العمل في العيد.. دوافع وأسباب

منذ 2 سنوات

صنعاء – يحيى العكوري العديد من المحلات في صنعاء لا تغلق أبوابها أيام العيد، ويحرص مالكوها والعمال فيها على مواصلة العمل، دون الاهتمام بالتنزه والإجازة وقضاء وقت طويل مع الأهل والأصدقاء

البعض يرى أن العيد فرصة لتحقيق المزيد من الدخل، وآخرون لا يتركون أعمالهم بسبب شغفهم الشديد بها

معظم البقالات والمطاعم في صنعاء تفتح أبوابها منذ اليوم الأول من العيد، وتحقق مبيعات عالية مقارنة بالميعات التي تحققها في الأيام العادية

خلال أيام العيد، تزيد احتياجات العائلات التي تطلبها من البقالات، وتذهب المئات من الأسر إلى المطاعم لتناول وجبة الغداء، لتكسر الروتين وتحتفل بالعيد

رمزي الريمي، نجل مالك سوبر ماركت في صنعاء، يقول لـ«المشاهد»: “لا نغلق السوبر ماركت أبدًا، سواء في العيد أو غيره

نعمل على مدى أربع وعشرين ساعة، ويكون هناك مناوبة للعمال”

لا يعتقد رمزي أن العيد يعني اللعب أو ترك العمل، ويرى أن سعادته أكبر عندما يكون في العيد والعمل

البعض من أصحاب المحلات أو الخدمات يرون أن تغيبهم عن العمل في العيد قد يتسبب لهم بضياع الزبائن، وهذه الخسارة تخدم منافسيهم

يقول أحد ملاك المطاعم الكبيرة في صنعاء: “نفتح المطعم أيام العيد وفاءً لزبائننا، والعيد أيضًا موسم لزيادة الدخل”

ويضيف: “إذا أغلقنا المطعم في هذه الأيام سنخسر رصيدنا وسمعتنا التي بنيناها خلال سنوات في ظل تنافس كبير مع مطاعم أخرى؛ لذلك نحرص على الحفاظ على سمعتنا وحضورنا

لدينا عمال مناوبون يعملون بالمناوبة، وعندما تنتهي أيام العيد، نمنح العمال أسبوعًا إجازة تناوبًا بينهم حتى لا يتعطل العمل”

أسباب متعددة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، تعيش البلاد في أزمة اقتصادية نظرًا لقطع المرتبات، وانحسار الصادرات من النفط والغاز، وهروب المستثمرين

خلال السنوات الماضية، ارتفعت نسبة البطالة، وزادت أعداد الفقراء، وأصبح الحصول على لقمة العيش أمرًا بالغ الصعوبة للملايين من الأسر

لبيب منصور، 35 عامًا، يعمل في كافتيريا بصنعاء، ولم يسافر إلى أهله لقضاء العيد معهم

يقول منصور لـ« المشاهد» إنه لم يتمكن من السفر بسبب التكاليف الباهظة، وقرر البقاء بعيدًا عن الأهل والعمل

ويضيف: المبالغ التي كنت سأصرفها أثناء السفر، أرسلتها للأهل، وهذا أفضل لي ولأسرتي”

العيد موسم الربح، بحسب خالد الخامري، مالك مركز خدمات السيارات بصنعاء، إذ يقول: “هذه الأيام فرصة نعوض فتور العمل

في الأعياد الكثير من السواقين يغيرون زيوت مركباتهم، وينظفون سياراتهم

الكثير من أصحابنا يغلقون العمل، ولهذا يكون العمل عندنا أفضل”

سليم البكالي، موظف في شركة صرافة، يقول لـ«المشاهد» إنه مستعد للعمل بالعيد إذا كان هناك حافز مادي إضافي، مشيرًا إلى أنه لا يريد الغياب عن أهله ومحبيه في مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة والمهمة، لكن الحاجة تجعل الكثير على استعداد للعمل حتى في إجازة العيد

الحصول على مكافأة مالية قد يكون حافزًا لبقاء الكثير في أعمالهم طوال أيام العيد، لكن هذا الحافز لا ينطبق على الجميع

البعض لا يجد الراحة والاستقرار إلا في مكان عمله بغض النظر عن المكاسب المادية

تاجر أقمشة في سوق الملح بصنعاء القديمة يقول لـ«المشاهد»: “لا أجد الراحة إلا في مكان عملي، وهو أفضل مكان أشعر بالراحة فيه”

لا يجد ذلك التاجر المتعة في التنزه أو السفر أو البقاء في المنزل لساعات طويلة أيام العيد

ويختم: “بالنسبة للأهل، الحمد لله، كل شيء موفر لهم ليفعلوا ما يريحهم ويتنعموا، وأنا لا أبخل عليهم، لكن راحتي هنا، بمكان عملي”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير