السعودية تدفع أموالاً باهظة للاعتداء على اليمن لهذا السبب

منذ 2 سنوات

دفعت المُساندة السعودية للإماميين ثوار سبتمر لطلب النجدة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فأمدهم الأخير بسرية، ثم عززهم بـ 70,000 مُقاتل؛ وهو الأمر الذي دفع الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى القول بأنَّه - أي ناصر - قد خطى خطوة في الظلام!   ====================================وإلى جانب اعتراف مصر بالنظام الجمهوري 28 سبتمر 1962م، اعترفت سوريا، وقبلها الاتحاد السوفيتي، ثم تونس (سحبت اعترافها فيما بعد)، والجزائر، والعراق، والسودان، ولبنان، ولم ينته ذلك العام إلا باعتراف أكثر من 30 دولة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية إحداها

     والمُفارقة العجيبة أنَّه وفي نفس اليوم الذي وصل فيه الأمير الحسن بن الإمام يحيى إلى السعودية، قادمًا من أمريكا، وصل الدكتور عبدالرحمن البيضاني إلى اليمن 29 سبتمبر 1962م، قَادمًا من مصر، حَاملًا معه حُزمة قَرارات سيادية جَعلته في الصَدارة، وحلَّ بموجبها نائبًا للعميد عبدالله السلال في رئاسة مجلس القيادة، ورئاسة مجلس الوزراء

 صار بعودة الدكتور البيضاني والأمير الحسن اللاعب الخارجي هو المُتحكم الرئيس بالمشهد، وساهمت مِزاجية ذلك اللاعب في تعميق الفجوة بين الفرقاء، كما كان لحالة اللاوفاق الجمهوري والوفاق الإمامي خِلال الثلاث السنوات الأولى للحرب، أثره البارز في ترجيح كفة الأخيرين

     ناصبت السعودية الثورة السبتمبرية العداء من أول لحظة، وتبنى مجلس وزراءها تشكيل لجنة خاصة رأسها الأمير سلطان بن عبدالعزيز (مسؤول الملف اليمني)، أدارت سياستها الانتقامية بدقة، وأوجدت عددًا كبيرًا من العملاء والمُرتزقة، وأمدت الإماميين بالمال والسلاح، وساعدتهم على إنشاء مَراكز قيادة لهم في نجران، وأكد طياروها السبعة الذين انشقوا وتوجهوا في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 1962م بطائراتهم إلى مصر حقيقة تورطها

     كما أنَّ مَواقف وتَصريحات نائب رئيس الجمهورية الدكتور البيضاني النارية، زادت الطين بلة، فهو لم يَكن فقط ضد التفاهم مع السعودية، مُعارضًا لرؤية العقلاء حول هذه الجزئية؛ بل قال أنَّ هدف مصر تصفية الحساب معها، وإنهاء القواعد الأمريكية في أراضيها!  يُضاف إلى ذلك البيانات الحماسية التي كانت تذيعها إذاعة صنعاء بين الفينة والأخرى، والتي ما فتئت تُبشر بقيام جمهورية الجزيرة العربية! * الصورة للدكتور عبدالرحمن البيضاني، وبجانبه الشيخ سنان أبو لحوم مُصافحًا المشير عبدالحكيم عامر، في الأيام الأولى للثورة السبتمبرية المجيدة

 كتبه/ بلال الطيب