بن سلمان: إبقاء هيمنة الإخوان على مفاصل السلطة والجيش يمثل تهديداً لمنابع الثروات ومصالح الدول الكبرى وأمن الجوار
منذ 2 سنوات
هناك من يراهن على تدوير الفوضى للهروب من الإستحقاقات الحتمية المقبلة ، يعبث في السياسة يربك التقاربات ، يتحول إلى عصي إعاقة في حركة دولاب التوافق النسبي في المجلس الرئاسي ، وفي ذات الوقت يمارس العنف عبر أدواته غير المعلنة، ويلوح بالقوة بأيدي المحسوبين عليه علناً
في الجوف يتمرد بقوة القبيلة ويدعم تمرده عضو مجلس الرئاسة محافظ مأرب ، بإعتماد الميزانيات لسلطة العكيمي ، وإقرار توقيع نواب المحافظ المُقال على حركة الأموال والإعتمادات من فرع البنك المركزي مأرب ، متحدياً قرار رئيس مجلس القيادة وتوجيهات البنك المركزي عدن ، وهو نفسه العرادة من دعم تمرد إخوان شبوة ، قبل ذلك تجييش عناصره لغزو أبين وعدن تحت مسمى غزوة خيبر
====================================المشكلة ليس في التمرد ، المشكلة الأكبر في إسناد وموالاة التمرد والصمت الرئاسي عنه ، ورعايته من أعلى مستوى مجلس القيادة
لماذا يراهن حزب الإصلاح الإخواني على عدم خسارة الجوف، لأنها ببساطة عمقهم وخط تماسهم وتواصل إمداداتهم من مأرب وحتى حضرموت ، في حال مضت الأمور نحو الضغط على صاعق تفجير الموقف ،والدخول في مواجهة عسكرية بإسناد المنطقة الأولى وتشكيل خط إمداد وجبهة واحدة
إنتقال الصراع في حضرموت أو نقله من السياسي إلى العسكري، هو رسالة إخوانية للرئاسي وللتحالف ودول شركات النفط ، مفادها أن لا إنسحاب لقوات المنطقة، وأن خيار التصعيد العسكري مطروح على الطاولة وبات على المحك
يشتغل الإخوان لتوجيه رسائلهم المفخخة بالعنف ، على خلق الكيانات المحلية الممولة وحمايتها ، في ما هو يقمع المعارضين ، والإنتقال إلى تدمير السلم الأهلي بإعادة إنتاج مشاريع هزيلة ، وأخيراً بفتح أبواب التجنيد المليشاوي لعناصرهم المدنية، تحت مسميات تتلبس بلبوس البيئة المحلية ، والبدء ببروفات زعزعة ألأمن وإستهداف المنشآت الخدمية الحيوية بالعبوات الناسفة، كما حدث بحقول مياه سيئون يوم أمس ، وهي محاولة تفجير فاشلة أودت بصاحبها
نحن أمام سيناريو معد له سلفاً: خلق شارع مقابل شارع تحشيد مليشاويتنسيق الجهود مع فلولهم في الجوف ومأربفرض ميزان قوى يضع المطالبة بإخراج المنطقة الأولى معادلاً للتفجير
توسيع نطاق التخادم مع الح وثي ، حد تمرير شحنات السلاح المهربة وقطع الطائرات المسيرة، عبر منافذ المنطقة بإتجاه تمركزات قوات صنعاء
المنطقة الأولى خطر حقيقي وليس مفترضاً ،خطر يهدد الجوار يوسع نطاق الحرب ،ويفرض على الجميع معادلته الصفرية ، أما إبقاء هيمنة الإصلاح وسيطرته على مفاصل السلطة ومكامن القوة فيها، الأمن والجيش ، أو تهديد الداخل ومنابع الثروات ومصالح الدول الكبرى وأمن الجوار
الخيارات:قرارات رئاسية مسنودة بالقوة وملزمة تحد من هذا التغول وهوس السيطرة
تنفيذ مخرجات إتفاق الرياض بسحب القوات وإعادة توزيعها
التصدي الصارم لمحاولة تشكيل جبهة إخوانية موازية لسلطة الرئاسي، تمتد من مأرب والجوف وتعز وحتى أولى حضرموت
من دون تفكيك هذه الالغام نحن أمام الخيار الأصعب العنف ، تأجيل المعالجات يمنح العسكرية الأولى فسحة وقت مضافة ، لملشنة المجتمع الحضرمي ، تفكيك وحدته ، وخوض حروب بينية داخلية مدمرة
وأياً كانت تقديرات الأطراف الأُخرى ، فإن الوصول إلى هذه المرحلة، بالنسبة للقوات الجنوبية ومشروعها السياسي ، خط أحمر
خالد سلمان