العمل الإعلامي الميداني… تحديات تواجه الصحفيات في اليمن
منذ سنة
تعز – أسامة فرحان:“في إحدى المرات ذهبتُ لتغطية حفل لخريجين من طلاب قرآن كريم، ولكن تفاجأتُ بمنعي من التغطية من قبل أحد مسؤولي الحفل، وقال لي بصريح العبارة: “لا نرغب في وجود تغطية إعلامية نسائية في هذا الحدث!”، بهذه الكلمات تلخص الصحفية اليمنية عبير عبدالله جزءًا من التحديات التي تواجهها أثناء عملها الميداني
وتتابع عبير، وهي صحفية ومراسلة قناة اليمن الحكومية، خلال حديثها لـ”المشاهد”، أن تفكير البعض في عدم قبول المرأة في العمل الميداني الإعلامي، يأتي من تفكير قائم على خلفية ثقافية سلبية تجاه المرأة، وهو عائق كبير أمام تعزيز دور المرأة في المجتمع من خلال العمل في الإعلام أو في أي مجالات أخرى، حسب تعبيرها
وتضيف أن مثل هذه التصرفات تأتي في إطار التمييز القائم على النوع الاجتماعي، فلو كان الصحافي الميداني رجلًا، لما وجد تحديات ومعوقات كما تواجهها الصحفيات
صعوبات كثيرةالصعوبات التي تواجهها الصحفيات اللاتي يعملن مراسلات في الميدان، وبخاصة في ظل الحرب، كثيرة، ومن أهم هذه الصعوبات مشكلة تنقل الصحفية في تغطية الأحداث ميدانيًا من ناحية أمنية، والكثير من الصحفيات أثر عليهن هذا الأمر سلبًا مع الجهة الإعلامية التي يعملن معها، كون أن هناك أحداثًا لم يستطعن تغطيتها بسبب الكثير من المعوقات الأمنية، أو أنه تم تغطية هذه الأحداث بشكل متأخر، نتيجة صعوبة الوصول لمكان الحدث، حسب عبير
وتضيف: “أثناء تغطيتي لأحداث إحدى مناطق النزاع، تعرضت لاعتداء بذيء، وتعرضت للسب والقذف، وذلك بسبب كوني امرأة صحفية”
وعن التحديات والصعوبات التي تواجه الصحفيات في مناطق النزاع، تقول الصحافية ومراسلة قناة عدن الفضائية نعائم خالد، إنها تتعرض للعديد من الصعوبات أثناء تغطيتها في تلك المناطق، من بينها صعوبة قبول وجود امرأة لأخذ المعلومات والتصريحات، حيث إنها تواجه تحفظًا من قبل بعض الأشخاص الذين لا يرون مناسبًا لامرأة أن تقوم بهذا العمل
وتضيف نعائم في حديثها لـ”المشاهد” أن هذا الأمر يؤثر سلبًا على قدرتها وقدرة الصحفيات بشكل عام، على تقديم تقارير موثوقة وشاملة، إذ يقيدهن عدم قدرتهن على الوصول إلى المعلومات المهمة والتصريحات الرسمية، وقدرتهن على تقديم الحقيقة بشكل كامل وموثوق
في السياق، تقول الإعلامية سالي المخلافي، عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها: “واجهت العديد من التحديات أثناء عملي الميداني، تتمحور أبرزها حول رفض الكثير من الناس وجود امرأة كمراسلة أو إعلامية عمومًا، ولطالما تعرضت للشتم والسب من بعض الأشخاص من منطلق متشدد”
وتضيف المخلافي في حديثها لـ”المشاهد”، أن الأمر لم يقتصر على السب والشتم، مشيرة إلى أن سيارتها تعرضت للاحتراق على أيدي أشخاص مجهولين، بسبب رفضهم واستيائهم من عملها في شهر مارس الماضي
وتتفق كل من سالي وعبير، أن تعامل المجتمع مع الصحفية يختلف تمامًا عن تعامله مع الرجل، نظرًا للفروقات الثقافية والخلفية والعادات التي تحكمه، مما يجعلها تواجه صعوبة في قبول النساء في العمل الميداني بشكل كبير
يشار إلى أن هناك العديد من الصحفيات اليمنيات اللواتي تعرضن لانتهاكات عديدة، أدت بعضها إلى القتل، منها الصحفية اليمنية رشا عبدالله الحرازي التي استهدفت في نوفمبر 2021، في العاصمة المؤقتة عدن، بعبوة ناسفة هي وزوجها الصحفي محمود العتمي، ونتج عن هذا الاستهداف مقتل الصحفية رشا وجنينها، وإصابة زوجها بجروح بالغة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير