الانتقالي يحشد أنصاره في سيئون للمطالبة بالانفصال في رسالة مبطنة للسعودية
منذ ساعة
شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، اليوم الاحد، مظاهرة جماهيرية حاشدة نظّمها أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة تُعد رسالة مبطنة للسلطات السعودية التي تدعو المجلس إلى سحب ميليشياته من محافظتي حضرموت والمهرة، حسب مراقبين محليين
وأكدت مصادر محلية أن الاحتشاد الجماهيري هدفه الدفع بمطالب انفصالية تتعلق بإعلان ما يسمى بـدولة الجنوب، في وقت تشهد فيه المحافظة توترا غير مسبوق منذ اجتياح ميليشيا الانتقالي المحافظة في 3 ديسمبر الماضي
ولفت المراقبون إلى أن تنظيم المليونية جاء في وقت حساس، في ظل دعوات سعودية متكررة للانتقالي للتركيز على الملفات الأمنية والخدمية بدل التحركات السياسية التي قد تزعزع الاستقرار في المناطق المحررة
وتعد هذه الخطوة مؤشراً على استمرار محاولات الانتقالي فرض أجندته الانفصالية، رغم تحسن الوضع الأمني في حضرموت، ونجاح القوات المحلية في فرض النظام وحماية السكان، وفقًا لمصادر محلية
ويرى محللون أن الحشود الانفصالية في سيئون تمثل اختبارًا للقدرة على إدارة مطالب سياسية خارج الأطر الوطنية، في حين يبقى خيار السلام والاستقرار هو المطلب الأساسي لأغلب السكان في المحافظة
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد سياسي وعسكري تشهده حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية ودولية مكثفة لتفادي تفاقم الأزمة والحفاظ على الاستقرار في شرق اليمن
ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان ما يقارب نصف مساحة اليمن، بنحو 555 ألف كيلومتر مربع
وشهدت حضرموت، مساء الجمعة، تصعيدًا عسكريًا جديدًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إثر اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بحكم ذاتي للمحافظة
وعلى إثر ذلك، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في بيان رسمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة الجيش في فرض التهدئة
كما جدد العليمي مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني لقوات درع الوطن، التي أُنشئت عام 2023 وتخضع لقيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة
بدوره، قال المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، إن أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود السعودية والإمارات الرامية إلى خفض التصعيد “سيجري التعامل معها بشكل مباشر لحماية أرواح المدنيين”
كما طالب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان المجلس الانتقالي بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة
وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، يوم الجمعة، انفتاحه على “أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تمسكه بما وصفه بـ“تطلعات شعب الجنوب”، في إشارة واضحة إلى مشروع الانفصال