الممثلة نميم ياسين لـ«المشاهد»: أدعو المستثمرين للاستثمار في الدراما

منذ 6 أشهر

تعز- فخر العزب تملك الفنانة الشابة نميم ياسين (26 عامًا)، عددًا من المؤهلات التي جعلتها تقتحم مجال الدراما اليمنية، ولتصبح خلال وقت قصير واحدة من أبرز نجوم الشاشة اليمنية

فهي تملك حضورًا باذخًا وتمتاز بكاريزما استثنائية، وقبل كل ذلك تمتلك الموهبة التي جعلتها تتقن أدوارها في المسلسلات التي شاركت فيها

ابنة الحالمة، وطالبة الحقوق بجامعة تعز لديها عديد مواهب، فهي مصممة أزياء، ورسامة، و”ميك آب آرتست”

كما ساهمت في برامج تلفزيونية مثل برنامج ”شباب القرآن” على قناة يمن شباب، ومسلسل ”دكتور خاص” الذي أنتجته قناة الجمهورية، وكذا مسرحية ”من غير مطرود” لفرقة الجند المسرحية

في مسلسل ”خارج التغطية” على قناة السعيدة كانت انطلاقتها الأولى بدور السكرتيرة ”نميم”، كما لعبت دور ”دنيا” بمسلسل ”ممر آمن”، كما لعبت دور ”سميرة” في مسلسل ”لقمة حلال”

أحكام المجتمع بين الأدوار التراجيدية والكوميدية تقدم الفنانة نميم ياسين أدوارها؛ لتكشف عن قدراتها ومواهبها في لعب الأدوار التي تجيدها من خلال الغوص بالشخصية والتماهي معها إلى أبعد الحدود

وترى نميم أن الممثلين في اليمن لا يحظون بالرعاية اللازمة؛ ما يجعل دخول مجال التمثيل مغامرة تقتضي الشجاعة والتحدي، وخاصة للمرأة

مرجعةً ذلك إلى المجتمع المحكوم بالعادات والتقاليد وثقافة العيب، بالإضافة إلى حالة الإهمال المتعمد من الجهات الرسمية للممثلين والفنانين والمثقفين

وتقول نميم لـ«المشاهد» إن “واقع التمثيل في اليمن يعاني الكثير من التحديات في ظل غياب المسرح، وقبله المسرح المدرسي الذي يلعب دورًا في اكتشاف المواهب وصقلها”

وتضيف: كما أن العائد القليل الذي يتقاضاه الممثل اليمني، في ظل موسمية الدراما المقتصرة على مسلسلات رمضانية يتم الإعداد لها خلال فترة زمنية ضيقة جدًا؛ تحول دون إبداع الممثل وقدرته على لعب دوره باحترافية

ضعف الدراما وتوضح الفنانة نميم أن من أسباب ضعف الدراما اليمنية أيضًا غياب وندرة كتاب السيناريو والقصص التلفزيونية؛ نتيجة لغياب المعاهد المتخصصة كالموجودة في مصر وسوريا مثلًا، حيث تساعد هذه المعاهد على وجود دراما متكاملة ومكتملة الأركان

كما أن قلة شركات الإنتاج؛ يتسبب بغياب المنافسة، وموسمية الأعمال الدرامية، خاصةً أن صناعة الأعمال الدرامية في اليمن تكاد تكون بلا عائد، في ظل غياب الإمكانات الفنية والمالية، حد تعبيرها

نميم لفتت إلى أن اليمن مليئة بالمواهب في حال وُجد الدعم لتبنيها وتطويرها، وهذا الأمر يقع على عاتق الجهات المسؤولة في الدولة، كوزارة الثقافة التي يجب أن تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص على الاهتمام بالمسرح وإعادة الاعتبار له

”خاصة إذا أدركنا مدى أسبقية المسرح اليمني على مستوى الجزيرة العربية، وأنه كان له السبق في قيادة العمل الثقافي، وتبني المبدعين”، تقول تميم

غياب الاستثمار وعبرت عن حسرتها على غياب الاستثمار في الدراما باليمن، وهذا يستدعي لفت نظر المستثمرين إلى مجال الإنتاج الدرامي، من خلال تبني الأعمال الدرامية، وتقديم الدعم للمبدعين، وتأهيلهم، بهدف إنتاج أعمال درامية ناجحة، يمكنها المنافسة عربيًا

وبحسب نميم فإن اليمن تمتلك مقومات النجاح، وإمكانية كسب الجمهور العربي لمشاهدة الأعمال الدرامية، وهناك تجارب يمنية نجحت في كسب المشاهد العربي مثل مسلسلي “العالية” و”ممر آمن”

نميم ترى أن الدراما بالأصل تعتمد بشكل رئيسي على إنتاج القطاع الخاص، لكن القطاع الخاص يحتاج إلى تشجيع القطاع العام الذي يشتري الأعمال الدرامية المُنتجة من القطاع الخاص، بأسعار لا تقل عن سعر التكلفة؛ ما يساهم بدخول هذه الأعمال الدرامية إلى المنافسة في السوق

ودعت إلى إمكانية استفادة القطاع العام من الأعمال الدرامية الوطنية، فالدراما مثلًا تمثل وسيلة ترويج سياحي، واليمن بلد سياحي بامتياز، وفي هذا الجانب يمكن الترويج للسياحة عبر الدراما كما هو حاصل في المسلسلات التركية

مشددةً على ضرورة وجود خطط استراتيجية مترافقة مع الاهتمام بالمسرح؛ لأن المسرح هو عمود الثقافة في أي مجتمع، والمسرح هو الأداة القادرة على خلق المثقفين في أي بلد

مبدعو اليمن وبيّنت نميم أن اليمن يملك مبدعين كالمخرج محمد فاروق الذي سخر الفن لخدمة القضايا الاجتماعية، ولعل مسلسل ”لقمة حلال” يعد من أبرز النماذج على أن الفن رسالة مسخرة لخدمة قضايا الإنسان، وسعيدة أني عملت مع مخرج بحجمه

محذرةً من غياب المسرح الوطني، الذي أدى إلى تصدر رواد وسائل التواصل الاجتماعي للمشهد، ولاحظنا سطوع أسماء تقدم نفسها كمؤثرين وفقًا لما يحصدوه من إعجابات على مقاطع التفاهة والسماجة التي لا تقدم رسالة ولا تغدو كونها أكثر من حركات ساذجة ممزوجة بكلام غالبًا ما يكون بذيئًا، ما ساهم في انحطاط الذائقة الجمعية للجمهور اليمني

كما نبهت على الوضع الصعب الذي يعيشه الفنانون اليمنيون الذي لا يختلف عن وضع بقية أبناء الشعب، حيث يسعى الفنان لتوفير لقمة العيش الكريمة

وهذا ما دفع الفنانين اليمنيين لاقتحام عالم الدعاية والإعلان، أو تقديم الحفلات والمهرجانات، خاصة أن العمل الدرامي للأسف الشديد عمل موسمي ومحصور في الأعمال التي يتم إنتاجها لشهر رمضان، بحسب نميم

وتختم الفنانة نميم ياسين حديثها مع «المشاهد» بالإشارة إلى أن هدفها القادم هو المشاركة في الأفلام السينمائية، وقالت: ”لدينا في اليمن مخرجون مبدعون في هذا المجال، على رأسهم المخرج الشاب عمرو جمال الذي يعد واحدًا من أبرز الأسماء الفنية على الساحة اليمنية، ويناقش قضايا اجتماعية هامة في أعماله؛ ما يجعل المشاركة بأحد أعماله شرفًا لأي ممثل”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير