البهجة بعيد الأضحى في حجة
منذ 8 أشهر
حجة- محمد وهبان يبتهج الجميع في اليمن بقدوم عيد الأضحى، وتحتفل كل المحافظات اليمنية بهذه المناسبة التي يعدها الكثير لحظة لإظهار الفرح والشعور بالامتنان ونسيان الألم
تتنوع مظاهر الفرح المرتبطة بهذه المناسبة، وتحتفل كل منطقة وفق العادات والتقاليد السائدة، ويعبر الجميع عن سعادتهم بحلول عيد الأضحى
في محافظة حجة، بخاصة في المناطق الساحلية، يمارس السكان عادات وتقاليد عيدية توارثوها من الأجيال السابقة، وتحمل تلك الشعائر معاني الألفة والمحبة والتكافل الاجتماعي
على الرغم من الحرب والاقتصاد المتدهور في البلاد، إلا أن العائلات في حجة، وكل اليمن، تبدي اهتمامها بمناسبة عيد الأضحى، وتتناسى المعاناة التي خلقتها سنوات الحرب
أحمد مسلماني، 40 عاما، مواطن من محافظة حجة، يقول إن الأهالي في منطقته يحتفلون بقدوم عيد الأضحى، ويبدون فرحتهم بهذا اليوم، ولم تستطع الحرب والظروف المعيشية الصعبة أن تسلبهم فرحة العيد
يضيف: “تتمسك الأسر بالعادات والتقاليد المرتبطة بهذا اليوم، ويحرص الآباء على تعليم الأبناء الشعائر الدينية والمجتمعية الخاصة بعيد الأضحى”
علي رمضان، 46 عاما، يقول ل “المشاهد”: “منذ الطفولة، كان أبي يأخذني معه في المناسبات العيدية ويشرح لي شعائر عيد الأضحى وعيد الفطر، فحفظتها، وأنا اليوم حريص على تعليم أطفالي تلك العادات”
يشير علي إلى أن مراسيم استقبال عيد الأضحى تبدأ في العشر الأولى من شهر ذي الحجة، حيث يذهب الناس إلى الأسواق لشراء الأضاحي واحتياجات العيد الأخرى
ليلة العيدتسمى الليلة التي تسبق نهار العيد بـ “ليلة الوقفة”، ولها شعائر خاصة، حيث يبدأ الأطفال بجمع الحطب لإشعاله للتعبير عن البهجة والترحيب بقدوم العيد، ويطلقون الألعاب النارية بالإضافة لترديد العديد من الأهازيج الشعبية، وممارسة الرقص الشعبي
بعد ذلك يقوم الأطفال بتناول وجبة العشاء، والذهاب إلى النوم حتى يتمكنوا من الاستيقاظ فجرًا للاستعداد لصلاة العيد
وقبل شروق الشمس في يوم العيد، يبدأ الأطفال بارتداء الملابس الجديدة، وينطلقون مع آبائهم إلى المصلى لأداء صلاة العيد
ينتهي المصلون من الصلاة، ويعودون إلى بيوتهم لتناول وجبة الفطور، والتي تسمى “الفتة”، وهي أكلة تهامية خاصة بالعيد تتكون من الدخن والسمن البلدي
يجتمع الأهالي في القرية في مكان واحد، ويتناولون وجبة الفطور الجماعي
وبعد إكمالهم تناول وجبة الفطور، يجتمع أهالي القرية بشكل دائري، ويبدأ أحدهم بالدعاء أن يعيد الله عليهم أعيادًا كثيرة وهم في خير وأمن وآمان، ويتصافحون بعد الانتهاء من الدعاء، ويذبحون الأضاحي ويزورون الأقارب
تظهر البهجة على النساء أيضًا، حيث يستخدمن الحناء والخضاب والنقش قبل يوم العيد، وفي صباح العيد، يتناولن وجبة الفطور بشكل جماعي، ويتبادلن التهنئات ويتصافحن ابتهاجًا بمناسبة عيد الأضحى
ذكريات محزنةمع أن الابتهاج والفرح بعيد الأضحى يبدو جليًا، إلا أن مشاعر الحزن تفتك بالكثير من القلوب في يف مديرية عبس بمحافظة حجة
تسببت الحرب في اليمن بمقتل العديد من الأشخاص، وعندما يحل العيد، يتذكرهم أهاليهم وأقربائهم، ويشعرون بالحسرة عليهم والفقد لهم
قبل عامين، قُتل إبراهيم راجح بقناصة حرس الحدود السعودي حين كان يعمل في تهريب القات، ولا زال موته ذكرى مؤلمة لكل من كان يعرفه في القرية
يقول عبد الله، 30 عامًا، مواطن من مديرية عبس بمحافظة حجة: كنا نجتمع في العيد ونضع مكانا خاصا لإبراهيم، وكان يجلس في نفس المكان كل عيد طوال 15 عامًا
وكان رحيله عن الدنيًا صادمًا ومحزنًا، وفي أول عيد بدونه، تركنا ذلك المكان هربًا من الذكريات”
أم بدرية، 32 عامًا، تشعر أن فرحتها بالعيد غير مكتملة، لأن ابنها مهدي لم يعد على قيد الحياة
تقول أم بدرية لـ “المشاهد” إن ابنها قتل وهو يعمل في تهريب القات على الحدود السعودية اليمنية قبل عام
تختم حديثها، وتقول: “العيد يوم للفرح، لكن فقدان أقرب الناس إلينا يجعل البهجة بهذا اليوم غير مكتملة”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير