السعودية تبني أول ملعب سماوي في العالم بمليار دولار استعداداً لمونديال 2034

منذ 8 ساعات

أعلنت المملكة العربية السعودية عن مشروع “ملعب نيوم السماوي”، وهو أول ملعب معلق في العالم بارتفاعٍ يصل إلى 350 مترا فوق سطح الصحراء، ضمن خططها التحولية الطموحة في إطار رؤية المملكة 2030

يأتي المشروع كجزء من خطة المملكة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، التي فازت بحق تنظيمها رسميًا في ديسمبر 2024، ليكون الملعب أحد أبرز 15 منشأة رياضية جديدة يجري تصميمها في خمس مدن سعودية استعدادًا للحدث الرياضي الأضخم في العالم

  وسيبنى الملعب، الذي يُعرف باسم “NEOM Sky Stadium”، في منطقة نيوم شمال غرب المملكة، ويُتوقع أن يتكامل مع مشروع “ذا لاين” — المدينة الخطية الذكية التي تمتد بطول 170 كيلومترا وتعتبر من أكثر المشاريع الطموحة في العالم

يوُوصف “ملعب نيوم سكاي” بأنه أول “ملعب سماوي” في العالم، إذ سيستوعب نحو 46 ألف متفرج في تجربة مشاهدة فريدة تُطل على المناظر الصحراوية الخلابة من ارتفاع شاهق

ووفقا لتقارير صحف عالمية مثل Construction Review وThe Sun، فإن ارتفاع الملعب سيتجاوز برج شارد في لندن بـ40 مترا، ما يجعله علامة معمارية جديدة على الخريطة العالمية

الصور التي نُشرت للملعب والمُولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أظهرت تصميمًا مدهشًا، أشبه بالمشاهد السينمائية في أفلام الخيال، وهو ما أثار ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بين مبهورين بالرؤية السعودية ومشككين في إمكانية تنفيذ المشروع على أرض الواقع

تظهر الصورة تصميما مفاهيميا لاستاد نيوم سكاي ، وهو ساحة رياضية مقترحة في المملكة العربية السعودية استعدادا لمونديال 2034ولن يكون الوصول إلى هذا الصرح العملاق تقليديا، إذ تُخطط نيوم لتخصيص مصاعد عمودية فائقة السرعة ووحدات تنقل ذاتية القيادة لنقل الجماهير من الأرض إلى المدرجات مباشرة، في تجربة تجمع بين الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتصميم المستدام

كما سيتضمن الملعب أنظمة تبريد وتحكم مناخي ذكية تتيح الحفاظ على درجة حرارة مثالية رغم الظروف الصحراوية القاسية، إلى جانب نظام إضاءة يعتمد على الطاقة الشمسية بالكامل

وتشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع سيوفر آلاف فرص العمل في قطاعات الهندسة والبناء والطاقة النظيفة والسياحة، مما يجعله أيضا رافدا اقتصاديا ضخما للمنطقة

تصورا لملعب نيوم في المملكة العربية السعودية ، والذي يشار إليه أيضا باسم “ملعب السماء”

وهو استاد مقترح لكأس العالم لكرة القدم 2034

ملعتب نيوم السماويهذه الصورة هي عرض لاستاد نيوم المقترح ، والذي يشار إليه أيضا باسم “ملعب السماء” ، المخطط له في مدينة المملكة العربية السعودية المستقبلية ، ذا لاين

ولا يقتصر المشروع على الابتكار المعماري، بل يعكس التزام المملكة بالتنمية المستدامة

فقد أكّد مسؤولو “نيوم” أن الملعب سيعمل كليا بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، انسجامًا مع أهداف رؤية 2030 الرامية إلى التحول نحو اقتصاد أخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية

وأكد المهندس ناصر العتيبي، خبير التصميم البيئي، أن المشروع “يعكس التحول الجذري في طريقة تفكير المملكة حول التنمية الحضرية”، مضيفًا أن “الاستدامة أصبحت اليوم في صميم كل مشروع سعودي جديد، وملعب نيوم هو التتويج لهذه الرؤية الخضراء”

كأس العالم 2034

السعودية تكتب تاريخًا جديدًا للرياضة العالميةمن المقرر أن يبدأ بناء الملعب في عام 2027، على أن يُنجز بالكامل بحلول 2032، أي قبل عامين من استضافة السعودية لكأس العالم 2034، التي حصلت على حق تنظيمها رسميا في ديسمبر 2024 بعد دعمكامل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)

ويُتوقع أن يستضيف الملعب مباريات حتى ربع النهائي من البطولة، إلى جانب كونه مركزا ترفيهيا وثقافيا بعد انتهاء المونديال، يشمل مطاعم معلقة ومنصات عروض رقمية ومتاحف رياضية

ويعد المشروع جزءا من خطة أشمل لبناء 15 استادا رياضيا متطورا في المملكة، من أبرزها ملعب الملك سلمان الدولي في الرياض بسعة 92 ألف متفرج، وملعب العلا الصخري الذي سيُدمج في تكوينات جبلية طبيعية فريدة

خبراء يحذرون: طموح هندسي أم مغامرة غير محسوبة؟ورغم الإعجاب العالمي بالفكرة، عبّر خبراء هندسيون عن مخاوف تتعلق بالسلامة، خصوصًا في ما يخص الاستقرار الهيكلي للملعب على هذا الارتفاع الكبير، وآليات الإخلاء الطارئة في حال وقوع أي حوادث، فضلا عن التعامل مع الظروف المناخية القاسية في المنطقة الصحراوية

كما تساءل بعض مستخدمي المنصات الرقمية عن مدى إمكانية إدارة الحشود داخل ملعب بهذا التصميم العمودي، معتبرين أن الاعتماد الكامل على المصاعد قد يشكل تحديا لوجستيا ضخما

في المقابل، يؤكد مهندسو نيوم أن استخدام تقنيات بناء معيارية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضمن سلامة الهيكل بنسبة تفوق المشاريع التقليدية

ويعتبر محللون أن ملعب “نيوم سكاي” لا يمثل مشروعا رياضيا فحسب، بل رمزا لتحول المملكة نحو اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والسياحة والتكنولوجيا

ويأتي هذا المشروع في سياق استثمارات سعودية متزايدة في الرياضات العالمية مثل الفورمولا 1 والملاكمة والدوري السعودي للمحترفين، ما يعزز مكانة المملكة كمركز متنام للتميز الرياضي عالميا

وبعد البطولة، من المتوقع أن يتحول “الملعب السماوي” إلى وجهة ثقافية وترفيهية متعددة الاستخدامات، وربما موطنا لناد كروي جديد ضمن مشروع نيوم العملاق

يرى المراقبون أن ملعب نيوم سكاي ليس مجرد مشروع رياضي، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الثقة السعودية، حيث تلتقي التكنولوجيا والفن والخيال الهندسي في نقطة واحدة

فبينما يشكك البعض في إمكانية التنفيذ، يرى آخرون أن المملكة أثبتت خلال السنوات الأخيرة أنها قادرة على تحقيق ما كان يبدو مستحيلا — من مدينة ذا لاين إلى مشروع البحر الأحمر، وصولا إلى الملعب الذي يلامس الغيوم

وسواء تم النظر إليه كـ معجزة هندسية أو رهان جريء، يبقى هذا المشروع شاهدا على تحول المملكة إلى قوة إبداعية تبني المستقبل فوق السحاب

تصورا لملعب نيوم في المملكة العربية السعودية ، والذي يشار إليه أيضا باسم “ملعب السماء”

إنه مكان مقترح لكأس العالم لكرة القدم 2034

 وكما وصفه أحد المحللين البريطانيين: “هذا ليس ملعبا، بل رسالة تقول إن المستقبل قد بدأ بالفعل من قلب الصحراء السعودية”