الوعل في الوجدان الحضاري
منذ 2 سنوات
الاحتفاء بيوم الوعل ٢٢ ذو الثابة احتفاء بالحضارة اليمنية اليمنية وخصائصها السياسية التاريخية، واعادة صياغة للشخصية اليمنية من خلال شيفرة الرمزية الحضارية، ذلك أن الوعي الجمعي للأمة اليمنية يعالج حالة كمون تاريخي طويل المدى منذ ١٥٠٠عام
وهو كامن بانتظار لحظة بعث متجددة لم يتحقق لها شروطها النفسية بعد بسبب عوامل الاختزال والاستلاب القصدي التي مورست على الأمة اليمنية قرونا بغية محو خصائصها الذاتية
في حالة أمة تعيش حالة استلاب وكمون تعد الرمزية والنمذجة شرط أبجدي في خطة البعث النفسي، لأن الإنسان في حالة النوم العميق لا يرى الواقع كاملا بحقيقته مجسدا في إدراكه، ولكنه يستطيع استذكار بعض الرموز المعبرة عن تجاربه الماضية، وهي إذ تمر على إدراكه الخامل تمنحه بعض الصور التفسيسرية للمستقبل، وحينها تتفاعل نفسيته المنكسرة مع ومضات إدراكه الرمزي مع وعيه التاريخي المتوارث في اللاشعور الجمعي، فينتج من ذلك التفاعل الكيميائي النفسي مركب الإرداة الحرة والشعور بالقدرة على تجاوز عقد الاستكانة، فتحدث الانتباهة واليقضة وكأنما هي بعث من مقابر الزمن
إن إحياء رمزية الوعل ورمزية المسند وغيرها ليست اعتباطا بل مخاطبة قصدية للوعي الكامن في اللاشعور الجمعي للأمة اليمنية، لتحفيزه على الانتباه من نومه العميق واستلهام ذاته التاريخية من خلال الرمز الحضاري، واعادة انتاج دليل وجوده من خلال استحضار رصيدي الخبرة والتجربة
ومن هنا فإن يوم الوعل ٨ ذو الثابة يعد استراتيجية بعث تاريخي للأمة اليمنية من خلال الخطاب الرمزي الأكثر تأثيرا في الوعي الكامن، كون الوعل أحد أهم الرموز السياسية في الحضارة اليمنية القديمة وخاصة دولة سبأ الأولى والثانية وإمراطورية التبابعة، كون الوعل يكتنز بصفاته جملة من الخصائص التكوينية لنفسية الأمة اليمنية
اقرأ أيضاًأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدنمقتل ضابط في الجيش اليمني على يد أحد أقاربهدرجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية اليوم الثلاثاءوفاة طبيب يمني بسبب موجة البرد القاسية خلال محاولته الهروب إلى أوروباما حقيقة إتهام الشيخ صادق الأحمر باهداء خنجر ”جنبية ” مواطن كانت مرهونة لديه للحزمي ؟شاهد
جرافات الإحتلال الحوثي تدمر مزارع مواطن يمني شرق العاصمة صنعاءوزير الخارجية الأسبق: حرب اليمن انتهت وهذا هو الطرف المنتصر
ودعوة مهمة لمجلس القيادةجماعة الحوثي تحول منزل مواطن يمني إلى محكمة بعد مصادرتها للمنزل (صورة )وكيل وزارة حوثي يعتذر لحزب المؤتمر ويدعوا إلى عودته للسلطة برئاسة نجل الرئيس صالحتدمير الحاضر وتفخيخ المستقبلبيان عسكري جديد لمليشيا الحوثيأنا سعيد
أول تعليق لمدرب المنتخب اليمني بعد الخروج من بطولة خليجي 25لقد كان الوعل في الحضارة اليمنية يرمز لعدة معان سياسية ونفسية منها السرعة والقدرة على إدراك المخاطر وهو نهج الحضارة اليمنية كما هي الحضارات والامبراطوريات الكبرى إذ لا بد أن يكون لها مراصد تكتشف المخاطر قبل وقوعها
كما يتصف الوعل بالحرية فهو ليس من الحيوانات الداجنة وهي سمة الحضارة اليمنية التي ظلت عصية على أي غزو أو استعمار عسكري أو ثقافي طيلة ٥٠٠٠ عام حتى انهارت قبيل الإسلام بخلاف حضارات الشمال العربي في الشام وبابل ومصر إذ خضعت للاستعمار الفارسي منذ القرن السادس قبل الميلاد ثم المقدوني من القرن الرابع ق
م فالروماني الذي تقاسمها كنفوذ مع الفرس من القرن الثاني ق
م
كما يرمز الوعل للتحصن والتحدي فهو يسكن الشواهق بعيدة المنال، وكذلك كانت سياسة الامبراطورية تبني الحصون الشاهقة لحماية المدن في الجزيرة العربية كاملة ولا تزال شواهدها قائمة حتى يومنا
ويرمز الوعل كذلك للأنفة فهو لا يقبل الذل ولا يأكل الفضلات بل يرعى حيث لا يصل غيره، وهي سمة اتصفت بها الحضارة اليمنية
في الحضارة اليمنية كان الوعل يعتبر رمزا ملكيا لأن فيه من صفات التحدي والقيادة، لذا كان عبارة عن حيوان ملكي طقوسي يقدم في المناسبات الدينية كالأضاحي أيام الحج والعمرة في المعابد السبئية، وله طقس صيد خاص في السنة أيام الحج تقربا لله تعالى إله الخصب طلبا للمطر والرزق، وأحيانا يقدم الذكر من الوعل كأضحية لله طلبا للولد والذرية
وثمة بعد سياسي أخر للوعل حيث كان يقدم في ولائم خاصة بالملوك والتبع الأعلى لأنه الحيوان الملكي الوحيد الذي يقدمه الملوك والقادة أضحية في شعائرهم التعبدية، ومن يأت بالوعل لأضحية أو لوليمة سياسية موسمية يعتبر ذو شأن لأنه قدم أفضل الحيوانات وأكثرها رمزية للملك والسلطة، ولهذا كان يمنع صيد الوعل طوال العام ويباح فقط في مواسم الحج أو الأعياد الملكية
------------------------------------------------------ملاحظة للحضارة اليمنية رموز أخرى ترمز لمعان سياسية واقتصادية تجسد رؤية الدولة منها:الثور : ويرمز للزراعة والاقتصاد القائم على استثمار الأرض بالزراعة والسدود
الأسد: ويرمز للقوة والجيش الذي يشكل مخلب الدولة وسلاحها الفتاك في حماية الجزيرة العربية وتأديب أي عدوان خارجي
النسر: وكان يرمز للسيطرة والسياسة التوسعية في عهد إمبراطورية التبابعة التي كانت أول إمبراطورية مركزية عالمية وصلت إلى أمريكا اللاتينية واليونان وأطراف أوروبا وأقاصي الشرق الأقصى والنقوش المسندية المبثوثة هناك شاهدة بذلك
الثعبان: وكان يرمز للعدو المتربص خارجيا أو داخليا، وأحيانا نجده يتقاتل معه النسر، لأن الخيانة أو العدو المتربص يحاول أن يقتل قوة الدولة بسمه الخبيث
الهلال: وكان يرمز لمواسم الزراعة وعلاقتها بالسماء حيث الزراعة طقس مقدس، فكل المزارعين يقدمون بين يدي زراعتهم ابتهالات وتضرعات وأضحيات للإله لينعم عليهم بالخير والمطر، وقد نقل رمز الهلال في العصر العباسي معتقدات الإسلام وأصبح مضافا لصوامع المساجد