النازحون في “الأشروح” في مواجهة البرد

منذ 13 ساعات

تعز – محمد سعيد السامعي أجبرت الحرب “حسنات عبد الله سيف” على النزوح إلى مخيم الأشروح، بمديرية جبل حبشي، محافظة تعز، جنوب غرب اليمن

مشيرةً إلى أنها قدمت من قرى القوز المجاورة لمديرية جبل حبشي

بالإضافة إلى وجود أسر نازحة عديدة قدمت إلى مخيم الأشروح من قرى مديرية مقبنة

غير أن المخيم الذي لجأت إليه حسنات برفقة أطفالها كان صادمًا، بحسب وصفها

حيث لم يجدوا فيه أبسط الاحتياجات الأساسية، وباتوا يواجهون فيه -وحيدين- زمهرير الشتاء، في مواجهة غير متكافئة

تقول: كأننا ضعنا، بعد أن خرجنا من منازلنا وتركنا مواشينا وأراضينا، ومع حلول الشتاء كل عام، تزيد معاناتنا

”قرابة 120 أسرة نازحة تعيش في مخيم الأشروح، حسب مسؤول الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المخيم، مهيب النمر

ويقول النمر في حديث مع “المشاهد” أن النازحين في المخيم يعانون الأمراض والأوبئة التي يسببها الشتاء، ويتأثر بها بشكل كبير، كبار السن والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة

النازحون في مخيم الأشروح ليسوا وحدهم يعانون مرارات النزوح

فقد أجبرت الحرب في اليمن نحو 4

5 ملايين شخص على النزوح من مناطقهم في جميع أرجاء اليمن، حسب منظمة اليونيسيف

من جانبها، تشير النازحة في ذات المخيم، فاطمة البكاري، إلى افتقارهم لأبسط الاحتياجات، كالبطانيات مثلًا التي تقيهم البرد القارس

وتقول لـ«المشاهد» إن النازحين في مخيم الأشروح متعبون، ويعانون في صمت

”كما أن وضعهم مزرٍ للغاية، حيث فقدوا كل ما كانوا يملكون، وأصبحوا ينتظرون ما تجود به المنظمات

وتزيد فاطمة: فقدنا كل شيء بسبب النزوح، ولم نعد نملك سوى “الطرابيل” الممزقة، والبطانيات المهترئة المليئة بالغبار والأتربة

”فاطمة البكاري، نازحة: فقدنا كل شيء بسبب النزوح، ولم نعد نملك سوى “الطرابيل” الممزقة، والبطانيات المهترئة المليئة بالغبار والأتربة

”مع عودة فصل الشتاء تتجدد مشكلة النازحين في مخيم الأشروح بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز

حيث يسكن النازحون خيامًا ممزقة، لا تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، وتجبرهم على افتراش الأرض والتحاف السماء، بحسب مسؤولي المخيم

ويشير القائمون على المخيم إلى أن معاناة النازحين في مخيم الأشروح ليست جديدة أو آنية

ولكنها مشكلة مستمرة يعيشها ساكنو تلك الخيام المهترئة التي مزقتها الأمطار والرياح، وآتى عليها الليل والنهار، وتآكلت بلهيب الشمس الحارقة

ويقول القائمون على المخيم، إن النازحين تحملوا الحرمان من المساعدات الإغاثية ونقص المواد الغذائية، وحتى العيش في العراء

غير أن هذه القدرة على التحمل تتلاشى بمجرد حلول فصل الشتاء، برياحه الباردة وأجوائه القارسة

حيث تنال من ساكني كافة المخيمات بمحافظة تعز وتفاقم مآسيهم

ويأتي مخيم الأشروح في مقدمة تلك المخيمات

من ناحية أخرى، يعاني النازحون من التغيرات المناخية

ففي الصيف يواجه النازحون في مخيم الأشروح الأمطار والسيول

وفي الشتاء يتصدون للبرد القارس والصقيع، حسب مسئول الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، مهيب النمر

 ويصف النمر حال ساكني الخيام بـ”المأساوي”

موضحًا أن الأطفال يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وكبار السن يعانون من الأمراض المزمنة ويفتقدون لأبسط مقومات مواجهتها

”من جهة أخرى، ليست الحرب وحدها من أدى إلى النزوح في اليمن

فالأمطار وما نتج عنها من سيول تسببت بموجة نزوح كبيرة هي الأخرى؛ نتيجة تدمير منازل المواطنين وممتلكاتهم

وبحسب تغطيات سابقة نشرها «المشاهد»، فقد أثرت الأمطار والسيول على مخيمات النازحين في محافظة تعز

حيث ضاعفت من معاناة النازحين، وتسببت بتسرب المياه إلى الخيام، وأصبح النازحون لا يستطيعون النوم داخل الخيام

وأضافوا: العواصف والرياح الشديدة المصاحبة للأمطار هي الأكثر تهديدًا على النازحين في الخيام

متمنين العودة إلى منازلهم والعيش فيها بأمان فقد اشتدت معاناتهم وزادت آلامهم دون أن يحصلوا على دعمٍ كاف

في الواقع، يفتقر مخيم الأشروح بجبل حبشي لتدخلات المنظمات الإنسانية والإغاثية، حيث تغيب المساعدات عن المخيم

ويُبيّن النمر، أن آخر ما استلمه المخيم من مساعدات كانت مبالغ مالية في شهر أكتوبر من العام 2024

علاوة على ذلك، “مخيم الأشروح بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية وكميات من الغاز

بالإضافة إلى المواد الإيوائية كالخيام و”الطرابيل” والألواح والأعمدة الخشبية “المرابيع،” حد قول النمر

موضحًا أن مخيم الأشروح بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية وكميات من الغاز

بالإضافة إلى المواد الإيوائية كالخيام و”الطرابيل” والألواح والأعمدة الخشبية “المرابيع”

مهيب النمر، مسئول في مخيم الأشروح: مخيم الأشروح بحاجة ماسة إلى مواد غذائية وإيوائية وكميات من الغاز

بالإضافة إلى المواد الإيوائية كالخيام و”الطرابيل” والألواح والأعمدة الخشبية

”وحسب مسح قام به المجلس النرويجي للاجئين فإن 80% من الأسر في المجتمعات المحلية في محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز ومأرب، لا تتناول ما يكفي من الطعام لتلبية احتياجاتها اليومية

ولهذا تقوم الأسر بتخطي الوجبات للتكيف على الوضع القائم من أجل البقاء على قيد الحياة،

وبالتالي هناك 93% من الأشخاص الذين يعيشون في النزوح لا يستطيعون تحمل تكاليف الضروريات الأساسية مثل البطانيات والمراتب وأدوات المطبخ

يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن فجوة التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية للعام 2024، وصلت نحو 47%

وتحتاج الأمم المتحدة في 2025 إلى 2

35 مليار دولار لتمويل عملياتها الإنسانية في اليمن، تم تغطية فقط 5% من هذا الاحتياج، حتى فبراير الجاري

وختاما يقول النمر أن من أسباب المعاناة في مخيم الأشروح، تتمثل في قلة الزيارات الميدانية من قبل المنظمات الإنسانية

مطلقًا مناشدةً عاجلة للشريك الإنساني لمخيم الأشروح، المجلس النرويجي للاجئين، وإلى المنظمة الدولية للهجرة، وكل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية

داعيًا إلى التدخل الطارئ والعاجل لتوفير مواد التدفئة والإيوائية، والمواد الغذائية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير