القنشع.. المنقذ الذي يزحف إلى الصيادين في موسم هيجان البحر بسقطرى
منذ 5 ساعات
على سواحل سقطرى، حيث تجتاح الرياح الموسمية البحر وتفرّ الأسماك إلى أعماقه البعيدة، يعيش الصيادون أيامًا قاسية يندر فيها الصيد وتخلو فيها الشباك لكن في لحظة يأس، يطل القنشع، ذاك المخلوق البحري الصغير، كمنقذ غير متوقع، يزحف نحو أقدام الصيادين بدل أن يهرب منهم، وكأنه يعرف أنهم في حاجة إليه
في هذه الأيام العاصفة، يتحول القنشع إلى سيد المائدة السقطرية، يملأ الأطباق بطعمه المالح ورائحته التي تحمل شيئًا من البحر وشيئًا من الأمل
بالنسبة لأهالي الجزيرة، ليس مجرد كائن بحري، بل رسالة من الطبيعة بأن الخير قد يأتي زاحفًا، حتى في أقسى مواسم الجوع
ويحكي الصيادون أن لحظة ظهور القنشع وسط العواصف أشبه بعودة الحياة إلى الجزيرة، إذ يتجمع الصادون لالتقاطه في مشهد يعيد الدفء إلى القلوب
النساء ينهمكن في تنظيفه وطهيه بطرق تراثية، فيما يتبادل الرجال قصص البحر التي تتناقلها الأجيال
ومع كل موسم رياح، يترقب السكان قدوم القنشع كما يترقب المسافر الغائب
فهو ليس فقط طعامًا يسد الرمق، بل طقسًا اجتماعيًا يوحد الجزيرة في مواجهة قسوة البحر، ويذكرهم بأن الطبيعة، رغم قسوتها، تمنحهم دائمًا نافذة للنجاة