الانتقالي يتجاهل دعوات السعودية والرئاسي للتهدئة ويؤكد: نقترب من إعلام دولتنا
منذ 2 ساعات
رفض المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن الدعوات المتجددة المطالِبة بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، معلنًا اقترابه مما وصفه بـ«إعلان الدولة في الجنوب»، وذلك في ظل تصعيد سياسي وعسكري متزايد تشهده المحافظتان
جاء هذا الموقف على لسان علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي، خلال لقائه عددًا من وجهاء وأعيان مديرية رخية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وفق ما أورده الموقع الرسمي للمجلس
وقال الكثيري إن الجنوب “يقترب من لحظة مفصلية تتمثل في إعلان الدولة”، معتبرًا أن هذا المشروع بات “قريب الاكتمال”، بحسب تعبيره
ويروّج المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيًا، لخطاب يفيد بأن الحكومات اليمنية المتعاقبة مارست تهميشًا سياسيًا واقتصاديًا بحق المحافظات الجنوبية، ما يدفعه للمطالبة بالانفصال، وهو طرح ترفضه الحكومة اليمنية التي تؤكد تمسكها بوحدة البلاد وسيادتها
وشدد الكثيري على ضرورة توحيد الصف الداخلي ونبذ الخلافات، لا سيما في مناطق وادي حضرموت، داعيًا إلى تحصين الجبهة الداخلية من الانقسامات والفوضى، في إشارة واضحة إلى تمسك المجلس ببقاء قواته في المحافظة
كما أشار إلى ما اعتبرها “إنجازات أمنية” تحققت مؤخرًا، شملت تعزيز الأمن الداخلي، ومنع حمل السلاح العشوائي، وإشراك المواطنين في حماية مناطقهم
وردًا على المطالب المحلية والإقليمية بسحب قوات المجلس من حضرموت والمهرة، قال الكثيري إن “المجلس الانتقالي لم يعتدِ على أحد في الداخل أو الخارج”، مضيفًا أن ما يجري هو “دفاع عن أرض الجنوب التي جرى تحريرها”، على حد قوله
وأضاف أن “محاولات تشويه صورة المجلس لم تعد تنطلي على أحد”، زاعمًا أن أبناء حضرموت هم من طالبوا بدعم القوات المسلحة الجنوبية لـ“تحرير وادي وصحراء حضرموت”
وفي السياق ذاته، أكد الكثيري الحرص على العلاقات مع دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، مع رفضه ما وصفها بمحاولات “كسر إرادة شعب الجنوب” من أطراف لم تتمكن، حسب تعبيره، من استعادة السيطرة على مناطقها، في إشارة إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا
ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان ما يقارب نصف مساحة اليمن، بنحو 555 ألف كيلومتر مربع
وشهدت حضرموت، مساء الجمعة، تصعيدًا عسكريًا جديدًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إثر اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بحكم ذاتي للمحافظة
وعلى إثر ذلك، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في بيان رسمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة الجيش في فرض التهدئة
كما جدد العليمي مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني لقوات درع الوطن، التي أُنشئت عام 2023 وتخضع لقيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة
بدوره، قال المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، إن أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود السعودية والإمارات الرامية إلى خفض التصعيد “سيجري التعامل معها بشكل مباشر لحماية أرواح المدنيين”
كما طالب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان المجلس الانتقالي بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة
وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، يوم الجمعة، انفتاحه على “أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تمسكه بما وصفه بـ“تطلعات شعب الجنوب”، في إشارة واضحة إلى مشروع الانفصال