الأمطار الغزيرة تغطي 80% من اليمن تؤثر على ملايين المزارعين ومدن الساحل

منذ 7 ساعات

الأمطار الغزيرة التي تغطي 80% من اليمن تفتح نافذة أمل جديدة أمام ملايين المزارعين الذين عانوا شهوراً من الجفاف القاتل، حيث تتساقط السحب الكثيفة على 15 محافظة في حدث جوي تاريخي قد يغير مصير الموسم الزراعي ويعيد الحياة إلى الأراضي اليمنية المنكوبة بالعطش

مع بداية هذه العاصفة المطرية المكتسية بالغيوم الرمادية، يعيش اليمنيون لحظات من الترقب والقلق في آنٍ واحد

تأثير العاصفة المطرية التاريخية على الزراعة والمزارعين في اليمن  العاصفة المطرية التي تجتاح أغلب مناطق اليمن تُعد من أقوى الأنظمة المناخية منذ أشهر طويلة، إذ تغطي مساحة تقارب حجم سوريا والأردن معاً، حسب خبراء الأرصاد الجوية

تحرك السحب من السواحل الغربية نحو المرتفعات الجبلية يمنح أملاً متجدداً لملايين المزارعين الذين يعانون من الجفاف منذ فترة، خاصة في محافظات مثل إب والحديدة

أحمد الحيمي، مزارع يبلغ من العمر 52 عاماً من إب، يعبر عن مشاعره قائلاً: “كنت أنتظر هذه الأمطار منذ ثمانية أشهر لإنقاذ محصولي العطشان”، وهذا ما يجسد الحاجة الضرورية التي تلبيها هذه العاصفة المطرية التاريخية في تخفيف معاناة الزراعة، وتحسين التربة وتجديد مصادر المياه

الفرص والتحديات أمام اليمن مع توالي الأمطار التاريخيةبين الفرح والقلق تتعدد ردود فعل السكان تجاه هذه الأمطار الغزيرة؛ فهناك من يرحب بها ويدعو لاستغلالها بحكمة، ومنهم من يخشى من تأثيراتها السلبية مثل الفيضانات والسيول المفاجئة، خاصة في المناطق المنخفضة والأودية

فاطمة السنحاني من الحديدة، أم لثلاثة أطفال، تعيش حالة من الحيرة والتوتر وهي تتابع الأمطار، وتقول: “أنا سعيدة بهذه النعمة، لكن الخوف من الفيضانات يلازمني”

على الجانب الآخر، يلعب المركز الوطني للأرصاد دوراً حاسماً بتحديث توقعاته، حيث سجل انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة يصل إلى 15 درجة خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يشابه التغير المناخي الذي حدث في عام 2020 وأدى إلى إنقاذ الموسم الزراعي وقتها

في هذا الإطار، تحرص السلطات المحلية على مراقبة مستويات المياه في السدود، بينما يستعد المزارعون لاستثمار هذه الفرصة وإحياء أراضيهم

كيفية الاستفادة من الأمطار التاريخية في تأمين الموارد المائية للزراعة والسكانالاستفادة الذكية من هذه العاصفة المطرية التاريخية هي المحور الأساسي لضمان استمرار تأثير الأمطار الإيجابي على حياة اليمنيين، إذ تتوقف القدرة على استدامة المنافع على عدة عوامل يمكن تلخيصها في النقاط التالية:تجهيز خزانات احتجاز المياه بشكل فعال وشاملتطوير نظم الري لتحسين استخدام مياه الأمطار في الأراضي الزراعيةمراقبة السيول والفيضانات لتقليل الأضرار المحتملةتنظيم وتوزيع مياه الشرب لتغطية الاحتياجات المجتمعيةأما من جهة الاقتصاد المحلي، فمن المتوقع أن تساهم هذه العاصفة المطرية في خفض أسعار المياه المحلاة وتحسين إنتاج المراعي، مما يعزز من الاستقرار المعيشي

في الجدول التالي توضيح لتأثيرات الأمطار على بعض الجوانب

بينما ترسل قطرات المطر إيقاعها المنتظر على أسطح المنازل المعدنية، يبقى التساؤل الرئيسي مطروحاً: هل تستمر هذه الأمطار التاريخية لفترة تكفي لإنقاذ الموسم الزراعي وتعزيز حياة ملايين اليمنيين، أم ستتبدد بسرعة كزخات عابرة؟ التوقعات تشير إلى بقائها لأيام قادمة بناءً على التحليلات المناخية، لكن النجاح في تعظيم الفائدة منها يعتمد بشكل كبير على استعداد المجتمع اليمني وإدارته الحكيمة لهذه الفرصة الثمينة