اليمن.. “التقرب إلى لله” بتعذيب الصحفيين
منذ 7 ساعات
عدن – بديع سلطان طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المجتمع الدولي بإنهاء تقاعسه والتصدي للانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين اليمنيين، ومساءلة الأطراف المتحاربة المتورطة بالانتهاكات
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم الخميس، إن الأطراف المتحاربة في اليمن، بمن فيهم الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية
ارتكبت انتهاكات حقوقية جسيمة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد
التقرير المعنون بـ: “نتقرب إلى الله بتعذيب الصحفيين: انتهاكات الأطراف المتحاربة المنهجية ضد الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن”
وثّق مجموعةً واسعة من الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
وتضمنت الانتهاكات الاستخدام الواسع للاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، وغيره من ضروب المعاملة اللا إنسانية
كما ارتكبت السلطات التابعة لأطراف النزاع جميعها انتهاكات أوسع ضد حق اليمنيين في حرية التعبير ضد وسائل الإعلام
شملت الاستيلاء على مؤسسات إعلامية، وترهيب الإعلاميين ومضايقتهم وعرقلة حركتهم وعملهم، وفقًا للتقرير
وقالت نيكو جعفرينا، باحثة اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش”: “تهدد الهجمات المتكررة للأطراف المتحاربة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية حياة عشرات الصحفيين
وتقوّض بشكل خطير حرية التعبير في اليمن
مطالبةً السلطات باليمن بذل ما بوسعها لتلبية الحقوق الأساسية للناس، بدلًا عن الاعتداء وإسكات أولئك الذين لا يفعلون سوى نقل الأحداث”
وأجرت “هيومن رايتس ووتش” -كما في التقرير- مقابلات مع 27 شخصًا بينهم 16 صحفيًا، بين أكتوبر 2024، ومايو 2025
كما راجعت المنظمة وحللت الصور والوثائق المتعلقة بالقضايا التي تم التحقيق فيها
وتضمنت الوثائق الرسمية ولوائح الاتهام الصادرة عن المحاكم، من بين أدلة أخرى
ووثقت “هيومن رايتس ووتش” 14 حالة انتهاك ضد صحفيين على يد الحوثيين والمجلس الانتقالي والحكومة اليمنية
شملت خمسة كانوا حتى وقت قريب -أو ما زالوا- محتجزين تعسفًا منذ نوفمبر 2023: ثلاثة على يد الحوثيين
بالإضافة إلى اثنين على يد المجلس الانتقالي الجنوبي، أخفيّ أربعة منهم قسرًا
وفي بعض الحالات، احتجزت السلطات أفراد عائلات الصحفيين، إما بالإضافة إلى الصحفي أو الصحفية أو بدلًا منه/ها
وغالبًا ما احتجزتهم كورقة ضغط لإجبار الصحفيين على “الاعتراف” بتهمة ملفقة أو لمنعهم من القيام بعملهم
بحسب التقرير
وقال أربعة صحفيين كانوا محتجزين سابقًا إنهم تعرضوا لتعذيب شديد في السجن
بالإضافة إلى أشكال أخرى من سوء المعاملة
وأضافوا أنهم يعتقدون أن السلطات عاملتهم بوحشية أكثر من المحتجزين الآخرين لتخويفهم
وتخويف الآخرين، حتى لا يبلغوا عن انتهاكات السلطات وسوء إدارتها وفسادها
وأفاد عبدالخالق عمران، وهو صحفي أفرج عنه، أن مسؤولًا في سجن تابع للحوثيين قال له: “نتقرب إلى الله بتعذيب الصحفيين”
بحسب تقرير “هيومن رايتس ووتش”
استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من قبل الأطراف المتحاربة أدى إلى انتهاك حرية التعبير في اليمن، يقول التقرير
وفرّ العديد من الصحفيين من البلاد بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها، أو خوفهم من التعرض لانتهاكات من قبل الأطراف المتحاربة
كما أن أولئك الذين بقوا فغالبًا ما قلصوا تغطيتهم الإخبارية لتجنب الاستهداف
وقالت الصحفية المستقلة في عدن، لبنى الصادق، “اسم مستعار” إنها حاولت إخفاء هويتها كصحفية عند المرور عبر نقاط التفتيش
يأتي هذا خوفًا من رد فعل العناصر عند نقاط التفتيش إذا اكتشفوا مهنتها
وتابعت: “حتى في جواز سفري، نصحني زملائي بكتابة مهنتي على أني طالبة؛ لتجنب الوقوع في مشاكل عند نقاط التفتيش”
من جهته، قال عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، إن مساحة الحرية الصحفية “تتقلص”
وأفاد هو وآخروم أن السلطات تراقب الصحفيين وتعتقلهم لأسباب تافهة مثل منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد السلطات
قتل العديد من الصحفيين في اليمن خلال السنوات الـ11 الماضية من القتال
وشمل اغتيالات محتملة على يد الأطراف المتحاربة
لكن لم تجر تحقيقات كافية لتحديد المسؤولين عن الحالات التي وثقتها “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها
كما استولى الحوثيون والمجلس الانتقالي الجنوبي على مؤسسات إعلامية كبرى عدة في مختلف أنحاء البلاد وأغلقوها منذ بدء النزاع
ووثّق الباحثون أربع حالات في السنوات الأربع الماضية
شملت “يمن لايف للانتاج الإعلامي والبث الفضائي” و”يمن ديجيتال ميديا”، و”صوت اليمن” و”وكالة الأنباء اليمنية سبأ” و”نقابة الصحفيين اليمنيين”
التقرير حمًل السلطات باليمن، بما فيها الحكومة اليمنية، والحوثيون والمجلس الانتقالي، التزامات بموجب القوانين الدولية والمحلية لحماية حرية التعبير
مطالبًا هذه السلطات أيضًا الامتناع عن ممارسة الاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو التعذيب أو القتل
كما دعا التقرير الدول الأعضاء في الأمم المتحدة استغلال جميع الفرص لإثارة مخاوف جادة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن
وحثّ الدورة الـ60 المقبلة لـ”مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة” على إدانة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري بحق الصحفيين على يد الأطراف المتحاربة
والدعوة إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفًا
وطالب التقرير أعضاء مجلس حقوق الإنسان بضمان أن القرار بشأن اليمن الذي سيتم التفاوض عليه بالدورة الـ60 يدين الانتهاكات الحقوقية
ويدعو السلطات اليمنية إلى معالجتها فورًا، ويطلب من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مراقبة الوضع وتقديم تقرير لمجلس حقوق الإنسان
كما دعا التقرير المقررين الأمميين المَعنيين بالتعذيب وحرية التعبير، والفرق الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي وحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي، إلى زيارة اليمن
وينبغي لهم استغلال هذه الزيارة لرصد حالة حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات الحقوقية والإبلاغ عنها
بما في ذلك الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين، مثل الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب
وفي ختام التقرير قالت جعفرينا: “ينبغي لجميع الأطراف المتحاربة الإفراج الفوري عن الصحفيين الذين مازالوا محتجزين ظلمًا
ووقف انتهاكاتها ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
كما ينبغي للمجتمع الدولي إنهاء تقاعسه عن التصدي للانتهاكات المستمرة في اليمن، وأن يضمن مساءلة الأطراف المتحاربة”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير