امرأه تنجح في مشروعٍ لمياه الشرب بصنعاء
منذ 13 ساعات
صنعاء – فاطمة العنسيرحاب الوحش (30 عامًا)، امرأة يمنية رسمت لنفسها مسارًا لتحقيق ذاتها بنجاحٍ في سوق العمل، وتميزت في عملها عن منافسيها من خلال إدارتها الناجحة، وأيضًا بطريقة خدمة مجتمعها بعيدًا عن المكسب المادي
طبيعة مشروع رحاب الوحش الذي أصبح علامةً مميزةً في مدينة صنعاء اسمه (زها)، مشروع اقتحمت به رحاب الوحش المجال التجاري الذي يغلب عليه الرجال، وهو مجال معالجة المياه لجعلها صالحةً للشرب
في عام 2022، كانت بداية رحاب الوحش في أول تجربةٍ لها في العمل التجاري، وأول مشروعٍ في مدينة صنعاء تديره امرأة خاص بمياه الشرب الصحية، من خلال محطة مياهٍ أسمتها باسم ابنتها زها
تقول رحاب في حديثها لـ”المشاهد”: إن فكرة عمل المشروع جاءت بعد تفشي مرض الكوليرا، وحاجة الناس وخاصةً الفقراء منهم إلى مياهٍ صحيةٍ بأسعارٍ مناسبة، وكذلك حصول الناس على مياهٍ ذات جودةٍ صحيةٍ مكتملة
وتضيف الوحش أنه تم تصميم المحطة بمواصفاتٍ حديثة وتقنياتٍ متقدمة تُضاهي المصانع، وتُنتج عبوات مياهٍ بسعة 10 و20 لترًا، بجودةٍ عالية وأسعارٍ رمزية
في شارع الجزائر، مديرية الوحدة، بمدينة صنعاء، ، تقع محطة “زها” للمياه، شاهدًا على مبادرةٍ نسائيةٍ فريدة انطلقت من رحم التحدي؛ لتوفير مياه شربٍ نقية وآمنة، وبمواصفات عالية الجودة
لم يكن موضوع تكلفة إنشاء المحطة سهلًا بالنسبة لرحاب الوحش، فهي لم تجد أي دعمٍ من أي جهة، وواجهت تحدياتٍ كبيرة في استكمال إنجاز المشروع من الناحية المادية، حيث بلغت تكلفته ما يقارب 22 مليون ريال يمني (41
3 ألف دولار أمريكي)
ما يميز مشروع مياه زها الذي تديره الوحش، أنه مشروع تجاري ربحي وإنساني خيري في آنٍ واحد، فهي توفر مجانًا لبعض نقاط مياه السبيل، وأيضًا مياه الشرب في بعض الأحياء المجاورة للمحطة، كما تبيع المياه بأسعارٍ مناسبةتقول الوحش: “أنشئتُ المحطة في سياق العمل الخيري والاجتماعي، حيث تكفلتُ بتوفير المياه لعشرات الأسر والمساجد، إلى جانب نقاط “ماء السبيل” المنتشرة في الشوارع لخدمة المارة”
وما يميز مشروع مياه زها الذي تديره الوحش، أنه مشروع تجاري ربحي وإنساني خيري في آنٍ واحد، فهي توفر مجانًا لبعض نقاط مياه السبيل، وأيضًا مياه الشرب في بعض الأحياء المجاورة للمحطة، كما تبيع المياه بأسعارٍ مناسبة
تطمح رحاب إلى توسعة فروع جديدة لمحطة زها وتطوير خدماتها التقنية، حسب تعبيرها
اقتحام رحاب الوحش مجال مشاريع بيع المياه من خلال إنشاء محطة في هذا الإطار يعد تحديًا كبيرًا لها في واقعٍ يُقيّد عمل المرأة، وخاصةً في مثل هذه المجالات التي تتطلب مواجهة كافة الصعوبات الميدانية للمشروع وإدارته بنجاح، حيث يعمل في مشروع محطة زها عشرة أشخاص، إلى جانب التحديات المادية الأخرى وتوفير المعدات اللازمة للمشروع من خارج اليمن
تحديات كانت سببًا في تأخر إنشاء المشروع في البداية، لكنّ الإصرار والعزيمة ووقوف أهل وزوج رحاب معها، كما تقول، كان له دور في أن أصبح مشروع محطة زها واقعًا ملموسًا وقصة نجاحٍ
تؤكد رحاب أن عملها من خلال محطة زها للمياه أكسبها القدرة على مواجهة الصعوبات، وخاصةً تلك المتعلقة بالمنافسين الذين يحاولون منافستها في السوق، وهذا جعلها دائمًا حريصةً في عملها الإداري -كما تصف- على معايير جودةٍ عالية، وأسعارٍ منافسة وتعاملٍ مرنٍ في البيع
حصلت رحاب الوحش مؤخرًا على شهادة أفضل محطة مياه في صنعاء من الهيئة العامة للمياه
حصول مشروع محطة زها لمياه الشرب الذي تملكه وتديره رحاب الوحش لم يكن سهلًا، حيث تؤكد أن الحصول على هذه الشهادة يأتي في إطار خطة تقييمٍ صارمة على جودة المياه من خلال تقارير أسبوعية وشهرية يقوم بها فريق ميداني رقابي على محطات المياه
خلال ما يقارب أربع سنوات، لم تسجل محطة زها أي مخالفة في معايير الرقابة، مثل النظافة وجودة المنتج والمعدات المستخدمة
هذه الشهادة أضافت إلى رصيد رحاب المزيد من العملاء وزيادة الطلب على مياه زها، مضيفة: “الناس نظرتها إيجابية للنساء اللاتي يُدرنّ المشروعات لاسيما مشاريع مهمة مثل محطة مياه، نظرتهم أنه ما دامت امرأة تقود المشروع فالنظافة متوفرة؛ مما ساهم أكثر من ارتفاع معدل الطلب
نجاح رحاب الوحش في مشروعها الأول قادها مؤخرًا إلى إنشاء مغسلةٍ للملابس والأثاث في صنعاء، وجعل رحاب -كما تصف- متطلعة أكثر إلى تحقيق مزيدٍ من النجاح في المجال التجاري
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير