الإذاعيون في اليمن ومعاناة ضعف الرواتب

منذ 8 أيام

تعز – فهمي عبدالقابض :في اليوم العالمي للإذاعة، الذي يصادف اليوم 13 فبراير من كل عام، يعاني الكثير من العاملين في الإذاعات اليمنية من ضعف الرواتب التي يتقاضونها

وفي هذا السياق، تقول الإذاعية اليمنية أمل وحيش إن عدم الاستقرار في العمل الإذاعي يعود إلى عدم التقدير المادي، حسب تعبيرها

عملت وحيش منذ عشر سنوات في عدة إذاعات يمنية كمذيعة ومعدة ومخرجة وإدارية، وفي إنتقالها من إذاعة إلى أخرى، تقول إنها دائمًا تبحث عن استقرار مادي ونفسي

وتضيف وحيش في حديثها لـ” المشاهد “ أنها عملت في ثلاث مهن إذاعية براتب واحد، معتبرة أن هذه صورة من صور الاستغلال تحت ذريعة ندرة مصادر التمويل وشحّ الإمكانيات من قبل إدارات هذه الإذاعات

كانت آخر فرصة للعمل الإذاعي، كما تقول وحيش، في صنعاء عام 2023، وهي عودة بعد انقطاع طويل، قبل أن تنتقل إلى عمل يبتعد تمامًا عن المجال الإذاعي، حيث عملت مقدمة لبرنامج رمضاني بمقابل 30 ألف ريال

وتستخلص وحيش معاناة العاملين في الإذاعات المحلية اليمنية بتدني الأجور، التي تُعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الكوادر الموهوبة عن الاستمرار، والاضطرار لترك المجال والعمل في تخصص آخر من أجل الوصول إلى الاستقرار المادي لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة

استقطبت هذه الإذاعات مئات العاملين في التخصصات المختلفة من خريجي كليات ومعاهد وأكاديميات الإعلام والهواة أيضًا، لكن الكثير منهم اضطر لترك العمل الإذاعي لأسباب مختلفة ودواعٍ متعددة

الرئيس التنفيذي لإذاعة عدنية FM، المستشار في تطوير الإذاعات المحلية، رأفت رشاد باقي، قال لـ”المشاهد” إن الإذاعة في اليمن شهدت في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة دفعت العديد من الإعلاميين، وخاصة الإذاعيين، إلى ترك العمل الإعلامي والانتقال إلى مجالات أخرى

وأضاف أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن أثر على ميزانيات المؤسسات الإعلامية

بالإضافة إلى الضغوط السياسية التي يتعرض لها الإعلاميون، والتي ساهمت في جعل بيئة العمل غير مريحة حسب وصفه

وأضاف أن المخاطر الأمنية المتزايدة و التهديدات دفعت الكثيرين إلى البحث عن مهن أكثر أمانًا

ويتابع رشاد في حديثه لـ” المشاهد “ أن هناك تحديات تواجه العمل الإذاعي في اليمن حالياً، ومنها: انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، مما يشكل عائقًا أمام البث المستمر ويؤثر سلبًا على جودة البرامج المقدمة

بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، وهو التحدي الأكبر الذي يزيد من التكاليف التشغيلية، مما يجعل من الصعب على المؤسسات الإعلامية البقاء في السوق

وأشار إلى أن معظم الإذاعات تعتمد على الكهرباء التجارية لتوفير بث دون انقطاع، وهذه الخدمة تُقدَّم بسعر مرتفع، فتشكل عبئًا إضافيًا، مما يؤثر سلبًا على الميزانية المخصصة للإنتاج وتطوير المحتوى حسب تعبيره

ولفت إلى أن “الإذاعات تواجه ضغوطًا من بعض الجهات، مما يحد من حرية التعبير ويؤثر على جودة العمل الإعلامي”

مدير عام إذاعة تواصل FM في المهرة، سميرة سالم، من جهته قال ” إن تدني مستوى الأجور في الوقت الراهن أجبر معظم العاملين في الإذاعات على ترك العمل الإذاعي

وأضافت سالم في حديثها لـ” المشاهد “ أن هناك تحدى آخر، وهو عدم التجديد لمواكبة الإعلام الرقمي، إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منافسة للإذاعة

وتشير إلى أن السياسات الإعلامية الحكومية، خصوصًا في الإعلام الحكومي، باتت تقيّد الإعلاميين وتحد من سقف الحريات الإعلامية

وأضافت إلى أن الإذاعة في اليمن مازالت تسير بشكل تقليدي حسب وصفها وينقص كوادرها التدريب والتأهيل

ورغم الانتشار الذي جعل كل محافظة يمنية تحظى بوجود إذاعة واحدة على الأقل فيها، إلا أن تحديات كثيرة باتت تواجهها الإذاعة، وخطورة هذه التحديات تكمن في أنها تهدد بقاء الإذاعة وصمودها لفترة أطول

وشهدت اليمن في السنوات العشر الأخيرة انتشارًا واسعًا للإذاعة، حيث وصل عدد الإذاعات إلى قرابة 100 إذاعة خاصة ومتخصصة وموجهة، وتأتي صنعاء في مقدمة المحافظات بقرابة 40 إذاعة، تليها حضرموت في المرتبة الثانية بقرابة 20 إذاعة، ثم محافظة عدن بقرابة 11 إذاعة، وفق إحصائيات غير رسمية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير