الوزاعية .. التعليم وسط الدمار

منذ 2 سنوات

تعز – لؤي سلطان :تعرض مبنى مدرسة الوفاق في مديرية الوازعية بمحافظة تعز، إلى العديد من القذائف عام 2015

مازال الدمار الذي أحدثته القذائف في تلك المدرسة، شاهدًا على بشاعة الحرب والأضرار التي تعرض لها قطاع التعليم في محافظة تعز

قبل اندلاع الحرب، كانت مدرسة الوفاق الواقعة في عزلة “حنة”، واحدة من أكثر المدارس ازحادمًا بالطلاب، وكانت تضم تسعة فصول دراسية، وتستوعب ما يزيد عن 600 طالب وطالبة

بالرغم من انتهاء المواجهات المسلحة في مديرية الوازعية، وعودة النازحين عام 2017، لم تستعد المدارس وضعها الذي كانت عليه قبل الحرب، ومازال قطاع التعليم يواجه مشكلات عدة، بما في ذلك الدمار الذي تعرضت له المدارس، ونزوج الكادر التربوي بعد أن انقطعت رواتبهم

علي الظرافي، مدير مكتب التربية والتعليم بالوازعية، يقول لـ”المشاهد”: “يوجد في مديرية الوازعية بتعز 32 مدرسة أساسية وثانوية، متوزعة على عزل المديرية الأربع، وتعرضت سبع مدارس لضرر جزئي وكلي

كانت أكثر المدارس التي تعرضت لدمار شبه كلي هي (المعقم والوفاق والغيل والميثاق)”

ويشير الظرافي إلى أن المديرية خسرت خلال الحرب العديد من الكوادر التعليمية، إذ استشهد منهم 35 معلمًا، وأُصيب 35 آخرون بمرض نفسي، إضافة إلى نزوح 15 معلمًا بسبب انقطاع رواتبهم؛ ما دفعهم إلى البحث عن مهن أخرى، وترك العملية التعليمية

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 2900 مدرسة تعرضت للتدمير أو أصيبت بأضرار جزئية أو استخدمت لأغراض غير تعليمية، منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2015

مخاوف الطلاب والأهاليتعد مدرسة الوفاق واحدة من بين 32 مدرسة أساسية، تعرضت للدمار بسبب الحرب التي شهدتها المديرية أواخر العام 2015

عبدالحليم سعيد، أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في المديرية، يقول لـ”المشاهد”: “إن الأهالي قرروا في أعقاب تحرير المديرية، استئناف العملية التعليمية، حفاظًا على الجيل من التسرب والضياع، لكن المخاوف مازالت سائدة حتى اللحظة بشأن تهاوي المبنى وسقوطه، لأن الجهات المعنية لم تقم بترميمه”

ويضيف سعيد: “لم تعد المدرسة تقدم خدماتها التعليمية كما كانت سابقًا، وشهدت تناقصًا كبيرًا في أعداد المعلمين الذين نزحوا بعد أن انقطعت رواتبهم، إضافة إلى مخاوف الأهالي بسبب مبناها الآيل للسقوط”

بعد توقف المواجهات المسلحة واستئناف العملية التعليمية في مديرية الوازعية، برزت عدة تحديات، إلى جانب الدمار الذي لحق مباني المدارس، منها نزوح المعلمين الثابتين عقب انقطاع الرواتب، ولم يبقَ منهم إلا وكيل المدرسة، فيما تعمل الآن خمس مدرسات متطوعات، بحسب سعيد

مبادرة نسائيةبالرغم من الصعوبات التي يواجهها القطاع التعليمي في اليمن، إلا أن هناك جانبًا مشرقًا، بحسب الظرافي، الذي يقول إن الطلاب في مديرية الوازعية تجاوز عددهم 12 ألف طالب، نصفهم من الفتيات، وتشهد المديرية إقبالًا كبيرًا على التعليم من قبل الفتيات، على الرغم من التحديات والعوائق التي تقف أمامهن

مع التزايد الكبير لعدد الطالبات في المديرية، بادرت العشرات من النساء لحل مشكلة نقص الكادر التعليمي، من خلال مبادرة تعاونية

يقول الظرافي: “نساء المديرية أنقذن العملية التعليمية من التوقف، إذ إن ما يقارب 110 شابات بادرن بالعمل طوعًا لتعليم الطلاب وتغطية العجز الحاصل في أعداد المدرسين، وكانت تلك الخطوة سببًا رئيسيًا في بقاء مدارس المديرية عامرة بطلابها”

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير