الاستفادة الضعيفة من حصاد مياه الأمطار في اليمن

منذ 4 أشهر

تعز- صلاح الواسعيهطلت أمطارًا غزيرة في العديد من المحافظات اليمنية خلال الأسابيع الماضية، وضربت السيول عدة مناطق، وجرفت الوديان والقرى

هذه الكميات الضخمة من المياه تذهب دون الاستفادة منها في الوقت الذي تجد الكثير من الأسر صعوبة في الحصول على الماء للشرب أو للاستخدام اليومي

على الرغم من الأمطار التي تسقط في اليمن، إلا أن اليمنيين لا يستغلون هذه الثروة المائية، بسبب عدم قدرة الأهالي على تنفيذ خزانات وحواجز مياه في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وضعف البرامج الحكومية المتعلقة بحصاد مياه الأمطار في اليمن

وكيل وزارة المياه لقطاع الرأي المهندس أحمد الزامكي يقول إن هناك تحديات كبيرة تعيق تنفيذ تقنيات حصاد المياه، وتتمثل هذه التحديات في نقص الكادر المتخصص في مجال المنشآت المائية وقلة التمويلات في هذا المجال، وعدم اهتمام الحكومة بحصاد المياه، وعدم إدراج مشروعات حصاد المياه ضمن أولوياتها

يضيف الزامكي: “إن طبيعة بلادنا الطبوغرافية تساعد على تنفيذ مشروعات حصاد المياه وأن كميات الأمطار الغزيرة تهطل على البلاد في بعض المواسم، وتتدفق بسببها السيول لكنها تجري إلى البحر دون الاستفادة منها”

يتابع :”أعدت الوزارة استراتيجية وطنية للزراعة (2012-2016) تشمل مشروعات حصاد المياه وتطبيق تقنيات زراعية حديثة

نفذت الوزارة نحو 450 مشروعًا لحصاد المياه منذ الثمانينيات، لكن بعض هذه المشروعات تعاني من سوء الصيانة والإدارة

خزانات تنقذ حياة المواطنينأمل العريقي، منسقة مشروع المياه في الصندوق نفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية، تقول إن الصندوق دعم المواطنين في تنفيذ 47 ألف خزان حصاد مياه في مدينة تعز خلال عقدين ونصف من الزمن، من خلال إنشاء الخزانات الفردية، وتشير إلى الخزانات الفردية أكثر جدوى من الخزانات الجماعية الكبيرة التي تعاني الإهمال وعدم الاستمرارية

وفقًا للعريقي، الدعم المقدم من الصندوق يشمل تقديم مساعدات نقدية لبناء خزانات صغيرة، تتراوح من 15 إلى 60 متر مكعب، ويفضل الصندوق الخزانات الفردية لأنها أقرب إلى المنزل وتلبي احتياجات الأسر بشكل أفضل

تعيش فاطمة علي في منطقة صرحات في مديرية مشرعة وحدنان، وتتسم هذه منطقة بتضاريس جبلية وعرة، ومنحدرات شديدة الخطورة، ما يجعل جمع الماء ونقله أمرًا شاقًا للأهالي

 تقول فاطمة:”كنا نستخدم الحمير لنقل الماء، وكانت النساء يحملن جالونات المياه فوق رؤوسهن، وكنا نحصل على الماء ونصعد من أسفل الجبل إلى قمته حيث منازلنا

”لكن مع تنفيذ مشروع الخزانات، أصبح حال العائلات أفضل

توضح فاطمة: “هذا المشروع ساعدنا في الاستفادة من مياه الأمطار والسيول التي كانت تضيع سابقًا، وقلل عناء جمع الماء بنسبة70 بالمائة”

أحمد سعيد، مواطن في صبر بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن خزانات المياه التي نفذها الصندوق الاجتماعي للتنمية أسهمت في توفير المياه، وهذا المشروع خفف من معاناة المواطنين اليومية في البحث عن الماء

اكتفاء ذاتيتعتمد منطقة بيت الكبودي في مديرية وصاب الأسفل في محافظة ذمار، شمال اليمن، على حصاد مياه  الأمطار

يقول محمد الكبودي، مواطن في منطقة وصاب الأسفل، إن كل منزل في المنطقة يمتلك حوضاً أو بركة لجمع المياه، مما يوفر لهم الاكتفاء الذاتي من الماء

ويضيف الكبودي لـ “المشاهد”: “عند بناء أي منزل، يبدأ السكان غالبًا بإنشاء حوض للمياه أولاً، وذلك بسبب صعوبة وصول صهاريج المياه، وحتى وإن وصلت تكون تكلفتها غالية

كما يأسنا من تدخل الدولة لتوفير المياه لنا، لذا نجد أن هذه الطريقة هي الأكثر فعالية لتلبية احتياجاتنا اليومية”

لكن الكثير من الأسر في العديد من المحافظات اليمنية نفتقر إلى الأحواض أو الخزانات التي تمكنهم من الاستفادة من موسم هطول الأمطار

أبو قيس البابكري، مواطن في محافظة أبين، جنوب اليمن، يقول إن المزارعين يعانون شح المياه، بسبب عدم الاستفادة من مياه الأمطار والاعتماد الكلي على مياه الآبار

يقول البابكري:” إذا فاضت السيول، ذهبت للبحر، دون الاستفاده منها”

تقنيات وفوائد حصاد المياهحصاد مياه الأمطار لا يقتصر على الخزانات فقط، بل يشمل سدود، ومنشآت تخزين، وحواجز مائية

يوضح أمير البريهي، مهندس متخصص في بناء الخزانات، يقول لـ “المشاهد” إن هناك تقنيات مختلفة باستخدامات مختلفة، فمثلا الخزانات تُستخدم لتخزين مياه الأمطار، بينما السقايات تُستخدم للشرب وتأتي بجوار البيوت

يؤكد البريهي على ضرورة إنشاء خزانات حصاد المياه لكي يخفف ذلك من حدة الأزمة المالية في اليمن، ويقترح تعزيز الحواجز المائية مثل حواجز التخزين والتغذية، مشيرًا إلى غياب رؤية واستراتيجية حكومية للتعامل مع الأزمة المائية

الدكتور محمد سالم الخاشعة، رئيس مركز أبحاث الكود الزراعي، يوضح في حديثه لـ “المشاهد” أن حصاد المياه يسهم في خلق زراعة مستدامة، وتنمية التنوع البيولوجي بشكل كبير، حيث يزداد الغطاء النباتي وتتنوع النباتات ويحافظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ليشمل الحيوانات بسبب زيادة مصادر الغذاء والماء

ويشير الخاشعة إلى تواجد معدات وآلات “تقنية الفاليراني” من أحدث التقنيات في الحصاد المائي الزراعي على مستوى العالم حاليًّا؛ حيث تتكون من محراث خاص لإنشاء أحواض المياه الصغيرة لحصاد المياه، فهو يجمع بين التقنيات التقليدية لحصاد مياه الأمطار والميكنة، ويستخدم لإعادة تأهيل الأراضي الرعوية المتدهورة على نطاق واسع؛ حيث يسهم بشكل كبير في تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، بخاصة في البيئات الجافة وشبه الجافة

لكن الصراع الذي بدأ في اليمن عام 2015 أثر سلبًا على البرامج والمشروعات المتعلقة بتنمية حصاد المياه في البلاد

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير