الدبلوماسية اليمنية تحصد ثمار تحركاتها… عدن تستقبل أول سفير مقيم لدولة كبرى

منذ 5 ساعات

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس، تحولاً دبلوماسياً لافتاً تمثّل في تقديم السفير الروسي يفغيني كودروف أوراق اعتماده لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ليصبح أول سفير لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن يتخذ من عدن مقراً دائماً له

خطوة وصفها مراقبون بأنها إنجاز مهم للدبلوماسية اليمنية ورسالة واضحة على اتساع نطاق الدعم الدولي للحكومة الشرعية، وتحوّل في مقاربة بعض القوى الكبرى تجاه الملف اليمني

ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من افتتاح جمهورية الهند مكتبها التمثيلي في العاصمة المؤقتة عدن

 عودة السفارة الروسية… تتويج لمسار دبلوماسي طويل إعادة افتتاح السفارة الروسية في عدن جاءت تنفيذاً لقرار الرئيس فلاديمير بوتين، عقب حراك دبلوماسي مستمر نجحت خلاله الحكومة اليمنية في كسب الموقف الروسي، لا سيما بعد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لموسكو في مايو الماضي بدعوة رسمية من الرئيس الروسي

وسبقت تلك الزيارة تحركات دبلوماسية نشطة، من بينها زيارة وزير الخارجية الدكتور شائع محسن الزنداني إلى موسكو في أغسطس من العام الماضي ولقاؤه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات والتنسيق مع الحكومة اليمنية، في دلالة إضافية على ثقة موسكو—والمجتمع الدولي عموماً—بقدرة مؤسسات الدولة اليمنية على العمل من عدن

 ثمار لجهود الدبلوماسية اليمنية جاء هذا التطور متزامناً مع النشاط المتصاعد لوزارة الخارجية اليمنية بقيادة الدكتور شائع محسن الزنداني، الذي عمل منذ توليه المنصب على إعادة ترتيب العلاقات الخارجية وتفعيل التواصل المباشر مع العواصم المؤثرة وإعادة اليمن إلى دائرة الاهتمام الدولي

ومن أبرز مؤشرات هذا الحراك زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعدن قبل أيام، والتي جاءت بعد نحو أسبوعين فقط من لقاء الوزير الزنداني بنظيرته البريطانية في منتدى حوار المنامة، في دلالة على توسع الدعم الدولي للحكومة اليمنية

 حضور دبلوماسي متنامٍ من عدن تشهد عدن مؤخراً عودة تدريجية للبعثات الدبلوماسية وتوسعاً في نشاط المنظمات الدولية

ووفق مصادر دبلوماسية، ارتفع عدد السفراء المقيمين لدى الحكومة اليمنية إلى 19 سفيراً مقابل 51 سفيراً غير مقيم، وهي نسبة لم تشهدها الساحة الدبلوماسية منذ عام 2015، ما يعكس تنامي الثقة الدولية بقدرة المؤسسات اليمنية على العمل من العاصمة المؤقتة

وفي السياق ذاته، تعمل الحكومة على استكمال نقل مقرات المنظمات الأممية إلى عدن

وقد أعلنت الأمم المتحدة مؤخراً نقل المقر الرسمي لوظيفة المنسق المقيم إلى عدن، وهو قرار رحبت به وزارة الخارجية، مؤكدة استعدادها تقديم كل التسهيلات لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق البلاد

ويأتي تصاعد الحضور الدولي في ظل استمرار المليشيات الحوثية في تهديد المصالح الإقليمية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما دفع عدة دول إلى تعزيز التنسيق الأمني والسياسي مع الحكومة اليمنية من عدن

وتشير الأوساط السياسية إلى أن وجود بعثات أجنبية في عدن — مثل الروسية والهندية — يمنح الحكومة زخماً إضافياً في ملفات الملاحة وحماية التجارة الدولية، ويعيد ترسيم موقع اليمن ضمن خرائط التحالفات الإقليمية

 عودة السفارة الروسية… بداية مرحلة جديدة على الرغم من تعقيدات الملف اليمني، يرى مراقبون أن الخطوة الروسية، إلى جانب الزيارات الأوروبية المتكررة لعدن، تمثل بداية مرحلة جديدة في مستوى الحضور الدولي داخل العاصمة المؤقتة

ويعتقد هؤلاء أن موسكو — التي لا تقدم على خطوات دبلوماسية إلا بحسابات دقيقة — اختارت توقيتاً يحمل رسالة واضحة مفادها أن عدن أصبحت بيئة مناسبة لعودة البعثات الأجنبية، وأن مؤسسات الدولة استعادت قدراً من الاستقرار يسمح بالتعامل المباشر معها

ويرى دبلوماسيون أن الحضور الروسي من داخل عدن قد يشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، خصوصاً أن قرار موسكو يعكس اختباراً ناجحاً ويؤسس لمرحلة أكثر فعالية في التنسيق الأمني والسياسي، بما يعزز الحضور الدولي ويدعم الدور السياسي للعاصمة المؤقتة في المرحلة المقبلة

 عقبات في طريق الدبلوماسية اليمنية يأتي هذا الحراك الدبلوماسي المتصاعد في وقت لا تزال فيه بعض القوى الدولية تتلقى رسائل سلبية بشأن الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي ومستوى أداء الحكومة، وهو ما ينعكس على تقييم المجتمع الدولي لمسار الأوضاع ويجعل بعض العواصم أكثر حذراً في الانخراط الكامل بدعم الحكومة أو توسيع حضورها في المناطق المحررة

وقد أسهمت هذه الصورة، خلال الفترة الماضية، في تباطؤ بعض المسارات الدبلوماسية وتردد عدد من الدول في اتخاذ خطوات أكثر انفتاحاً تجاه الحكومة اليمنية

ورغم ذلك، تواصل الدبلوماسية اليمنية عملها بصورة مؤسسية عقب إعادة تفعيل وزارة الخارجية في عدن بكامل قطاعاتها، وبجهود تُبذل في ظل ظروف مالية بالغة الصعوبة تواجه السفارات والبعثات اليمنية في الخارج؛ بدءاً من توقف صرف مرتبات الدبلوماسيين، وصولاً إلى غياب النفقات التشغيلية لأكثر من عام ونصف

وبرغم هذه التحديات القاسية، استطاعت الدبلوماسية اليمنية تحقيق مكاسب واضحة، ما يجعل ما يتحقق اليوم من تحولات في الحضور الدولي من عدن أكثر دلالة وأهمية، ويعكس قدرة الدولة على استعادة ثقة الخارج تدريجياً وإعادة ترميم علاقاتها الدولية من العاصمة المؤقتة

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس، تحولاً دبلوماسياً لافتاً تمثّل في تقديم السفير الروسي يفغيني كودروف أوراق اعتماده لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ليصبح أول سفير لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن يتخذ من عدن مقراً دائماً له

خطوة وصفها مراقبون بأنها إنجاز مهم للدبلوماسية اليمنية ورسالة واضحة على اتساع نطاق الدعم الدولي للحكومة الشرعية، وتحوّل في مقاربة بعض القوى الكبرى تجاه الملف اليمني

ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من افتتاح جمهورية الهند مكتبها التمثيلي في العاصمة المؤقتة عدن

 عودة السفارة الروسية… تتويج لمسار دبلوماسي طويل إعادة افتتاح السفارة الروسية في عدن جاءت تنفيذاً لقرار الرئيس فلاديمير بوتين، عقب حراك دبلوماسي مستمر نجحت خلاله الحكومة اليمنية في كسب الموقف الروسي، لا سيما بعد زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لموسكو في مايو الماضي بدعوة رسمية من الرئيس الروسي

وسبقت تلك الزيارة تحركات دبلوماسية نشطة، من بينها زيارة وزير الخارجية الدكتور شائع محسن الزنداني إلى موسكو في أغسطس من العام الماضي ولقاؤه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات والتنسيق مع الحكومة اليمنية، في دلالة إضافية على ثقة موسكو—والمجتمع الدولي عموماً—بقدرة مؤسسات الدولة اليمنية على العمل من عدن

 ثمار لجهود الدبلوماسية اليمنية جاء هذا التطور متزامناً مع النشاط المتصاعد لوزارة الخارجية اليمنية بقيادة الدكتور شائع محسن الزنداني، الذي عمل منذ توليه المنصب على إعادة ترتيب العلاقات الخارجية وتفعيل التواصل المباشر مع العواصم المؤثرة وإعادة اليمن إلى دائرة الاهتمام الدولي

ومن أبرز مؤشرات هذا الحراك زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعدن قبل أيام، والتي جاءت بعد نحو أسبوعين فقط من لقاء الوزير الزنداني بنظيرته البريطانية في منتدى حوار المنامة، في دلالة على توسع الدعم الدولي للحكومة اليمنية

 حضور دبلوماسي متنامٍ من عدن تشهد عدن مؤخراً عودة تدريجية للبعثات الدبلوماسية وتوسعاً في نشاط المنظمات الدولية

ووفق مصادر دبلوماسية، ارتفع عدد السفراء المقيمين لدى الحكومة اليمنية إلى 19 سفيراً مقابل 51 سفيراً غير مقيم، وهي نسبة لم تشهدها الساحة الدبلوماسية منذ عام 2015، ما يعكس تنامي الثقة الدولية بقدرة المؤسسات اليمنية على العمل من العاصمة المؤقتة

وفي السياق ذاته، تعمل الحكومة على استكمال نقل مقرات المنظمات الأممية إلى عدن

وقد أعلنت الأمم المتحدة مؤخراً نقل المقر الرسمي لوظيفة المنسق المقيم إلى عدن، وهو قرار رحبت به وزارة الخارجية، مؤكدة استعدادها تقديم كل التسهيلات لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق البلاد

ويأتي تصاعد الحضور الدولي في ظل استمرار المليشيات الحوثية في تهديد المصالح الإقليمية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما دفع عدة دول إلى تعزيز التنسيق الأمني والسياسي مع الحكومة اليمنية من عدن

وتشير الأوساط السياسية إلى أن وجود بعثات أجنبية في عدن — مثل الروسية والهندية — يمنح الحكومة زخماً إضافياً في ملفات الملاحة وحماية التجارة الدولية، ويعيد ترسيم موقع اليمن ضمن خرائط التحالفات الإقليمية

 عودة السفارة الروسية… بداية مرحلة جديدة على الرغم من تعقيدات الملف اليمني، يرى مراقبون أن الخطوة الروسية، إلى جانب الزيارات الأوروبية المتكررة لعدن، تمثل بداية مرحلة جديدة في مستوى الحضور الدولي داخل العاصمة المؤقتة

ويعتقد هؤلاء أن موسكو — التي لا تقدم على خطوات دبلوماسية إلا بحسابات دقيقة — اختارت توقيتاً يحمل رسالة واضحة مفادها أن عدن أصبحت بيئة مناسبة لعودة البعثات الأجنبية، وأن مؤسسات الدولة استعادت قدراً من الاستقرار يسمح بالتعامل المباشر معها

ويرى دبلوماسيون أن الحضور الروسي من داخل عدن قد يشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، خصوصاً أن قرار موسكو يعكس اختباراً ناجحاً ويؤسس لمرحلة أكثر فعالية في التنسيق الأمني والسياسي، بما يعزز الحضور الدولي ويدعم الدور السياسي للعاصمة المؤقتة في المرحلة المقبلة

 عقبات في طريق الدبلوماسية اليمنية يأتي هذا الحراك الدبلوماسي المتصاعد في وقت لا تزال فيه بعض القوى الدولية تتلقى رسائل سلبية بشأن الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي ومستوى أداء الحكومة، وهو ما ينعكس على تقييم المجتمع الدولي لمسار الأوضاع ويجعل بعض العواصم أكثر حذراً في الانخراط الكامل بدعم الحكومة أو توسيع حضورها في المناطق المحررة

وقد أسهمت هذه الصورة، خلال الفترة الماضية، في تباطؤ بعض المسارات الدبلوماسية وتردد عدد من الدول في اتخاذ خطوات أكثر انفتاحاً تجاه الحكومة اليمنية

ورغم ذلك، تواصل الدبلوماسية اليمنية عملها بصورة مؤسسية عقب إعادة تفعيل وزارة الخارجية في عدن بكامل قطاعاتها، وبجهود تُبذل في ظل ظروف مالية بالغة الصعوبة تواجه السفارات والبعثات اليمنية في الخارج؛ بدءاً من توقف صرف مرتبات الدبلوماسيين، وصولاً إلى غياب النفقات التشغيلية لأكثر من عام ونصف

وبرغم هذه التحديات القاسية، استطاعت الدبلوماسية اليمنية تحقيق مكاسب واضحة، ما يجعل ما يتحقق اليوم من تحولات في الحضور الدولي من عدن أكثر دلالة وأهمية، ويعكس قدرة الدولة على استعادة ثقة الخارج تدريجياً وإعادة ترميم علاقاتها الدولية من العاصمة المؤقتة