البعد الروحي والبدني للصوم
منذ 2 أشهر
الضالع – خديجة خالدالصيام ليس مجرد عبادة دينية، بل هو تمرين عملي على الانضباط الذاتي والتحكم في النفس
فعندما يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب وسائر المفطرات خلال ساعات الصيام، فإنه يدرّب نفسه على الصبر ومقاومة رغباته والتحكم بشهواته
وتمنح الصلوات مثلًا، وتلاوة القرآن وغيرها من العبادات إحساسًا بالسكينة والطمأنينة لمؤديها
ولكن في رمضان تكتسب هذه العبادات بعدًا أعمق، إذ تتيح فرصةً للتأمل وإعادة ضبط الأفكار بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية
غير أن ثمة صراع بين الروحانيات والماديات، خاصةً في شهر رمضان، الذي تكثر فيه الأطعمة والمأكولات
ويعمل هذا الصراع على تثبيط الجانب الروحي، فهو في الأصل صراع بين غذاء الجسد وغذاء الروح
الأمر الذي يستدعي البحث عن آلية للتوازن بين الجانبين للحصول على الغاية السامية من الصيام
وفي هذا الصدد، يقول أستاذ التربية الإسلامية، الدكتور محمد الفقيه: إن البعد الروحي للصيام قوي، كونه غذاء كامل ووجبة دسمة تغذي الروح البشرية
ويضيف الفقيه لـ«المشاهد» أن روح الصائم تتغذى بغذاء الصبر، وهذا شهر الصبر كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم
الصيام ليس مجرد عبادة دينية، بل هو تمرين عملي على الانضباط الذاتي والتحكم في النفس
فعندما يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب وسائر المفطرات خلال ساعات الصيام، فإنه يدرّب نفسه على الصبر ومقاومة رغباته والتحكم بشهواتهويضيف الدكتور الفقيه: فالصبر ظاهر خلال الصيام، صبر على الطاعة، والقرآن، والصلاة، والبعد عن المعاصي
وكفّ اللسان عن الحرام والسبّ والشتم وغير ذلك، فالصيام رادع للكثير من المساوئ التي تلطخ النفس البشرية
كما إن للصيام أبعادًا روحيةً أخرى كثيرة لا نستطيع عدها أو حصرها جميعًا
ينظر أطباء ومختصو التغذية العلاجية، أن شهر رمضان فرصةً ذهبية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي
حيث يتحول الجسم إلى آلةٍ لحرق الدهون بدلًا من تخزينها
ومع اتباع نظام غذائي متوازن، يصبح الصيام وسيلة طبيعية لفقدان الوزن بطريقة صحية، وتحسين استجابة الجسم للطاقة
وخلال ساعات الصيام، يحصل الجهاز الهضمي على استراحة يحتاجها ليجدد نشاطه
فهذا الانقطاع المؤقت عن الطعام يسهم في تحسين الهضم وتقليل الالتهابات
كما يساعد الجسم على التخلص من السموم المتراكمة؛ ما يعزز الصحة العامة ويزيد من مستويات الطاقة
يقول أخصائي الباطنية والقلب، الدكتور وليد بادي، لـ«المشاهد»، إن الصيام يمثل منعطفًا مهمًا وإيجابيًا في حياة الصائم وصحة جهازه الهضمي
الدكتور بادي: يمثل الصيام منعطفًا مهمًا وإيجابيًا في حياة الصائم وصحة جهازه الهضمي، فاعتياد الجسم على تناول كميات أقل من الطعام يمنح الجهاز الهضمي فرصةً للاستراحةويقول بادي: إن اعتياد الجسم على تناول كميات أقل من الطعام، يمنح الجهاز الهضمي فرصةً للاستراحة
ويؤدي إلى تقلص حجم المعدة بشكل تدريجي والحد من الشهية
كما يمكن أن يكون له نتائج أفضل من أنواع عديدة للحميات الغذائية وأكثرها فعالية
ويضيف بادي، أن الصيام يدفع الجسم إلى استهلاك احتياطيات الدهون، وينظفه من السموم الضارة المتواجدة في التراكمات الدهنية
وهكذا يبدأ الجسم بالتخلص من السموم بشكل طبيعي نتيجة التغير الذي يطرأ على عمل الجهاز الهضمي على مدار الشهر
ويتيح هذا للصائم فرصة مواصلة اتباع أسلوب حياة صحي بعد رمضان، وفقًا للدكتور بادي
ويواصل: من الطبيعي أن يعاني الجسم من بعض الجفاف خلال الصيام، وهذا ما يسبب الصداع وعدم التركيز
لكن، يجب على الصائم الحرص خلال الساعات الممتدة بين الإفطار والسحور على تخفيف استهلاك القهوة والمشروبات الغازية
لأنها تدر البول وتسبب الجفاف، والأفضل شرب كميات كبيرة من السوائل الأخرى، كالماء والشاي الخفيف دون إضافة حليب أو سكر
كما يمكن إضافة شرائح الليمون أو أوراق النعناع الأخضر للمساعدة في عملية الهضم وتخليص الجسم من السموم
يرى المختصون، أن شهر رمضان فرصة لمحاربة الإدمان على السكر أو التدخين والسلوكيات الخاطئة
ويمكن للصائم، مع القليل من قوة الإرادة، الابتعاد عن مثل هذه الأمور خلال فترة ما بعد الإفطار
كما يمكن البدء بممارسة العادات الصحية مثل الإكثار من الخضروات وشرب الماء وممارسة الرياضة بانتظام
مختصون: شهر رمضان فرصة لمحاربة الإدمان على السكر أو التدخين والسلوكيات الخاطئة، ويمكن للصائم للتدرب على الإقلاع عنها، وممارسة عادات صحية مثل أكل الخضروات وشرب المياه وممارسة الرياضةووجبة السحور هي الوجبة الأكثر أهمية في يوم الصائم، لذلك يجب أن تكون متوازنة وتحتوي على أطعمة غنية بالعناصر الغذائية
كما من المهم الحد من استهلاك الشاي والقهوة والإكثار من شرب الماء والحليب واللبن والعصائر الطازجة
فذلك يساعد في الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم خلال فترة الصيام
الصيام لا يعني التوقف عن الحركة، ويمكن ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي، قبل الإفطار؛ لتحسين اللياقة البدنية وزيادة الشعور بالنشاط
وفي هذا الشأن، يقول عميد كلية التربية بجامعة لحج، الدكتور سميح الأهدل: إن الصائم يحتاج للرياضة
ولكن نظرًا لأن للصوم خصوصية، فالصائم يحتاج إلى تمارين رياضية لا تسبب له الإرهاق أو الجفاف
ويشير الأهدل لـ«المشاهد» إلى أن هناك تمارين مستحبة للصائم قبل الإفطار كرياضة المشي، فهي من أفضل الرياضات التي تقوي البدن
”ويتابع: كما يعمل المشي على تحسين نفسية الصائم ويخفف من الاكتئاب لمن يعانون منه
وهناك رياضة يحتاجها الصائم بعد الإفطار مثل رياضة السباحة أو رفع الأثقال وبعض الرياضات الشاقة
ولكن عليه الموازنة بينها وبين قدرته؛ لأن الرياضة تحتاج لياقة بدنية مسبقة
موضحًا أن من حكم الصوم حفظ الصحة، فإذا اجتمعت الرياضة والصوم خرج الصائم من رمضان صحيح القلب بالإيمان قوي البدن
كما أن رياضة التفكر العقلي والاسترخاء مع أخذ الشهيق والزفير تساعد الصائم على طرد السموم والهواء الفاسد من الجسد
ويعمل طرد الهواء الفاسد على تحسين النفسية والتغلب على الاكتئاب
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير