القمامة تخنق تعز
منذ 4 ساعات
تعز- عبد الملك الأغبريتحولت مدينة تعز خلال الأيام الماضية إلى لوحة قاتمة من الفوضى البيئية، بعد أن غابت عنها عربات النظافة
وتكدست القمامة في أحيائها وشوارعها، وسط صمت رسمي وعجز واضح عن التعامل مع الأزمة
يأتي هذا التدهور بعد إعلان عمال وموظفي صندوق النظافة والتحسين في تعز إضرابًا مفتوحًا عن العمل؛ احتجاجًا على جريمة اغتيال مديرة الصندوق الدكتورة افتهان المشهري؛ وللمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة
الإضراب الذي بدأ كصرخة احتجاج على حادثة الاغتيال، تطور ليكشف هشاشة البنية الإدارية والخدمية في مدينة تقف منذ سنوات على حافة الانهيار
في ظل تراكم النفايات بشكل يومي، بدأت تظهر روائح كريهة وسحب من الذباب والحشرات، لا سيما بجانب الأسواق والمدارس؛ ما ينذر بموجة أمراض، خاصةً مع بدء العام الدراسي الجديد
يقول سمير أسعد، مدير مدرسة ناصر الأساسية، لـ”المشاهد”: “تحدثنا ذات مرة مع الدكتورة افتهان المشهري بخصوص براميل القمامة المتواجدة أمام المدرسة لنقلها إلى مكان آخر
وكانت متجاوبةً معنا ومتفاعلة مع الموضوع
وسعت لنقل برميل القمامة من أمام المدرسة لما يشكّله من خطر صحي مباشر على الطلاب
لكن للأسف
قُتل حلم تعز النظيف قبل أن يتم نقلها”
يضيف: “لدينا (1271) طالبًا من الصف الأول حتى التاسع، والروائح الكريهة المنبعثة من النفايات تصل إلى الفصول، خاصةً مع تكدس القمامة بعد إضراب عمال النظافة هذه الأيام؛ ما يشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة أبنائنا الطلاب، وتحديدًا طلاب الصفوف الأولى الذين تكون مناعتهم أضعف”
وقال “إن طلاب المدرسة يعيشون اليوم في بيئة ملوثة، ووصلت الروائح الكريهة إلى داخل الصفوف
وغياب النظافة لا يعني سوى حضور الخطر، خصوصًا على طلاب الصفوف الأولى الذين هم أكثر عرضة للأمراض
”سمير أسعد، مدير مدرسة ناصر الأساسية: إن طلاب المدرسة يعيشون اليوم في بيئة ملوثة، ووصلت الروائح الكريهة إلى داخل الصفوف
وغياب النظافة لا يعني سوى حضور الخطر، خصوصًا على طلاب الصفوف الأولى الذين هم أكثر عرضة للأمراض
”في السوق المركزي بشارع جمال، أو في المدينة القديمة، أو أي مكان آخر تصادفك أكوام النفايات وقد غزت الأرصفة
وتجمعت حول أبواب المدارس والمستشفيات والمرافق العامة
أما في سوق اللحوم، بشارع التحرير الأعلى فتنبعث روائح خانقة من مخلفات اللحوم والجلود وغيرها منذ أيام، وسط حركة بشرية كثيفة هناك
زهرة سعيد (50 عامًا) تقول خلال حديثها لـ”المشاهد”: “كنا نستيقظ صباحًا ونفتح النوافذ ليتجدد الهواء وتدخل الشمس
لكن الآن لا نستطيع ذلك، فالروائح الكريهة تهاجمنا أولًا بأول، حتى منازلنا لم تعد آمنة من التلوث، لم نعد نعرف أين نلجأ من هذا الخراب اليومي”
زهرة تختصر حال آلاف الأسر في المدينة، التي لم تعد تعاني من الحصار وسوء الخدمات -رغم قِلَّتِها- بل أصبح الجميع في حرب يومية مع القمامة والروائح أيضًا
الدكتور عمار الأغبري، أخصائي الصحة العامة في مدينة تعز، حذّ من عواقب استمرار الوضع هذا البيئي
وقال لـ”المشاهد”: “تراكم النفايات في الأحياء يشكل بيئةً خصبةً لتكاثر الذباب، والبكتيريا، والبعوض ومسببات الأمراض التنفسية والمعوية
وأضاف: الوضع يتطلب استجابةً عاجلةً وتشكيل لجنة استجابة عاجلة، خاصةً إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن
”الدكتور عمار الأغبري، أخصائي الصحة العامة في مدينة تعز: تراكم النفايات في الأحياء يشكل بيئةً خصبةً لتكاثر الذباب، والبكتيريا، والبعوض ومسببات الأمراض التنفسية والمعوية
وأضاف: الوضع يتطلب استجابةً عاجلةً وتشكيل لجنة استجابة عاجلة، خاصةً إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن
”وحتى الأحد 21 سبتمبر سجلت السلطات الصحية في مدينة تعز 107 حالات مصابة بالإسهال المائي، حسب مدير الترصد الوبائي في محافظة تعز، ياسين الشريحي في خبر نشره “المشاهد” أمس الاثنين
ويشير نمط عدد الحالات المسجلة بالإسهال إلى ارتفاع العدد كل يوم عن سابقه إذ زاد عدد الحالات المسجلة من 21 حالة/يوم في الجمعة إلى 48 حالة في يوم الأحد، وفقا لحديث الشريحي
ولا شك أن تكدس القمامة واستمرار تراكمها في الشوارع والأحياء في مدينة تعز هو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الاسهال بين السكان، بحسب الشريحي
سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير