السكن في الدكاكين.. معاناة طلاب الجامعة في تعز
منذ سنة
تعز- هائل الفقيه :يجد الآلاف من الطلاب الجامعيين في العديد من المحافظات اليمنية صعوبة بالغة في الحصول على سكن نظرا لقلة الشقق أو المساكن الخاصة بالطلاب والظروف الاقتصادية البائسة للعديد منهم
في محافظة تعز، يلجأ العديد من الطلاب إلى استئجار دكاكين للعيش فيها، حتى وإن كانت تلك الدكاكين ليس لها دورات مياه
يسكن ثمانية طلاب جامعيين في دكان بمدينة تعز، ويدرسون تخصصات مختلفة في كليات ومعاهد المدينة
يشكو جميعهم من صعوبة العيش في تلك الدكاكين، ويعتبرون السكن في الدكان معاناة كبيرة
يقبلون العيش في تلك المعاناة لأنهم يرون أن عدم الالتحاق بالتعليم خسارة لا يمكن تعويضها
شهاب مهيوب، طالب جامعي، تخصص محاسبة، في مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد”: “أبي لايعمل بسبب تعرضه لأزمة نفسية شديدة منذ سنوات، بسبب تزايد الالتزامات المالية عليه، وأنا أكبر أفراد أسرتي، أدرس وأشتغل، وقد اضطررت للسكن في هذا الدكان بالرغم أنه لا يصلح للسكن لفترة طويلة، ولكن تقبلنا هذا الوضع، بسبب انعدام الشقق وغلائها، وعدم قدرتنا على دفع الإيجارات”
عبدالسلام أحمد، طالب جامعي، تخصص تمريض، يقول لـ “المشاهد” إنه لا يملك المال لاستئجار شقة أو غرفة في مدينة تعز، ويعتقد إنه لن يكمل دراسته إذا استسلم لهذه المعاناة
يشير أحمد إلى أن والده خرج يبحث عن عمل بعد اندلاع الحرب، ولكنه لم يعد حتى اليوم، وليس لأحمد دعم مالي من أسرته
يضيف: “أواصل دراستي رغم كل الصعوبات التي تقف أمامي، وأسكن في هذا الدكان رغم صعوبة العيش فيه
سنصبر وسنتحمل من أجل تحقيق أهدافنا”
أكدت الحكومة اليمنية، ارتفاع نسبة الفقر في البلاد، إلى 80 % وانكماش الاقتصاد بنسبة 50 %، في ظل الصراع الذي يشهده اليمن منذ 9 سنوات
قال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني واعد باذيب، في يوليو هذا العام إن نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى 60 % من السكان، وهناك 80 % من السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية
أزمة المصروف اليومي والسكنموانس محمد، طالب جامعي في مدينة تعز، يرى أن السكن في دكان كان الحل الوحيد لكي يستطيع إكمال دراسته الجامعية
يقول لـ “المشاهد”: “أنا وبعض زملائي لا نستطيع دفع إيجار شقة، فأبي يعمل مدرس في القرية، وبالكاد يستطيع أن يشتري براتبه المواد الغذائية الضرورية، ويعطيني القليل من المال الذي لايكفيني لمواجهة مصروفاتي الأساسية
وبسبب ارتفاع الأسعار وتزايد الصعوبات المالية، فكرت بالتوقف عن الدراسة والذهاب للبحث عن لعمل، لكن زملائي شجعوني على الاستمرار”
عبدالعليم ابراهيم، طالب جامعي آخر، يقول: “أبي يعمل كمزارع في القرية، ولايستطيع توفير الدعم المالي اللازم لدراستي، لكني صبرت على الظروف الصعبة من أجل مواصلة الدراسة الجامعية
عانينا في هذا الدكان كثيرا، خصوصا في العام الماضي، وهي السنة الأولى لدراستي بسبب عدم وجود دورة مياه
هذا العام تم بناء دورة المياه داخل الدكان، ومع ذلك، لا زال العيش في الدكاكين لا يناسبنا كطلاب جامعيين”
أسباب اقتصاديةإبراهيم علي، باحث اقتصادي، يقول إن العديد من الطلاب يستأجرون دكاكين للعيش فيها، حيث يوضح هذا الأمر الوضع الاقتصادي الصعب لملايين الأسر في اليمن
يقول إبراهيم لـ “المشاهد”: “تسببت الحرب التي بدأت عام 2015 بانعدام فرص العمل، وتراجع الدخل، وزيادة التضخم، وضآلة أو توقف رواتب الموظفين
بحسب علي، كل هذه الأحداث مثلت ضربة مؤلمة للاقتصاد، وخلقت ظروف معيشية بائسة للكثير من المواطنين في تعز واليمن عموما”
يضيف: “الوضع الاقتصادي في البلاد هو ما جعل الكثير من المواطنين لا سيما الطلاب، أن يتقبلوا السكن في دكاكين، بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجارات الشقق”
فهد نعمان، محام في مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد” إن السلطة المحلية قررت منع رفع الإيجارات أو اجبار المستأجرين على الخروج إلا في حال رفض المستأجر دفع الإيجار، وكان لك بهدف التخفيف من المعاناة التي يواجهها العديد من المواطنين
يختم نعمان حديثه، ويقول: “مدينة تعز عانت من الحرب والحصار ومازالت، وبسبب ذلك، لم يحدث توسع عمراني واسع، ما جعل تواجد الشقق فيها أمرا معقدا”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير