الحوثيون يصنعون أكبر مأساة نزوح قسري في تاريخ اليمن .. تفاصيل
منذ 14 ساعات
مع دخول فصل الشتاء، تتجدد معاناة النازحين في اليمن، حيث يزحف البرد القارس إلى خيام مهترئة لا تقي ساكنيها من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول ملايين الناس من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية تفوق قدرتهم على الاحتمال
ومنذ اندلاع الحرب التي أشعلتها جماعة “الحوثي” عام 2014، تحولت حياة ملايين اليمنيين إلى رحلة نزوح طويلة ومؤلمة، فكل تصعيد في القتال يخلق موجة جديدة من النازحين الفارين من القصف والدمار إلى أماكن بالكاد تٌؤمّن لهم مأوى مؤقت
ومع استمرار المواجهات في جبهات مثل تعز ومأرب والحديدة وصعدة، أصبح النزوح في اليمن أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البلاد، وجرحاً لا يندمل من ذاكرة المجتمع
وتقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين داخلياً بأكثر من أربعة ملايين شخص، كثير منهم نزحوا أكثر من مرة، وفقدوا بيوتهم ومصادر دخلهم وكل ما يملكون، في حين يعيشون على المساعدات الإنسانية التي باتت تتراجع عاماً بعد عام، بينما تتجاهل جماعة “الحوثي”، مسؤوليتها تجاه المدنيين، وتستمر في إشعال جبهات جديدة
بعد رحلة نزوح شاقة من منطقة الطوير بمديرية مقبنة، إلى منطقة الأشروح في مديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز، وفي آذار/ مارس 2021، كانت وزيرة سعيد عبد الله، 25 عاماً، قد فرغت لتوها من صلاة العصر في خيمتها المهترئة
مع دخول فصل الشتاء، يواجه النازحون في اليمن تحديات صعبة تفوق قدرتهم على الاحتمال، حيث يزحف البرد القارس إلى خيامهم المهترئة التي لا تقيهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول الملايين من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية شديدة القسوة
مع دخول فصل الشتاء، تتجدد معاناة النازحين في اليمن، حيث يزحف البرد القارس إلى خيام مهترئة لا تقي ساكنيها من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول ملايين الناس من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية تفوق قدرتهم على الاحتمال
خرجت وزيرة تحمل دلو الماء من جوار الخيمة، وفي لحظة خاطفة، اخترقت الرصاصة رأسها من الخلف واستقرت عند عينها اليسرى، فسقطت دون أن تنطق بكلمة، كانت الرصاصة، كما وصفها شقيقها ياسر، “رصاصة الغفلة
رصاصة لا تعرف الرحمة”
ياسر يقول لـ”الحل نت”، لم يكن هناك معارك حتى جاءت رصاصة من جهة جماعة “الحوثي” وانتهت حياة أختي إلى الأبد، مؤكداً “عندما وصلت المستشفى قالوا لي إن شقيقتك ميتة، وأنا ما زلت مصدوماً حتى اليوم”
ويتابع بحزن عميق “منذ تلك اللحظة، لم يعد شيء كما كان، دفنت شقيقتي في جبل حبشي، ثم اصطحبت والدتي المكلومة إلى مخيم “الرحبة” في ذات العزلة، بعد أن تبعتنا الحرب من قريتنا”
ويضيف “أمي بعد موت وزيرة مرضت، وارتفع ضغطها، وصرنا نعيش على المساعدات، بيتنا تدمر، وخسرنا أرضنا، وحتى حيواناتنا راحت، ما باقي معانا غير وجع النزوح”
وتعد مأساة وزيرة، واحدة من آلاف القصص التي تشكل ملامح المعاناة الإنسانية في اليمن، بسبب الحرب التي أشعلتها جماعة “الحوثي” منذ انقلابها عام 2014، وحولت المدن اليمنية إلى ساحات قتال مفتوح
بعد عقدِ كامل من الحرب اليمنية، ما يزال أكثر من ثلاثة ملايين ومئة ألف نازح في مناطق الحكومة الشرعية، حسب تصريح خاص لـ”الحل نت” من رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، يعيشون تحت رحمة المساعدات الطارئة دون أفق واضح لمستقبلهم
مع دخول فصل الشتاء، يواجه النازحون في اليمن تحديات صعبة تفوق قدرتهم على الاحتمال، حيث يزحف البرد القارس إلى خيامهم المهترئة التي لا تقيهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول الملايين من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية شديدة القسوة
ويقول السعدي إن “النازحين في اليمن ما زالوا يعانون من نقص الغذاء والدواء والسكن والحماية، لأن المنظمات الدولية لم تتبن خلال هذه السنوات أي مشاريع مستدامة، فظلوا يعيشون في حالة طوارئ دائمة”
ويضيف أن “العام الحالي كان الأسوأ، بعد انسحاب بعض المنظمات وتراجع التمويل الدولي دون أي خطة انسحاب آمنة، ما تسبب بفقدان كثير من الأسر النازحة لمصادر رزقها الأساسية”
ويحذر السعدي من أن “أزمة النزوح ما تزال بلا حلول في الأفق، إذ تقتصر المعالجات على المساعدات المؤقتة، لا توجد رؤية وطنية شاملة، ولا اهتمام كافِ من الجهات الحكومية، ناهيك عن محاولات تسييس الملف الإنساني وجعله ورقة مساومة”
أما عن الجذور الأولى للمأساة، فيشير السعدي إلى أن جماعة “الحوثي” هي المتسبب الأول في موجات النزوح منذ حربها الأولى عام 2004، وحتى ذروتها عام 2014، وما زال الناس اليوم ينزحون من مناطق سيطرتها بسبب الانتهاكات
ويختتم بالقول إن على المجتمع الدولي أن يدرك أن أكثر من 33 مليار دولاراً أٌنفقت على اليمن خلال عشر سنوات دون أن تتحسن الأزمة الإنسانية، لأن المنظمات عملت كبديل عن الحكومة اليمنية بدل دعمها، والحل هو تنفيذ مشاريع تنموية تخلق فرص عمل حقيقية، وتعيد للناس كرامتهم، فذلك وحده ما يعزز فرص السلام
وجاءت موجات تغير المناخ لتضاعف مآسي النازحين الذين أرهقتهم الحرب، فبحسب تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية، أصبح تغيّر المناخ أحد المحركات الرئيسية للنزوح الداخلي في اليمن، حيث أدت الظواهر البيئية الحادة مثل الجفاف والفيضانات إلى تهجير آلاف الأسر سنوياً
مع دخول فصل الشتاء، يواجه النازحون في اليمن تحديات صعبة تفوق قدرتهم على الاحتمال، حيث يزحف البرد القارس إلى خيامهم المهترئة التي لا تقيهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول الملايين من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية شديدة القسوة
مع دخول فصل الشتاء، تتجدد معاناة النازحين في اليمن، حيث يزحف البرد القارس إلى خيام مهترئة لا تقي ساكنيها من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول ملايين الناس من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية تفوق قدرتهم على الاحتمال
وتسبب تدهور الأراضي الزراعية وشح المياه، في تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ما دفع كثيراً من الأسر إلى الهجرة نحو المدن المكتظة أصلاً بالنازحين والفقراء
وخلال العام الجاري فقط، أجبرت الفيضانات المفاجئة والأمطار الغزيرة أكثر من 46 ألف شخص على النزوح في 73 موقعاً بمختلف المحافظات، وفق تقارير منظمة الهجرة الدولية
وتعد محافظات إب وصنعاء ومأرب والحديدة وتعز الأكثر تضرراً، حيث تسببت السيول في تدمير المنازل والمزارع والبنى التحتية
كما تشير المنظمة إلى أن أكثر من 260 ألف شخص، نزحوا خلال الربع الثالث من العام نفسه، نتيجة تداخل الكوارث البيئية مع الحرب “الحوثية” والمجاعة، ليصبح النزوح في اليمن ظاهرة مركبة تجمع بين الحرب والمناخ وانهيار الخدمات
وتفاقم أزمات صحية خطيرة في مخيمات النزوح، مع انتشار الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه، نتيجة انهيار أنظمة الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه
مع دخول فصل الشتاء، يواجه النازحون في اليمن تحديات صعبة تفوق قدرتهم على الاحتمال، حيث يزحف البرد القارس إلى خيامهم المهترئة التي لا تقيهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، فيما يحاول الملايين من الأسر المنكوبة الصمود، وسط ظروف معيشية شديدة القسوة
وفي بعض المخيمات، تحولت المستنقعات الناتجة عن الأمطار إلى بيئة مثالية لتفشي الأوبئة، وسط ضعف الاستجابة الطبية ونقص الأدوية
ويحذر خبراء الصحة، من أن استمرار الوضع على هذا النحو، قد يؤدي إلى موجات جديدة من الأمراض المعدية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وتدهور الخدمات الوقائية في المخيمات
وتشير التقديرات الأممية، إلى أن أكثر من 1
5 مليون نازح يعيشون في 2,382 موقع نزوح جماعي، أغلبها يفتقر إلى العزل الحراري والمياه النظيفة ووسائل التدفئة
اليمن، المصنف ضمن الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ والأقل استعداداً للتكيّف معه وفق مؤشر أخطار المناخ، سيواجه شتاء أكثر قسوة من أي وقت مضى، بينما لا تزال الاستجابة الإنسانية دون الحد المطلوب لإنقاذ الأرواح
ومع غياب الحلول المستدامة وتراجع التمويل الدولي، يجد ملايين اليمنيين أنفسهم بين فكي كماشة الحرب “الحوثية” والكوارث الطبيعية، في واحدة من مآسي اليمنيين الكثيرة