوب الحرب في عام 2015، ارتفعت أسعار القات في مدينة عدن والمناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية

يشير محمد إلى أنه يأتي بالقات الذي يبيعه في عدن من مناطق رداع في البيضاء والرضمة في إب، ويدفع ضرائب مضاعفة ومزدوجة في منافذ مدينة دمت الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ومدينة الضالع الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى دفع ضرائب في منطقة كريتر بعدن

يضيف: “كل تلك الضرائب تسببت بارتفاع سعر القات، ما جعل تحقيق الربح من هذا العمل أمرًا معقدًا، وعندما دخل القات الأثيوبي إلى عدن أصبح تحقيق الربح أمرًا أكثر تعقيدًا”

ومع تزايد الصعوبات التي تواجهها عملية نقل القات من المناطق الشمالية إلى عدن في ظل الصراع القائم في البلاد، قرر بعض بائعي القات الاستيراد من أثيوبيا عبر القوارب الصغيرة

سلبيات وإيجابياتنجحت التجربة، ولاقت إقبالًا واسعًا، ويقول العديد من المواطنين في عدن إن القات الأثيوبي أرخص سعرًا من القات اليمني

 في حديثه لـ “المشاهد”، يقول إيهاب سراج، مواطن من كريتر بعدن، إنه أشترى حزمة القات الأثيوبي بألفي ريال يمني، بينما كان يشتري ذات الحزمة من القات المحلي المزروع في محافظة تعز بسعر  خمسة آلاف ريال

في الوقت الراهن، يُباع القات الأثيوبي في عدة أسواق بعدن، مثل سوق دار سعد والفيوش والكراع، وطور الباحة، وكريتر، ويتراوح سعره ما بين الألفين إلى أربعة الآف ريال للحزمة الواحدة، وفقًا لبائع القات، عبدالله السعدي

يقول السعدي لـ”المشاهد” إن القات الأثيوبي يصل إلى عدن عبر القوارب من أثيوبيا وجيبوتي بشكل أسرع من وصوله من المحافظات اليمنية الشمالية

يخشى مزارعو القات في مناطق شمال اليمن من تأثير دخول القات الأثيوبي إلى مدينة عدن والمناطق الجنوبية، ويرون أن تزايد استيراد الأثيوبي سيضعف الطلب على القات المحلي، ما يكبد المزارعين خسائر فادحة

باحثون اقتصاديون يعتقدون أن لاستيراد القات الأثيوبي سلبيات وإيجابيات، وهذا الأمر يتطلب من الحكومة اليمنية في عدن أن تتخذ موفقًا واضحًا بشأن ذلك

الباحث الاقتصادي وحيد الفودعي يقول لـ “المشاهد” إن على الحكومة اليمنية أن تتخذ موقفًا واضحًا من مسألة دخول كميات القات الأثيوبي إلى المناطق الجنوبية في اليمن

يشير الفودعي إلى أن استيراد القات الأثيوبي سيمنع دخول العملة الأجنبية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في شمال اليمن، ما يعني حرمان سلطات الجماعة من العوائد التي تحصل عليها من الضرائب

يضيف: “هناك سلبيات وإيجابيات لاستيراد القات الأثيوبي إلى اليمن، ولا بد من إجراء  دراسات حول استمرار استيراد القات من أثيوبيا حتى تتضح الصورة بشكل أكبر”

يرى الناشط السياسي محمد سالم الربيعي أن استيراد القات من دول أثيوبيا إلى عدن ناجحة تجربة ناجحة، ولها فائدة اقتصادية، حيث يتم دفع الرسوم في منفذ الدخول إلى عدن مثل أي بضاعة، ويعد هذا مصدر دخل للحكومة

إحصائياتتشير تقارير إلى أن اليمنيين ينفقون ما يقارب خمسة مليارات دولار سنوياً لشراء القات ومستلزماته، ويحتل القات المرتبة الثانية بعد الغذاء في إنفاق الأسرة اليمنية، ويتراوح الإنفاق ما بين 26% و30% من دخل الأسرة

ووفقًا لدراسة أعدتها وزارة الزراعة اليمنية، يسهم القات بنحو 33% من الناتج الزراعي، وما يعادل نحو 7

5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعد تجارة القات نشاطاً اقتصادياً مهماً لنسبة كبيرة من السكان في اليمن بفعل عائداته السريعة

تقدر منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، التابعة للأمم المتحدة، بأن نسبة زراعة شجرة القات تصل إلى 58% من مساحة الأراضي الزراعية في البلاد

ويشير كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2019 إلى أن مساحة المحاصيل الزراعية تصل إلى 528078 هكتاراً، وتحتل مساحة زراعة القات المرتبة الثانية بعد الحبوب، وقدرت بـ 166,891 هكتارًا

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير