البطاطا المسلوقة.. وجبة تُشبِع جوع الفقراء 

منذ 9 أشهر

صنعاء- إبراهيم يحيى يعمل سامي خالد، 17 عامًا، في بيع البالونات، ويقطع يوميًا كيلومتراتٍ عديدة مشيًا على الأقدام في شوارع صنعاء

ورغم هذا الجهد، إلا أن سامي لا يحقق دخلًا ماديًا قويًا، وبالكاد يكسب ألف ريال يوميًا

 وقت الغداء، يتجنب سامي دخول المطاعم، ويكتفي ب”ساندويتش” البطاطا المسلوقة، وجبة بقيمة مائة ريال، بالإضافة لكوب شاي بمائة ريال أخرى

يقول سامي لـ«المشاهد»: “نعتمد على البطاطا لإشباع جوعنا بمبلغ بسيط، وهذه الوجبة يختارها الكثير من الفقراء”

وتنتشر عربات بيع البطاطا المسلوقة بكثرة في المدن، حيث يتواجد الباعة المتجولون والعاملون في المحال التجارية

الثلاثيني سراج الغيلي، عامل بمحل كهربائيات بمنطقة التحرير بصنعاء، يقول لـ«المشاهد» إن البطاطا وجبته الأساسية، ويتناولها ثلاث مرات في اليوم

يضيف: “أعمل من الصباح حتى الليل، وراتبي سبعين ألف ريال فقط، أرسل خمسين ألفًا لأبي في القرية، والباقي أنفقها لاحتياجاتي”

 من جانبه، يعتمد صدام سمير، 37 عامًا، موظف حكومي بصنعاء، على البطاطا معظم الأيام

حيث تلجأ أسرته إلى ضغط البطاطا في مطبخ البيت، وتقديمه لكل أفراد الأسرة، وفق حديثه مع «المشاهد»

يقول صدام: سعر البطاطا حاليًا معقول، ويصل سعر الكيلو إلى 300 ريال في صنعاء، ما يجعله الوجبة الأولى للأسر الفقيرة

 ويضيف: “أنا موظف حكومي، وأتقاضى نصف راتب في الأعياد الدينية، وأغلب الأيام نعيش على البطاطا المسلوقة، أنا وزوجتي وأبنائي الخمسة”

 ارتفاع نسبة الفقر وارتفعت نسبة الفقر بالبلاد إلى 80%، وانكمش الاقتصاد بنسبة 50%، وسط صراع يشهده اليمن منذ 9 سنوات، وفقًا للحكومة اليمنية

ويشير تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة “أكسفورد” للفقر والتنمية البشرية (OPHI)، إلى أن 82

7٪ من اليمنيين يعيشون فقرًا “متعدد الأبعاد”

إقبال متزايد يعمل أحمد الحبيشي، 33 عامًا، في بيع البطاطا على عربة بصنعاء، ويقول لـ«المشاهد» إن الإقبال على شراء البطاطا المسلوقة كبير

حيث تعتبر الوجبة التي تتناولها الأسر الفقيرة في الصباح والظهر والمساء، بحسب الحبيشي

موضحًا أن أغلب زبائنه هم العمال، وسائقو الدراجات النارية والحافلات والطلاب، ويقدم لهم سندويتش بالبطاطا أو صحون بطاطا فقط

 ويضيف: “انخفض سعر البطاطا مؤخرًا، ووصل سعر السلة إلى 3000 ريال؛ ما أدى إلى رخص البطاطا المسلوقة وزيادة الطلب عليها”

 فيما تقول سمر محمد، 25 عامًا، ممرضة بمستشفى حكومي بصنعاء، لـ«المشاهد» إن راتبها الضئيل لا يسمح لها بتناول وجبات المطاعم

وتلجأ سمر إلى عربة البطاطا لشراء الصبوح بـ200 ريال، وهذا يساعدها على توفير القليل من المال

 ووفقًا لسمر، فالبطاطا غنية بالكربوهيدرات والألياف الغذائية التي تعمل على تحسين الهضم والشعور بالشبع

كما تحتوي على فيتامين “سي” الذي يدعم ويقوي جهاز المناعة، بحسب الممرضة سمر

وتزيد: النشأ في البطاط مصدر للطاقة والنشاط، وتحتوي البطاطا على الفيتامينات الضرورية لتعزيز النمو والمناعة من الأمراض

بينما يرى إسماعيل محمد، مواطن من صنعاء، أن عربات بيع البطاطا وفرت فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل بمختلف المحافظات اليمنية

وأصبح هؤلاء الشباب يعتمدون على أنفسهم وينفقون على أسرهم بدلًا من أن يكونوا عالة على غيرهم، وفقًا لإسماعيل

صعوبات لا تخلو أية مهنة أو عمل من التحديات التي تحول دون ممارستها بطريقة سهلة، بعيدًا عن الصعوبات

وفي هذا الصدد، يقول نجم الضبيبي، 45 عامًا: بعت مجوهرات زوجتي لأشتري عربةً وأعمل عليها في بيع البطاطا المسلوقة بصنعاء

ويضيف لـ«المشاهد»: دفعت 300 ألف ريال مقابل الأدوات التي احتاجها للبدء بهذا المجال

ويواصل: بعد أيام من العمل، تحسن دخلي المادي، ووصل الربح اليومي إلى 4000 ريال

لكن نجم يعترف أن باعة البطاطا المسلوقة يواجهون تحديات كل يوم

موضحًا: “هناك صعوبات، كالتعرض للابتزاز من قبل البلدية، ودفع إتاوات بشكل يومي دون أي سندات رسمية”

ويشير إلى أن من يرفض الدفع تتم مصادرة عربة البطاط الخاصة به وحبسه حتى يتم دفع مبالغ مالية

لافتًا إلى أن سعر الأسطوانة الغاز يصل إلى 6500 ريال، وهذا مبلغ كبير، حيث يستخدم يوميًا أسطوانة واحدة

ويختم حديثه: عندما يتراجع سعر الغاز، سيكون ذلك في صالحنا

اضطرار الفقير في المقابل، يقول مصطفى الحبابي، 30 عامًا، سائق دراجة نارية بصنعاء، إن عمله لا يحقق له الدخل المادي الذي يحتاجه

ويضيف لـ«المشاهد» إنه لا يستطيع توفير متطلبات العيش له ولأسرته، فدخله اليومي لا يتجاوز ألفي ريال

ويتحدث عن عدم قدرته على شراء الدجاج أو الأرز من المطعم، ولهذا؛ يجد نفسه مضطرًا للذهاب إلى عربة البطاطا المسلوقة

مشيرًا إلى أن وجبة البطاطا في الصبوح أو الغداء بمبلغ 200 أو 300 ريال، تنجيه وأسرته من الشعور بالجوع

 ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير