بنك إنجلترا يطلب من بنوك بريطانية اختبار صدمات محتملة تتعلق بالدولار

منذ 15 ساعات

كشفت وكالة رويترز، اليوم السبت، نقلا عن ثلاثة مصادر وصفتها بـالمطلعة أن بنك إنجلترا طلب من عدد من البنوك العاملة في بريطانيا إجراء اختبارات داخلية لتقييم قدرتها على الصمود في وجه صدمات محتملة في التمويل بالدولار الأمريكي، في خطوة تعكس تنامي القلق الأوروبي إزاء مستقبل الاعتماد على الدولار، في ظل سياسات الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب

ويُعد الدولار شريان الحياة للنظام المالي العالمي، إذ يمثل العملة الرئيسية في التجارة الدولية وتدفقات رؤوس الأموال

لكن النهج الذي تتبعه إدارة ترامب – والذي يشمل الانسحاب من عدد من السياسات الأمريكية الراسخة، لاسيما في مجالات التجارة الحرة والدفاع – أثار شكوكاً متزايدة بين صانعي السياسات حول مدى إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كمصدر طارئ للدولار في أوقات الأزمات

وقالت المصادر إن بنك إنجلترا، عبر هيئة التنظيم الاحترازي التابعة له، وجّه طلبات فردية لبعض البنوك لتقييم خططها التمويلية بالدولار، بما في ذلك درجة الاعتماد على الدولار واحتياجات السيولة على المدى القصير

وذكر أحد المصادر أن أحد البنوك العالمية، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، طُلب منه مؤخرًا إجراء اختبارات داخلية تتضمن سيناريوهات قد تشهد جفافًا تامًا في سوق مقايضة الدولار، وهو ما يعكس سيناريو متطرفًا لكنه ليس مستبعدًا بحسب التقديرات التنظيمية

من جانبه، قال ريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد بكلية لندن للأعمال والرئيس السابق للجنة العلمية الاستشارية للمخاطر النظامية الأوروبية:في حال اندلاع أزمة تمويل عالمية بالدولار، قد يتردد مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تقديم خطوط مقايضة خوفًا من رد فعل سياسي من قبل الرئيس ترامب

لذلك على الجهات التنظيمية أن تحث البنوك على تقليص انكشافها على الدولار بشكل عاجل

ورغم أن مصادر رويترز أكدت أن المناقشات جرت بشكل سري ولم يُفصح عن أسماء البنوك المعنية، فإن مؤسسات مالية كبرى مثل باركليز وإتش

إس

بي

سي وستاندرد تشارترد امتنعت عن التعليق، كما لم يصدر تعليق رسمي من بنك إنجلترا

وفي رد عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الأداء القوي للأسواق وتدفقات الاستثمار التاريخية منذ الانتخابات تُعد دليلاً واضحًا على تجدد ثقة المستثمرين في الدولار الأمريكي والاقتصاد تحت قيادة ترامب

لكن مع تزايد الاعتماد العالمي على الدولار، فإن أي صدمة حادة في توفر العملة الخضراء قد تؤدي إلى تعطيل قدرة البنوك على تلبية الطلب على السيولة، ما قد يُفاقم من الأزمات ويقوض ثقة المودعين

ورغم اعتبار هذه السيناريوهات متطرفة، فإن المؤسسات التنظيمية باتت تنظر إلى تأمين الوصول إلى الدولار كأولوية استراتيجية، في ضوء المتغيرات السياسية الدولية والمخاوف من تسييس السياسات النقدية الأمريكية