التغيير الجذري في خطاب جماعة الحوثي وعلاقته ببعض المستجدات الداخلية والخارجية
منذ 2 سنوات
تعز – أسامه فرحان:تغييرات واضحة في الآونة الأخيرة بالخطاب السياسي لجماعة الحوثي حول عدة قضايا سياسية، فقد انخفضت الحدة المعهودة لجماعة الحوثي في تناولها السياسي ، و ظهر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، أمس، في خطاب استمع له أنصاره عبر شاشات كبيرة في ميدان السبعين بمدينة صنعاء، يؤكد أن هناك تغيرات وصفها بالجذرية تتعلق بإعادة تشكيل الحكومة، تجسد الشراكة الوطنية، حسب تعبيره
وفي خطوة كما ذكر ما يسمي مجلس الدفاع التابع للجماعة في بيان له حصل عليه لـ”المشاهد”، تأتي استجابة لمضامين خطاب عبدالملك الحوثي، قرر إقالة حكومة عبدالعزيز بن حبتور
ما أسباب التغيرات السياسية في خطاب جماعة الحوثي، ودعوته إلى التغيير الجذري والشراكة السياسية، وتبعه إعلان إقالة حكومة بن حبتور؟ وهل لذلك علاقة بالمفاوضات التي تقوم بها الجماعة مع السعودية أو أسباب أخرى؟يعلق الصحافي فاروق السامعي، في حديثه لـ”المشاهد”، حول ذلك، معتبرًا أن هناك صراعات تيارات داخل الجماعة تتفاقم يومًا بعد آخر، وتقترب أكثر من رأس هرمها وقائدها الذي لم يعد خطًا أحمر لا يجوز الاقتراب منه، حسب تعبيره
ويضيف السامعي أن هناك مستجدات تجبر الجماعة على أن تغير من خطابها وسياستها، تتعلق بتفكك الحواضن القبلية التي كانت سيفها للقضاء على كل محاولات التمرد عليها، لافتًا إلى أن “الناس في مناطق سيطرتها بسبب القبضة الأمنية وسوء الأوضاع المعيشية، أصبحوا يبحثون عن سبب للغليان في وجه الجماعة والثورة عليها، وأصبحوا في كل يوم يكسرون طوبة في جدار الصمت والقمع المفروض عليهم”
وأشار إلى أن جماعة الحوثي أصبحت شبه مفلسة أمام المجتمع الذي تسيطر عليه، ولم تعد خطاباتها تخدرهم، ووصل الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتها إلى حد لا يطاق، بينما هي تعتاش على جباياتهم وسلب مصادر دخلهم وقوت أطفالهم، وتحرمهم من رواتبهم
ووصف استدعاء الجماعة في خطابها السياسي مؤخرًا مسمى الشراكة المفرغ، هو لخداع من يقبلون بذلك، وكي تأمن من قيادتهم للثورة الشعبية التي تحس باقترابها منها، حسب تعبيره
وحول السبب المتعلق بالعوامل الخارجية التي جعلت الجماعة تشعر بالخطر، وبدأت تغير من منطقها السياسي، يقول السامعي: “تأثرت الجماعة بحوار داعمها ومحركها الإيراني مع الجارة السعودية، حيث وجدت هذه الجماعة أن من تقاتل لأجله يقدم التنازلات حرصًا على مصالحه، مما يجردها ويعريها من الغطاء الذي كان يوفره لها، وأصبحت تحس أنه قد يتنكر لها أو يتخلص منها وفق فقه الممكن بالنسبة له”
لا علاقة له بالمفاوضاتويذهب الصحفي والمحلل السياسي محمد اللطيفي، في حديثه لـ”المشاهد”، إلى أن ما يقوم به الحوثي منذ انقلابه وحتى الآن، لا يخرج عن تقليده المعتاد لإيران
مضيفًا أن فكرة “التغيير الجذري” التي أعلن عنها زعيم الحوثيين، هي في الأساس استراتيجية استخدمها الخميني؛ سابقًا، في التعامل مع الأزمات الداخلية التي واجهت إيران حينها
من هذا المنطلق، كما يقول اللطيفي، تأتي إقالة ما تسمى حكومة بن حبتور، كغطاء سياسي، وليس فعلًا سياسيًا، لمواجهة الانتفاضات التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة
فكرة “التغيير الجذري” التي أعلن عنها زعيم الحوثيين، هي في الأساس استراتيجية استخدمها الخميني؛ سابقًا، في التعامل مع الأزمات الداخلية التي واجهت إيران حينها
ويتابع أن إقالة ما تعرف بحكومة حبتور، وهي غير معترف بها ليس فقط إقليميًا ودوليًا، بل حتى زعيم الحوثيين لا يعترف عمليًا بها، هو يتعامل معها كغطاء سياسي شكلي يرمي عليها فشله أمام اليمنيين عبر إقالتها
ولذا فذهاب هذه الحكومة أو بقاؤها لا علاقة له بالمفاوضات مع السعودية أو الأمم المتحدة، العالم دائمًا يتفاوض مع الجهات الفعلية الممثلة لزعيم الحوثي، والمتمثلة بالمجلس السياسي الأعلى”
ولفت اللطيفي إلى أن جماعة الحوثي لأول مرة في تاريخ سلطتها القسرية البالغ عمرها تسع سنوات، يواجه “انتفاضة حقيقية شعبية”، معتبرًا أن المظاهرات التي خرجت في صنعاء وإب، كانت بمثابة استفتاء شعبي ليس فقط ضد انقلابه العسكري، بل أيضًا ضد محاولاته فرض فكره الطائفي على المجتمع، حسب تعبيره
ولا يتفق اللطيفي مع وصف ما تقوم به جماعة الحوثي بأنها تغييرات سياسية، معللًا ذلك، حسب تعبيره، لأن “السياسة توفيت في اليمن من انقلابهم على السلطة التوافقية في 2014
فالسياسة أفعال تقوم بها الدولة، والحوثي بصفته مليشيا، يستخدم المظاهر السياسية؛ مثل تشكيل حكومة أو إقالتها، لإضفاء غطاء تبريري لأفعاله المليشاوية”
شعور بالخطرسبق دعوة زعيم جماعة الحوثي إلى شراكة سياسية وتغييرات جذرية تتعلق بتصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب، حسب ما ورد في خطابه، زيارات ميدانية قام بها رئيس ما يسمي المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، للمناطق القبلية في محافظتي عمران وصعدة، لم يقم بها قيادي رفيع في الجماعة من قبل، ما فسره البعض بأن الجماعة تشعر أن السند القبلي لها لم يعد له زخم في ظل ظهور أصوات منتقدة لأداء الجماعة بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء القبائل
عبد الواسع الفاتكي، محلل سياسي
”حيث يقول أن جماعة الحوثي تعاني منذ فترة طويلة من عجز كبير في عدد المقاتلين إضافة لدخول الحوثيين في جولات من المفاوضات مع السعودية خلق تصورا لدى القبائل اليمنية أن الحرب انتهت وفزاعة العدوان باتت لا تقنع ولا تجدي وهو ماجعل الجماعة حسب الفاتكي فإن حشد مقاتلي القبائل للقتال في صفوف جماعة الحوثي بالنسبة للقبائل اليمنية أضحى لا وجه له ولا طائل حسب تعبيره وأصبح هناك ضرورة أن تقوم الجماعة من خلال قيادتها للنزول للقبائل من ناحية لضمان استمرارية تحشيد المقاتلين ومن ناحية أخرى لترميم صورة الجماعة لدى القبائل
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير