باحث يكشف عن تمثال نادر لملكة قتبانية يعرض في معارض دولية بعد تهريبه من اليمن قبل 1970

منذ 16 ساعات

 كشف الباحث المتخصص في الآثار اليمنية عبدالله محسن عن تمثال أثري نادر لامرأة بارزة من مدينة تمنع التاريخية، عاصمة مملكة قتبان، يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويُعدّ من أندر وأكمل نماذج النحت في آثار اليمن القديم غادر اليمن قبل عام 1970، ويعرض حاليًا في عدد من المعارض الدوليةويجسد التمثال، المنحوت من المرمر والمزيّن بعناصر من البرونز، شخصية نسائية بارزة يُعتقد أنها تمثل ملكة أو كاهنة

وقد غادر اليمن إلى فرنسا قبل العام 1970م، ثم انتقل إلى سويسرا، وشارك لاحقاً في عدد من المعارض الدولية، بينها معرض PAD London الذي أقيم في ساحة بيركلي بلندن خلال الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر 2017م، والذي يُعد من أبرز معارض الفنون الكلاسيكية المعاصرة

ويُعدّ التمثال بحسب وصف مؤسسة فينكس للفن القديم التي عُرض فيها، أكمل تمثال معروف من المرمر لامرأة يمنية، إذ يحتفظ بتفاصيل دقيقة ونادرة، منها الشعر المصنوع من البرونز، والتاج، والأقراط، والأساور المصمّمة على شكل ثعبان إلى جانب فستان طويل بأكمام قصيرة

كما تتميز ملامح الوجه بالدقة في النحت، حيث تظهر العينان الكبيرتان مرصعتين بمادة داكنة يُعتقد أنها من البيتومين، في حين نُحتت الحواجب والحدقتان بعناية فائقة

وأشار الباحث المتخصص عبدالله محسن، إلى أن التمثال يُجسّد امرأة تقف بثبات على قاعدة صغيرة، وقدماها عاريتان، وذراعاها ممدودتان للأمام في وضع تعبّدي؛ إحداهما مفتوحة والأخرى تقبض على شيء ما

كما يُظهر التمثال تبايناً فنياً بين التفاصيل الدقيقة للوجه والتجريد الظاهر في الجسم، وهو ما يُميّز فن النحت اليمني القديم في تلك الحقبة

وبحسب دراسات لباحثين دوليين، منهم كليفلاند ودي ميغريه، فإن هذا النوع من التماثيل الجنائزية، والتي غالباً ما تُكتشف في المقابر، كانت تُستخدم كصور رمزية للمتوفى، وتوضع إلى جانب القبور

ويعتبر هذا التمثال النادر من الشواهد الحية على غنى وتفرّد الحضارة اليمنية القديمة، وعلى مستوى الفن الرفيع الذي بلغته مملكة قتبان، ما يعيد إلى الواجهة أهمية استعادة الآثار اليمنية المنهوبة والمعروضة في الخارج، والحفاظ على ما تبقى منها

واختتم الباحث منشوره باقتباس شعري يصف  التمثالقمرٌ طوّقه الهلالُ، ومن شمسِ الدياجي في ساعديه سوار

ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة، شهدت البلاد تصاعدًا كبيرًا في عمليات نهب وتهريب الآثار من مختلف المحافظات، لاسيما من المتاحف والمواقع الأثرية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم

وفي هذا السياق تمكنت الحكومة اليمنية من استعادة عدد من القطع الأثرية النادرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وذلك بعد جهود قانونية ودبلوماسية حثيثة، بالتنسيق مع الجهات المختصة في تلك الدول، وبدعم من المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي