المحويت: مدرسةٌ آيلة للسقوط على رؤوس الطلاب

منذ 7 ساعات

المحويت- عبده بليشةتأسست مدرسة النجاح بمديرية حفاش، محافظة المحويت، عام 1980

وباتت منذ ذلك الحين منارةً للتعليم والمعرفة في المنطقة، وبيتًا يحتضن أكثر من 500 طالبٍ وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية

وتُغطي خدماتها التعليمية عزلة بني زحيف في مديريات حفاش بشكل كامل

لكنها اليوم تواجه واقعًا مأساويًا نتيجة الإهمال وغياب الصيانة بعد أن غزتْ التشققات جدرانها وأسقفها الخشبية

وتحولتْ إلى هياكل متآكلة بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت في الفترة الأخيرة؛ ما شكّل تهديدًا بسقوط أجزاءٍ من المبنى على رؤوس الطلاب والمعلمين

 وفي ظل هذا الوضع المقلق، يعيش الطلاب الخوف والقلق يوميًا داخل فصولٍ لم تعد آمنةً

فلا يستطيعون التركيز في دروسهم

ويقضون ساعاتهم الدراسية وهم يراقبون السقف المتهالك خشية انهياره في أي لحظة

يقول الطالب محمد عبدالسلام، (14 عامًا): “مع شروق شمس كل يوم أدخل الفصل وأنا خائف من سقوط السقف فوقنا

لم أعد أشعر بالأمان، ولا أركز على ما يقوله المعلم أو ما يكتبه على السبورة”

ويضيف: “أنظر دائمًا إلى الأعلى وأحاول أن أجد مكانًا آمنًا، وأحيانًا نضطر للجلوس على الأرض لأن المقاعد متهالكةٌ أيضًا

لن أخسر حياتي هنا في مدرسةٍ مدمرة؛ كأنها من بقايا حرب، ما دامت الجهات المسؤولة لا تعيرها أي اهتمام”

أما الطالبة دعاء السبائي (13 عامًا) فتقول بنبرة حزن: “أحلم بأن يكون لدينا فصول جديدة وأسقف ثابتة مثل مدارس العالم”

وتتساءل: “لماذا التقصير بحقنا كأطفال إلى هذه الدرجة؟ ما ذنبنا؟”

نريد أن نتعلم فلا تحرمونا بعدم اهتمامكم بترميم مدرستنا

لم نعد نستطيع مواصلة التعليم وكل ما حولنا وفوقنا غير آمن

الأمطار الأخيرة جعلت الوضع أسوأ، والجدران المشققة تجعل كل درس تجربةً مخيفة”

الطالبة دعاء السبائي، مدرسة النجاح، حفاش: أحلم بأن يكون لدينا فصول جديدة وأسقف ثابتة مثل مدارس العالم”

وتتساءل: “لماذا التقصير بحقنا كأطفال إلى هذه الدرجة؟ ما ذنبنا؟”

نريد أن نتعلم فلا تحرمونا بعدم اهتمامكم بترميم مدرستنا

لم نعد نستطيع مواصلة التعليم وكل ما حولنا وفوقنا غير آمن

يشير المعلم عبدالله حسين، أحد معلمي المدرسة منذ عقود، “لسنواتٍ طويلة ونحن نحاول تقديم أفضل ما لدينا للطلاب

لكن الخوف يسيطر عليهم كثيرًا خاصةً في أوقات سقوط الأمطار

حين نسمع صوت سقوط أجزاء من السقف ونضطر إلى التوقف عن التدريس

المدرسة بحاجةٍ ماسةٍ إلى ترميمٍ عاجل، وإلا ستتحول الفصول إلى أماكن خطرة لا يمكن الدخول إليها”

من جهته، يقول المعلم أحمد عيسى: “ما زاد الطين بلة هو نقص الدعم ليس فقط في مدرسة النجاح بحفاش بل في مدارس أخرى بالمديرية، رغم أنها تمثل عمود التعليم الأساسي

في مدرستنا أشاهد كل يوم طلابًا يدرسون بين الخوف والقلق؛ وهذا أثّر بالفعل على تحصيلهم العلمي وكسر الروح المعنوية لنا كمعلمين ولهم كطلاب”

ويضيف عيسى: “في موسم الأمطار نضطر إلى إيقاف التدريس أحيانًا خوفًا على حياتنا وحياة الطلاب

فصوت تساقط الأمطار على الأسقف المتهالكة كفيل بأن يزرع الرعب في القلوب”

ويتابع: “بعض الفصول تغمرها المياه، ونضطر لإخلائها على عجل خشية سقوط الجدران أو الأسقف في أي لحظة

ونحاول قدر الإمكان حماية الطلاب ونقلهم إلى أماكن أكثر أمنًا

لكن كل ما نقوم لا يعدو عن كونه حلولًا مؤقتة أمام مبنى لم يعد صالحًا للتعليم”

من جانبه، يقول مدير المدرسة الأستاذ بكر جابر: “أستعرض الوضع الحالي للمدرسة وأشعر بالقلق الكبير على حياة الطلاب والمعلمين

المدرسة بُنيت قبل أكثر من أربعين عامًا ولم تخضع لأي صيانة شاملة منذ تأسيسها

ومع هطول الأمطار الأخيرة ظهرت تشققات جديدة في الجدران وتهالك كبير في الأسقف؛ مما يزيد من المخاطر اليومية على أبنائي وبناتي الطلبة”

مدير مدرسة النجاح، حفاش، بكر جابر: أستعرض الوضع الحالي للمدرسة وأشعر بالقلق الكبير على حياة الطلاب والمعلمين

المدرسة بُنيت قبل أكثر من أربعين عامًا ولم تخضع لأي صيانة شاملة منذ تأسيسها

ومع هطول الأمطار الأخيرة ظهرت تشققات جديدة في الجدران وتهالك كبير في الأسقف؛ مما يزيد من المخاطر اليومية على أبنائي وبناتي الطلبة”

ويضيف مدير المدرسة: “عدد الطلاب الآن حوالي 500، وهم يدرسون في خوفٍ دائم، ناهيك عن الذين تركوا الدراسة بسبب الوضع

وأعمل بجهدٍ كبير على توفير بيئةٍ تعليميةٍ مناسبة لكن الإمكانيات محدودة جدًا، ومن هنا أناشد وزارة التربية والمنظمات الإنسانية والمبادرات المجتمعية التدخل العاجل لترميم المدرسة وتوفير بيئةٍ آمنة للطلاب”

ومدرسة النجاح في حفاش نموذج للعديد من المدارس الريفية بالمنطقة، التي تعاني نقصًا في التمويل والإهمال الطويل في صيانة المباني التعليمية، رغم تزايد أعداد الطلبة عامًا بعد آخر

وانهيار البنية التحتية تدريجيًا؛ ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل الأطفال الذين يمثلون الركيزة الأساسية لمجتمعهم

بدوره، أطلق المجتمع المحلي نداءً للتحرك الجاد لترميم المدرسة؛ لأن الأطفال في خطرٍ كل يوم

ويشير بعض المعلمين إلى أن المجتمع المحلي حاول سابقًا جمع تبرعاتٍ بسيطة استطاعت توفير 150 كيسًا من الأسمنت؛ لترميم بعض الفصول

لكن تلك الجهود لم تكن كافية لتغطية حجم الدمار الكبير

فالمدرسة بحاجةٍ إلى مقاعد وأثاثٍ مدرسي جديد إلى جانب صيانة الفصول

ختامًا، مدرسة النجاح في حفاش ليست مجرد مبنى قديم

إنها قلبٌ حي لمجتمع صغير يسعى لتعليم أطفاله وتأهيلهم للمستقبل

والتدخل العاجل من الجهات الرسمية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية ليس خيارًا بل ضرورةً لإنقاذ حياة الطلاب وحماية مستقبلهم

فبين جدرانٍ متشققة وأسقفٍ مهددة بالسقوط ما زال أطفال حفاش يحلمون بمستقبل لا يسقط معهم

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن