العثور على تمثال امرأة يمنية بعد 55 عاما من اختفائه خارج البلاد
منذ 11 ساعات
كشف الباحث اليمني المتخصص في علم الآثار، عبدالله محسن، عن تمثال أثري نادر من آثار اليمن القديمة، غادر البلاد قبل أكثر من خمسة عقود، وتم تداوله في مزادات ومعارض فنية مرموقة حول العالم، في ظل تزايد عمليات تهريب وبيع الآثار اليمنية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد
وقال محسن، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، إن التمثال يعود إلى شخصية نسائية بارزة من مدينة تمنع في مملكة قتبان القديمة، ويُعد من أبرز التماثيل الكاملة المصنوعة من المرمر المعروفة حتى اليوم
ويعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي قبل نحو 2300 عام، وهو تمثال يدمج بين المرمر والبرونز، ويتميز بتفاصيل دقيقة ومكونات محفوظة بشكل استثنائي، ما يجعله من أندر القطع الأثرية اليمنية المعروضة عالمياً
وبحسب المعلومات التي أوردها محسن، فقد غادر التمثال اليمن إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم انتقل لاحقًا إلى سويسرا، قبل أن يُعرض في معرض باد لندن الشهير الذي أُقيم في ساحة بيركلي بين 2 و8 أكتوبر 2017
ويُعد هذا المعرض من أبرز الفعاليات الفنية المتخصصة بالقطع الأثرية، ويُنظمه تاجر التحف الفرنسي الشهير باتريك بيرين
كما يُعتبر باد لندن المعرض التوأم لـباد باريس، الذي يقام سنويًا في حديقة التويلري بباريس
ووفقًا لوصف مؤسسة فينيكس للفن القديم التي عرضت التمثال، فإن القطعة تُعد أكمل تمثال من المرمر معروف حتى الآن، ويتميز بشعر ومجوهرات من البرونز لا تزال محفوظة في مواضعها الأصلية
وفي وصفه الفني، أوضح الباحث عبدالله محسن أن التمثال يُجسد امرأة تقف بثبات مرتدية تاجًا وقلادة وأساور وأقراطًا، وتظهر الذراعان مثنيتين إلى الأمام، في وضع تعبّدي
ويبرز الشعر المصنوع من البرونز، والمصمم على شكل ضفيرة خلفية، بدقة لافتة
أما العينان، فقد رُصعتا بمادة داكنة (يُعتقد أنها بيتومين)، ونُحت بياضهما وحُفرت الحدقتان بعناية، ما أضفى ملامح هادئة ومليئة بالوقار على الوجه
وأشار إلى أن اليد اليمنى ممدودة واليسرى تمسك شيئًا غير محدد، في مشهد رمزي يعتقد أنه يُظهر التمثال في هيئة ملكة عابدة
كما بيّن أن التناقض بين دقة ملامح الوجه وبساطة النحت في باقي الجسم يعد سمة بارزة في فن النحت اليمني القديم
وأضاف محسن أن التمثال يُمثل نموذجًا لفن النحت الجنائزي في جنوب الجزيرة العربية، حيث عُثر على كثير من التماثيل المشابهة في مواقع المقابر، وغالبًا ما ارتبطت بصور الموتى، ووضعت بالقرب من القبور أو على شواهدها