الحوثيون يصعّدون ضد الأمم المتحدة ويجددون اتهام موظفيها بـ‘التجسس‘
منذ 4 ساعات
جددت ميليشيا الحوثي في صنعاء اتهاماتها لعدد من موظفي الأمم المتحدة في اليمن بممارسة ما وصفته بـأنشطة تجسسية، متهمة منظمات إنسانية دولية، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في أعمال عدائية ضدها، وذلك في تصعيد جديد ضد المنظمة الأممية وموظفيها
وقالت وزارة الخارجية التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، في بيان صدر اليوم الأحد، إن الأحرى بأمين عام الأمم المتحدة أن يطلب إطلاع المنظمة على الدلائل القاطعة التي تثبت ارتكاب بعض موظفي المنظمات الأممية أعمال تجسس خطيرة، أدت إلى استهداف قيادات في الدولة، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة رئيس حكومة الحوثيين وعدد من الوزراء
واتهم البيان منظمات الأمم المتحدة بـاستغلال المساعدات الإنسانية كغطاء لأعمال استخباراتية، وزعم أن تلك الأنشطة تُدار لصالح دول وكيانات معادية للجمهورية اليمنية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل
كما دعت خارجية الحوثيين جميع وكالات الأمم المتحدة والعاملين فيها إلى النأي بالنفس عن الأنشطة العدائية التي تنتهك ولايتها، ملوّحة بأنها ستتعامل بحزم وصرامة مع أي أعمال تجسسية أو أنشطة تهدد الأمن القومي اليمني، ومؤكدة في الوقت ذاته عدم وجود حصانة للجواسيس والمخربين
وفي لهجة مزدوجة، أعربت الوزارة عن تقديرها للعمل الإنساني للمنظمات الدولية الملتزمة بولايتها، لكنها حذرت من أن أي انحراف عن الحياد سيُعتبر عملاً عدائياً ضد اليمن وسيادته
ورفضت الأمم المتحدة، أمس السبت، وبشدة هذه الاتهامات، مؤكدة تمسكها بمبادئها الإنسانية
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان صدر مساء السبت، إن الادعاءات الموجهة ضد موظفي الأمم المتحدة في اليمن مقلقة وغير مقبولة، مضيفاً أن وصف موظفينا بالجواسيس أو الإرهابيين أمر خطير ويُعرّض حياتهم للخطر في كل مكان
ودعا دوجاريك إلى الإفراج الفوري عن 53 من موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين، بعضهم منذ سنوات دون تواصل، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تسترشد في جميع أعمالها بمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال، ووجودها في اليمن هدفه الوحيد مساعدة الشعب اليمني
وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد وجّه الخميس الماضي اتهامات مباشرة لعدد من منظمات الأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، زاعماً أنها شاركت في أنشطة تجسسية وعدوانية أدت إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حكومته في صنعاء
وقال إن لدى جماعته أدلة قاطعة على تورط خلايا تجسس تعمل داخل تلك المنظمات
ويعد هذا التصعيد الأحدث في سلسلة من التوترات بين الحوثيين والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، حيث تواجه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة صعوبات متزايدة في تنفيذ برامجها بالمناطق الخاضعة للجماعة، بما في ذلك القيود على الحركة، واحتجاز موظفين محليين، واتهامات متكررة بـ“التحيز أو التجسس”
وبحسب مصادر إنسانية، فإن استمرار هذا الخطاب العدائي من قبل الحوثيين يهدد بتقويض العمل الإنساني في اليمن، الذي يعتمد عليه أكثر من 17 مليون شخص للحصول على المساعدات الغذائية والطبية، ويضع مستقبل الشراكة مع المنظمات الدولية أمام اختبار صعب في ظل غياب أي تقدم سياسي أو ضمانات لحماية العاملين الإنسانيين