التكتل الوطني في اليمن: خطوة نحو الوحدة أم تعزيز للاستقطاب السياسي؟
منذ 9 أيام
عدن- بشرى الحميديفي الخامس من نوفبمر، شهدت مدينة عدن، جنوب اليمن، تأسيس تكتل سياسي جديد، في خطوة تهدف إلى توحيد العديد من الأحزاب السياسية تحت قيادة موحدة ورؤية مشتركة
لم يتوقف الجدل عن تلك الخطوة حتى الآن، إذ تتباين المواقف وتختلف التفسيرات بشأن أهمية هذا التكتل السياسي الجديد الذي يتكون من 22 حزب سياسي، تحت مسمى “التكيل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية”
يرى مؤيدو هذا التكتل السياسي الجديد أنه خطوة مهمة لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الراهنة، بينما يعتبره آخرون محاولة لتعزيز نفوذ أطراف معينة في اليمن في استمرار الاستقطاب السياسي في البلاد
اليوم، تُثار العديد من التساؤلات حول قدرة هذا التكتل على إنهاء الانقسامات بين الأحزاب السياسية، أو على الأقل الحد من تأثير هذه الانقسامات على الوضع السياسي والعسكري في اليمن
الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح،عدنان العديني، يؤكد على أهمية التكتل الوطني الجديد الذي أُعلن عنه مؤخرًا في عدن، مشيرًا إلى أنه سيسهم في توحيد الجهود والطاقات اليمنية في مواجهة التحديات الراهنة
يقول العديني لـ “المشاهد”: “لقد أثبت الواقع السياسي اليمني المعقد أن هناك حاجة ماسة لتوحيد الصفوف وتضافر الجهود من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي
التكتل الوطني الجديد يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث يجمع تحت سقفه مختلف الأطياف السياسية التي تتفق على بناء اليمن الجديد
”يضيف العديني: “التكتل الجديد ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج جهود حثيثة استمرت لسنوات، شملت حوارات ومشاورات مكثفة بين مختلف الأطراف السياسية
وهذا يؤكد جدية هذا التكتل وعمق التوافق الذي تم التوصل إليه
”دوافع سياسيةأحمد عبيد بن دغر، رئيس التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، أشار إلى أن قيام هذا التحالف السياسي الوطني يعد خطوة هامة تهيئ لمناقشات سياسية وتهدف إلى تعزيز الاستراتيجيات القائمة على الإجماع الوطني والوصول إلى حوار يمني ـ يمني يفضي إلى حل شامل وعادل، ينهي الانقلاب ويستعيد الدولة، ويؤسس لعهد جديد
لكن هناك من يشكك في نوايا القائمين على هذا التكتل السياسي الجديد
رئيس قطاع الصحافة والإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي، صدام عبدالله، يرى أن الدوافع الحقيقية وراء تشكيل ما يسمى “التكتل الوطني” تتجاوز الشعارات المعلنة حول “توحيد الصفوف لمواجهة الحوثي”
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبدالله: “هذا التكتل يهدف بشكل أساسي إلى الالتفاف على مخرجات اتفاق الرياض والمشاورات الأخيرة، وإعطاء دفعة غير شرعية لهذا التكتل، واستهداف الجنوب وخلط الأوراق
”وكانت الحكومة اليمنية توصلت إلى اتفاق مصالحة مع المجلس الانتقالي الجنوبي بواسطة وساطة سعودية، وجرى التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر 2019
يعتقد عبدالله أن التسريع في إشهار هذا التكتل قبيل الانتخابات الأمريكية بيوم واحد يظهر بوضوح الدوافع السياسية وراء هذا التشكيل، حيث يسعى أطراف هذا التكتل للاستفادة من أي تغيرات محتملة في السياسة الأمريكية
وبشأن عدم مشاركة المجلس الانتقالي في هذا التكتل، يقول عبدالله: “المجلس الانتقالي يمثل شعب الجنوب وأهدافه واضحة وثابتة، وأي تحالف لا يتماشى مع هذه الأهداف لن يكون المجلس جزءاً منه
”ويرى أن هذا التكتل لن يكون له أي تأثير على الوضع في اليمن، لأن “غالبية أطرافه لا تمتلك أي وزن سياسي أو شعبي على الأرض، وهي مجرد أدوات تستخدم لتحقيق أجندات خارجية
”وبشأن عدم مشاركة المجلس الانتقالي في هذا التكتل، يقول عبدالله: “المجلس الانتقالي يمثل شعب الجنوب وأهدافه واضحة وثابتة، وأي تحالف لا يتماشى مع هذه الأهداف لن يكون المجلس جزءاً منه
”مكاسب شخصيةباحث سياسي في صنعاء، فضّل عدم ذكر اسمه، يشير إلى أن تزايد التجمعات السياسية في اليمن أمر يدعو إلى القلق، مؤكدا العديد من المكونات السياسية يتم استخدامها لتحقيق مكاسب شخصية، وليس لتحقيق أهداف وطنية
في تصريح لـ “المشاهد، يقول الباحث اليمني: “هذه التجمعات السياسية التي تدعمها منظمات دولية لا تقدم حلولًا حقيقية للمشكلات التي يعاني منها اليمن، ولا تضيف أي قيمة سياسية للمشهد اليمني
تسعى بعض الشخصيات السياسية من خلال هذه التجمعات إلى تعزيز نفوذها وبناء قاعدة دعم جديدة، وذلك بدعوى أنها تمثل تيارًا سياسيًا جديدًا
”وجاء إعلان هذا التكتل الوطني في عدن بدعم ورعاية المعهد الديمقراطي الأمريكي، والوكالة الأمريكية للتنمية، مما يُثير عدة تساؤلات حول مدى استقلالية التكتل بالقرار الوطني، خصوصًا في ظل التدخلات الخارجية، ومدى قدرته على تقديم رؤية وطنية تمثل إرادة اليمنيين وتلبي تطلعاتهم، دون الخضوع لأجندة خارجية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير